نداء مستعجل لإنقاذ الوضع .. المحمدية بين إهمال الصحة العمومية وتوسع المصحات الخاصة

تعيش مدينة المحمدية وضعا صحيا مقلقًا، في ظل تأخر إخراج مشروع المستشفى الإقليمي إلى حيز الوجود، رغم الوعود المتكررة التي تلقاها المواطنون منذ سنوات. بالمقابل، تشهد المدينة ظهورا سريعا ومتزايدا للمصحات الخاصة، التي تظل خدماتها بعيدة عن متناول الفئات ذات الدخل المحدود، مما يكرّس التفاوت الاجتماعي في الولوج إلى العلاج.
وفي هذا السياق، وجهت فعاليات محلية نداء عاجلا إلى الوزير الوصي على قطاع الصحة، تدعوه إلى التدخل الفوري من أجل إعادة تأهيل المركز الخاص بالأمراض النفسية والعقلية التابع لمستشفى مولاي عبد الله، الذي كان قد أُحدث بفضل مساهمة المجلس الجماعي الاتحادي السابق، وساهم بشكل ملحوظ في التخفيف من الضغط على مستشفيات الدار البيضاء.
وقد اشتهر هذا المركز بكفاءة إدارته تحت إشراف الدكتور عبد القادر وساط المعروف بـ «أبو سلمى»، الذي قاده، إلى جانب فريق متخصص، نحو تقديم خدمات عالية الجودة لمرضى الاضطرابات النفسية. وشكّل المركز حينها نموذجا يُحتذى به في الميدان، قبل أن تتراجع خدماته بعد إحالة الدكتور وساط على التقاعد، وتوالي مظاهر الإهمال.
اليوم، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى مؤسسات متخصصة في الصحة النفسية والعقلية، يعود الحديث بقوة عن ضرورة إعادة إحياء هذا المرفق الحيوي، خاصة وأن قضايا الصحة النفسية أصبحت تؤرق العديد من الأسر المغربية، بعد أن تجاوزت نطاق «الطابو» وأصبحت واقعا مقلقا.
وجدير بالذكر أن هذا المركز لم يكن يخدم مدينة المحمدية فقط، بل كان يغطي أيضا حاجيات إقليم بن سليمان، مما منحه طابعا جهويا ورفع من أهمية الحفاظ عليه كمرفق صحي استراتيجي. وفي خضم هذه التحديات، يجدد المواطنون مطالبتهم بتسريع وتيرة أشغال المستشفى الإقليمي بالمحمدية، كأولوية لا تحتمل التأجيل، فالصحة حق دستوري لا يجب أن يبقى مرهونا بالقدرة الشرائية، بل ينبغي أن يُضمن لجميع المواطنين على قدم المساواة، بعيدا عن منطق الامتيازات.


الكاتب : إعداد : الحسين غوات

  

بتاريخ : 14/10/2025