نددت بالغلاء والتضييق وبالظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة
احتج الاتحاد الجهوي الفيدرالي بالدار البيضاء بمناسبة فاتح ماي، ضد غلاء الأسعار والمحروقات مما جعل القدرة الشرائية للمأجورين وعموم المواطنين والفئات الهشة تنهار بشكل خطير . وسجل محمد لشقر الكاتب الجهوي الفيدرالي في كلمته بالمناسبة، امتعاضا واستياء ضد الحجج والتبريرات الحكومية والاختباء وراء الأزمة الطاقية لتبرير التدهور المستمر للقدرة الشرائية لأجراء والطبقة المتوسطة والفئات الهشة والفقيرة من عموم المواطنيين والمواطنات، داعيا إلى ضرورة التدخل بشكل استعجالي وآني قبل فوات الأوان وإلى التدخل الحكومي لإصلاح الاختلالات التي تعرفها الأنظمة التسويقية ببلاد. وختم لشقر كلمته بالتحذير من تصديق الحكومة التي تكذب عن الدولة الاجتماعية، مشيرا إلى أن الوضع الاجتماعي في عهدها يعرف أعطابا متعددة منها التعليم والصحة، والتغطية الصحية، والشباب العاطل، والطرد بالجملة، مما يجعل من كلامها عن الدولة الاجتماعية لا يعدو أن يكون تمويها يدل على هويتها الرأسمالية الليبرالية والتساهل مع الفساد والمفسدين .
وببرشيد، احتضنت ساحة إقامة المطار بالمحاذاة من شارع محمد الخامس تظاهرة عمالية بنفس المناسبة، نظمها الاتحاد المحلي للفيدرالية الديمقراطية للشغل ببرشيد، وحضرها عدد من ممثلي بعض الهيئات السياسية والمدنية الحليفة. واستحضرت التظاهرة رموزا نقابية كرست حياتها دفاعا عن قضايا الشغيلة، منهم الفقيد أحمد مغلوظ، الذي عدّد مناقبه نورالدين الفداوي منسق فقرات المهرجان الخطابي، تلاها تلاوة الفاتحة ترحما على روحه الطاهرة من طرف العاملات والعمال المشاركين في هذا الحدث. وألقى كلمة الاتحاد المحلي عبد الرزاق الگزولي الذي ركز على تدهور القدرة الشرائية لعموم المواطنات والمواطنين في ظل الغلاء المتزايد دون أن يواكبه أية زيادة في الأجور، محذّرا الحكومة من مغبة عدم الوفاء بوعودها التي أطلقتها في برامجها وحواراتها الاجتماعية، كما أبرز جملة من المشاكل المحلية التي يعانيها الأجراء بالمدينة والإقليم بالقطاعين العام والخاص، لاسيما قطاع سيارات الأجرة. من جهته أثار الكاتب العام لنقابة الطاكسيات المعطي أبو الفتح جملة من الاكراهات الخطيرة التي أرهقت كاهل سائقي الطاكسيات من أبرزها غلاء الغازوال، وهزالة التعويض، الذي لا يظهر له أثر لدى أغلب السائقين، محذرا الحكومة بما بات يهدد الاستقرار المعيشي والأسري للعديد من المهنيين.
وعرفت ساحة التظاهرة ببرشيد حضورا وازنا، جسده مناضلات ومناضلو الفيدرالية من مختلف القطاعات العامة والخاصة، الذين رددوا شعارات تعتز بانتمائهم لنقابتهم التي تعد امتدادا لنضالات الحركة العمالية التقدمية الأصيلة، مستحضرين أسماء خالدة من أمثال المهدي بن بركة وعمر بن جلون والبوزيدي وشناف…، مع ترديد شعارات غاضبة تدعو إلى الوحدة النقابية ورص الصفوف لمواجهة تغول الليبرالية المتوحشة، وما أفرزته تبعات سياستها من تعميق لأزمات خطيرة أثرت على كافة المواطنات والمواطنين لاسيما الطبقات الاجتماعية الهشة والفقيرة، وعموم الأجراء بالقطاعين معا، بسبب ارتفاع الأسعار دون رفع للأجور، ودون تقديم الدعم للفئات التي تأثرت بالأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي أرخت بظلالها على المجتمع المغربي….
