مي حريري الفنانة اللبنانية وسفيرة للاطفال اللاجئين لـ «الاتحاد الاشتراكي»:أضع اللمسات الأخيرة لإطلاق أغنية مغربية مصورة من إبداع زكرياء بيقشة الأغنية المغربية أصبحت عالمية وليس لدينا أصوات في قيمة صوت سميرة سعيد 

تستعد الفنانة اللبنانية وسفيرة الأمم المتحدة للأطفال اللاجئين مي حريري لإطلاق أول أغنية مغربية من كلمات وألحان المبدع المغربي زكرياء بيقشة وتوزيع المبدع حمزة الغازي وإخراج  الفيديو كليب من توقيع المخرج اللبناني فادي حداد.
مي حريري التي غنت بالعديد من اللهجات العربية وكذلك الباكستانية، ترى أن الأغنية المغربية تخطت حدود الوطن بفضل شباب مبدع طموح، كما أن فرقا موسيقية عالمية تمتح من التراث والايقاعات الموسيقية المغربية لما تمتاز به من تنوع
تقول إن الموسيقار ملحم بركات  الذي تزوجها ثلاث مرات بعد طلاقها منه، طلب منها العودة من إيطاليا حينما أحس أنه ينازع الموت وكانت الوحيدة التي تعرف مرضه دون غيرها، وتطالب الدولة اللبنانية أن تخصص للموسيقار الراحل ملحم بركات متحفا يضم مجموع ثروته الفنية. كما اثنت على الأصوات المغربية الرائعة سميرة سعيد، جنات مهيد، ليلى غفران، سعد لمجرد وغيرهم، وتكشف أن هناك من أراد التشبه بهيفاء وهبي لكن لم يصلن إلى ما وصلت إليه، وكشفت أن لبنان يحتوي على أصوات بها غنج لكن لا أحد  فيهن يصل إلى قوة صوت وإحساس سميرة سعيد.
عن هذه المواضيع وغيرها كان لجريدة
«الاتحاد الإشتراكي» الحوار التالي مع الفنانة السفيرة مي حريري.

– مي حريري مطربة وممثلة وسفيرة الأمم المتحدة للاجئين وزوجة سابقة للموسيقار الراحل ملحم بركات، صفات عديدة اجتمعت فيك، ولم تجتمع في غيركماذا يعني لك ذلك ؟
– طبعا ،بقدر ما يشرفني ذلك ،بقدر ما يشكل مسؤولية كبرى على عاتقي، وأتمنى أن أكون في مستوى هذه الصفات المجتمعة، واعتبر نفسي جد محظوظة ،وأتمنى أن أكون في مستوى أي صفة من هذه الصفات، وأعتز كثيرا بكوني كنت زوجة للموسيقار الراحل ملحم بركات، الذي يتزامن حواركم مع الذكرى السنوية لغيابه الجسدي، كما أعتز لكوني أم ملحم الإبن، واعتبر أن أفضل مرحلة من مراحل حياتي، تلك التي كنت فيها زوجة لملحم بركات، ورغم طلاقنا بقينا أصدقاء بما تحمل الكلمة من معنى، وكما تعلم فطليقي ملحم بركات كان يكبرني ب 33 سنة، فهو بالنسبة لي مدرسة تعلمت منه الكثير، وكفنانة أيضا تعلمت منه على الأقل كيف تصبح أدني أدنا  موسيقية وأن أسمع «صح «فهو أسطورة كما يعرف الجميع.

– على مستوى الاختبارات الفنية الخاصة بك وبمسيرتك الفنية، إلى أي درجة كنت متأثرة بالموسيقار ملحم بركات؟
-طبعا كان له تأثير قوي على تكويني واختياراتي، وقد غنيت بعضا من إبداعاته كأغنية «حبيبي أنت»وأغنية»حمامة بيضا»و»موعدنا بأرضك يابلدنا»…وأيضا على مستوى اختيار الأغاني، وكما تعلم فقد غنيت بكل اللهجات تقريبا اللبنانية والمصرية والخليجية وحتى الباكستانية «الأوردو».
والآن أستعد للغناء باللهجة المغربية، وأنا سعيدة جدا لأغني للشعب المغربي، الأغنية المغربية التي ستطلق قريبا جميلة جدا من كلمات وألحان المبدع المغربي زكرياء بيقشة وتوزيع الشاب المبدع حمزة الغازي .

