يعيش سكان إقليم ميدلت هذه الأيام أوضاعا معيشية صعبة للغاية، حيث تتزامن موجة البرد القارس مع ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية الأساسية لاسيما الدجاج وحطب التدفئة.
ففي ظل هذه الظروف المناخية القاسية، يضطر المواطنون إلى زيادة استهلاكهم من حطب التدفئة للحفاظ على دفء منازلهم، إلا أن ارتفاع أسعاره بشكل كبير يزيد من أعبائهم المادية، كما أن ارتفاع أسعار الدجاج، الذي هو عنصر أساسي في الوجبات اليومية للكثير من الأسر، يزيد من تضييق الخناق أكثر على القدرة الشرائية للمواطنين.
ويعاني سكان جبال الأطلس المتوسط والكبير الشرقي، بشكل خاص من هذه الأزمة، حيث يعتمدون بشكل كبير على الحطب للتدفئة، وبالتالي يؤثر ارتفاع الأسعار بشكل مباشر على ميزانياتهم المحدودة، مما يجعل العديدين يطرحون أسئلة حول ما إذا تم اتخاذ أي تدابير للتخفيف من حجم العبء على هذه الشريحة الكبيرة من ساكنة المملكة، خاصة إذا قارنا بين الأمس واليوم، حيث كان سكان جبال الأطلس، يتوغلون وسط الغابات مع مطلع شهر شتنبر، ويشرعون في جمع وتخزين كميات كبيرة من الحطب، تكفيهم في أشهر الشتاء والثلج، خصوصا وأن غالبيتهم لا يقوون على تحمل تكاليف التدفئة العصرية، قبل أن يصبح الحطب اليوم خلال فصل الشتاء عملة نادرة، مما يفرض على الأسر الأطلسية البحث عن وسائل التدفئة العصرية.