وفي جو من المسؤولية خلّد الاتحاد المحلي الفيدرالي بوجدة تظاهرة فاتح ماي منددّا بالغلاء الفاحش والسطو على المكتسبات وعجز الحكومة عن حماية المواطن، ونفس الأمر بأسفي، وكذا في فاس وغيرها من المدن المغربية. وخيمت المشاكل التي تعاني منها القطاعات العمومية وشبه العمومية والخصوصية، على أجواء احتفالات فاتح ماي لسنة 2023، بمدينة أكادير وجهة سوس ماسة، التي كانت لها تداعيات كبرى، وهو ما جعل النقابات تشير في خطاباتها الملقاة بهذه المناسبة إلى ما تعيشه الشغيلة في جل القطاعات من تراجع عن المكتسبات السابقة ومن تدهور في القدرة الشرائية للمأجورين. وذكرت تلك الخطابات أن تدهور القدرة الشرائية يرجع أساسا إلى تجميد الأجور، وإلى ارتفاع الأسعار في المواد الغذائية في الخضر والفواكه واللحوم بمختلف أصنافها ما ألهب جيوب الطبقة الفقيرة ومنها الطبقة العاملة التي ضاقت ذرعا من غلاء الأسعار المهول وغير المسبوق بالمغرب.
ونددت الطبقة العاملة بمدينة أكَادير، في مسيراتها الحاشدة التي نظمتها النقابات الجهوية التابعة للمركزيات الوطنية الأكثر تمثيلية صباح يوم فاتح ماي لسنة 2023، والتي تميزت بحضور العشرات من العمال والعاملات ينتمون إلى جميع القطاعات، بغلاء الأسعار خلال السنة مما أرهق كاهل الطبقة العاملة في ظل تدني الأجور وحرمان هذه الفئة من امتيازاتها السابقة وخاصة بعد تجميد أجورها. ولهذه الأسباب رفعت شعارات ولافتات تطالب الحكومة بتنفيذ التزاماتها التي قطعتها في حواراتها مع المركزيات النقابية ووضع حد لأشكال الطرد التعسفي الذي تعاني منه الشغيلة في بعض القطاعات كالسياحة والفلاحة حيث عانت الطبقة المأجورة من عدة تجاوزات من قبل الباطورنا، ومن فقدان الشغل في بعض الضيعات الفلاحية باشتوكة أيت باها وببعض الفنادق السياحية بمدينة أكَادير، التي تم إغلاقها لأسباب مجهولة مما عرّض عشرات العمال والعاملات للتشرد وضياع حقوقهم المادية كما هو الشأن لفندق موكادور ظل مغلقا لما يقارب سنتين. وبأصوات عالية طالبت الشغيلة في مسيرات مختلفة جابت أهم شوارع مدينة أكَادير، الحكومة بالتدخل لرفع الحيف عنها على المستوى المادي والإداري بالرفع من الأجور وإجبار الباطرونا في قطاعي السياحة والفلاحة والخدمات على احترام قانون الشغل والحريات النقابية، وإجبار الإدارات بالقطاعات العمومية بعدم محاربة العمل النقابي وعدم المس بالمكتسبات النقابية السابقة التي كان يحظى بها سابقا الموظفون بالصحة والتعليم والعمران والوكالة الحضرية.
ولم تخل تظاهرات فاتح ماي من رسائل مختلفة، لم ترتبط فقط بالحدث الأممي بل شملت كذلك مواضيع مختلفة، كما هو الحال بالنسبة لرفع لافتات في الدارالبيضاء حملت «من أجل الذاكرة وضد النسيان، المجد والخلود لأمهات مجهولي المصير بالمغرب» وكذا «عائلة المنوزي تطالب بالحقيقة والإنصاف».