– قبل أن نتطرق إلى هذه الأغنية المغربية، دعينا نتحدث عن الراحل الموسيقار ملحم بركات،أكيد أنه ترك إرثا فنيا كبيرا، ما مصير هذا الإرث الآن، وهل هناك تفكير جدي في إنشاء متحف خاص يذلك؟

– طبعا، الموسيقار ملحم بركات ترك وراءه إرثا فنيا، ومن المفروض أن تقوم الدولة اللبنانية بتكريمه من خلال حفظ إرثه عن طريق تخصيص متحف باسمه تعرض فيه كل أعماله الفنية التي طبعت الحياة الفنية اللبنانية والعربية والإنسانية بشكل عام، ومن المفروض أن يقدم أبناؤه يد العون في ذلك، كما تعلم فإن ملحم بركات هجر زوجته الأولى مدة 25 سنة، وكان ابني يسكن مع والده إلى أن اختاره الله سبحانه وتعالى إلى جواره، حتى البيت الذي كان يعيش فيه هو في اسم ابني ملحم بركات «جنيور» وممكن أن يخصص هذا البيت كمتحف، وبصفتي زوجة مطلقة لا صفة لي لكي أتدخل غير التشجيع على ذلك.

– ماذا افقتدت كحبيبة وزوجة وصديقة في رحيل الموسيقار ملحم بركات؟

–  افتقدت الأمان، إذ كان زوجي وحبيبي، ورغم الطلاق بيننا، ظللنا صديقين، ويكفي أنه لما كان في أيامه الأخيرة طريح فراش المرض، ألح علي  لكي أغادر الديار الإيطالية حيث كنت في ميلانو ليحملني رسالة قبل وفاته، وكنت الوحيدة التي أعرف أنه مصاب بداء السرطان، وبالنسبة لابني ملحم جنيور فقد فقد في رحيل والده عمود حياته إن صح التعبير، وكان رحمه الله يحترمني كأم لابنه بحكم التربية التي ربيته إياه،إ ذ كان دائما يحكي هذا الأمر، حيث كانت صورتي لديه مجسدة من خلال ابنه، فقد ربيته أحسن تربية وهذا يكفيني والحمد لله، وانا أشجعه ليتابع دراسته العليا في الولايات المتحدة الأمريكية.

– غنيت بالعديد من اللهجات  المصرية والخليجية واللبنانية وحتى الباكستانية «الأورد» هل حان الوقت لتغني باللهجة المغربية؟

–  طبعا الأغنية المغربية لها طعمها الخاص، وبالفعل سأطلق فيديو كليب في الأيام القليلة المقبلة، أغنية مغربية جميلة مكتوبة باللهجة وليست لغة بيضاء، وقد أعجبتني كثيرا، وأهديها لجلالة الملك محمد السادس ولأسرته ولكل المغاربة الذين لهم مكانة خاصة في قلبي منذ زمان، الأغنية من كلمات وألحان المبدع المغربي زكرياء بيقشة وتوزيع المبدع حمزة الغازي، وتتميز  هذه الأغنية بمشاركة الفنان عادل العراقي.
شخصيا فقد تعرفت على المغرب وأهله وتراثه من خلال الزيارات التي قمت بها مع الراحل الموسيقار ملحم بركات، واكتشفت كرم ومحبة هذا الشعب الذي يحب الحياة وله ثقافة موسيقية حقيقية بسبب التعدد الذي يشكل إضافة حقيقية لثراته.
أشكر كثيرا المبدع المغربي زكرياء بيقشة على هذا التعامل الفني الذي جعلني أتواصل مع المغاربة من خلال هذه الأغنية الجميلة، وقبل ذلك كنت دائما يسألني الإعلام لماذا غنيت بالعديد من اللهجات دون اللهجة المغربية، وهذا طبعا كان نتيجة غياب التواصل، قبل يتم هذا التواصل بيني وبين الملحن زكرياء بيقشة الذي فعلا قدم لي عملا يلائم صوتي وإحساسي وشخصيتي، فهو إنسان مبدع وخلوق، وقد ساعدنا كثيرا على وضع الصورة النهائية لهذا العمل الفني، وسيتم تصوير الفيديو كليب في لبنان، رغم أن الفكرة أننا في البداية كنا ننوي تصويره في المغرب، قبل أن يستقر الرأي على لبنان مع الحرص على أن يتم استحضار روح المغرب إن صح التعبير لتعكس الطابع المغربي، وستولى الإخراج المخرج اللبناني فادي حداد.

– كيف ترين الأغنية المغربية الآن؟

– الأغنية المغربية وصلت إلى كل الوطن العربي، واقتحمت كل البيوت، بالفعل المغرب يتوفر على مواهب عالمية مثل الفنان سعد لمجرد وغيره .

– أسألك كمتلقية وليس كفنانة، ما الذي جعلك مغرمة بالأغنية المغربية بالتحديد؟

– أحب الإيقاعات المغربية وكذلك الكلمات، ولاننسى أن هناك فرقا موسيقية عالمية استخدمت في أعمالها الفنية التراث المغربي والمغاربي، والأغنية المغربية فيها فرح وتحرض على الحياة بالاضافة إلى الأصوات الرائعة التي يزخر بها بلدكم .

– ماهي الأسماء الفنية المغربية التي تجمعك بها علاقة صداقة  ؟

– صديقي الفنان سعد لمجرد بحكم أنه زار لبنان كثيرا وهناك التقينا، وكذلك سميرة سعيد مع حفظ الألقاب، إنها الرقم واحد وتشكل أسطورة حقيقية، التقيت بها في مصر، فنانة خلوقة وذكية لم تسر في خط واحد موسيقيا ،إنها مجددة وأغانيها «كسرت الدنيا «كما هو الحال بالنسبة لأغنية «هوا هوا» وغيرها، وكذلك ليلى غفران التي تبقى أجمل صوت غنى أغاني عبد الحليم حافظ والفنانة جنات مهيد ذاتة الصوت الشجي والإحساس المرهف …

– تعاملت مع المخرج الإيطالي انطونيو فلبينو الذي تولى إخراج فيديو كليب «داري»، لماذا مخرج من خارج لبنان رغم الحرفية المعهودة في المخرجين اللبنانيين ؟
– البحث عن التغيير والتجدبد، فالجميل في الأجانب أنهم يحرصون أن تكون المشاهد طبيعية وهذا ما أفضله شخصيا؛ أحب كل ماهو طبيعي، زيادة على الانفتاح على رؤى وحضارة وثقافة أخرى، وهو ما دفعني إلى التعامل مع هذا المخرج في عملين «داري»و»ندمانة»، فأنا لست مع الصور البلاستيكية .

– كيف تعاملت مع الإشاعات الإعلامية المتعددة التي وصلت إلى حد أن إحداها ادعت انتحارك ؟

– للأسف، أحزن كثيرا لهذا السلوك، وأسائل نفسي وأسأل إعلاميين مقربين مني، لماذا يتعامل هؤلاء «الإعلاميون «بهذا الأسلوب الذي لا يتماشى وقواعد المهنية ويضرب في الصميم مهنة صاحبة الجلالة، يحرصون على نشر الأباطيل الإشاعات، ويتغافلون على اختياري سفيرة للأمم المتحدة في موضوع اللاجئين، رغم أن هذه المهمة تشرف بلدي لبنان.

– هل لجأت إلى القضاء اللبناني من أجل إنصافك ؟

– نعم، لجأت إلى القضاء اللبناني ضد صحافة كانت لها علاقة بعائلة ملحم بركات، وكان الأمر تصفية حسابات، وهذا لا يجوز أبدا، إذ يتم تسخير الصحافة التي تقبل أن تلعب هذا الدور الوقح لإيذاء  الآخرين، فزوجي السابق أحبني وعشقني حتى الموت، رغم أنه أحب العديد من النساء، لكنه اختارني أنا وتزوجنا، ثلاث مرات بعد كل طلاق، وليس ذنبي أن يحبني ملحم، فكل واحد يأخذ نصيبه في الحياة، وأدعو هؤلاء إلى احترام حياة ملحم بركات،ولا داعي للحرب، لذا تجدني جد عصبية حين تمس كرامتي، فلا ديني ولا أصولي تسمح لي بأن أقبل الاتهامات الباطلة.

– «تعال نرقص سوا «أغنية تحتفي بالحب والحياة والجمال، لاقت نجاحا كبيرا، ما السر وراء ذلك، وهل تفكرين في الزواج؟

– لا أفكر في الزواج، وهذا السؤال يطرح علي كثيرا، الناس تقدرني وتحبني، وهذا من فضل ربي، أنا احترم نفسي وأحافظ على اسمي وأعرف حدودي، حتى فيما أقدمه من فن، أحرص كل الحرص على تقديم ما يليق بجمهوري وأدخل كل البيوت، إذ لم أغن في حياتي أغنية هابطة بغض النظر عن نجاح الأغنية من عدمها، فأنا متشددة في اختيار الكلمات والألحان..الخ.

–  هناك من يغني أغاني هابطة ويعتمدون خاصة «الفنانات» على الإثارة والصورة فقط للانتشار خاصة في لبنان، ويحققن الانتشار، ما السر وراء ذلك .. وهناك من يستشهد بهيفاء في هذا الباب؟

– هناك الكثير من الفنانات يتشبهن بهيفاء،  لكن لم يستطعن الوصول إلى ما وصلت إليه، فهيفاء وهبي حالة استثنائية، رغم أنه ليست هناك شركات إنتاج وراءها، فقد لعبت أدوارا مهمة صراحة في الأفلام والمسلسلات.
في لبنان ليست هناك أصوات قوية مثل سميرة سعيد، بل هناك أصوات فيها غنج ،لكن الحكم في الأخير للجمهور .

–  تحدثنا عن مي حريري الإنسانة والمطربة والزوجة، ماذا عن مي الممثلة؟

– شاركت في مهرجانات عديدة خاصة بالسينما بما في ذلك مهرجان «كان « مع المخرج المقتدر فيليب سكيب والمبدع أنطوان كرباش، لكن صراحة التمثيل مرهق جدا، ويتطلب مجهودا كبيرا، خاصة وأن لي بنتا في ربيعها العاشر، جاءتني عروض  للمشاركة في مسلسلات لبنانية وسورية، أمضي عليها لكن في الأخير أتراجع وأغير رأيي، آخر العروض عبارة عن مسلسل مشترك مصري لبناني سوري. ومازلت لم أحسم أمري بعد، اللهم «ضاحكة «إن جاءني عرض من المغرب ،فالسينما  المغربية تطورت كثيرا، فالمخرجون المغاربة مبدعون وتعرفت على بعضهم في مهرجان «كان»، وحتى السينما المصرية لها مكانتها رغم الوضع الاقتصادي في هذا البلد الشقيق.

– ماذا عن مي حريري سفيرة الأطفال اللاجئين؟

– أشتغل في هذا المجال بحب، فجميل أن نقدم  يد العون إلى هذه الفئة، مؤخرا كنت لهذا الغرض في دبي وهناك تحضير لعدة لقاءات في قطر الشقيقة وغيرها وفي رأس السنة المقبلة سنكون في القاهرة لجمع المساعدات .

– هل هناك تجاوب معكم في هذا الإطار من طرف العرب ؟

– هناك تجاوب كبير مع هذه المهمة النبيلة رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها عالمنا العربي.

– كلمة أخيرة

– الشكر موصول لكم ومن خلالكم إلى كل الأشقاء في المغرب، وأتمنى أن أكون قد توفقت في إيصال محبتي من خلال الأغنية المغربية التي ستخرج إلى حيز الوجود قبل رأس السنة، وهي توجد بيد المخرج.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 14/11/2017