ندوة صحفية خارج الإطار

عاش الحضور بالندوة الصحفية.بقاعة الندوات التابعة لملعب محمد الخامس التي أعقبت مباراة الوداد والأهلي المصري في رابع جولات دور المجموعات بمسابقة دوري أبطال أفريقيا، حالة ناذرة اختلطت فيها الكثير من الأمور «الشاذة»، لم نفرق فيها بين الغاية من حضور الصحافة، هل لتغطية الندوة؟ أم لأشياء أخرى لا علاقة بالعمل الصحفي في مثل هذه الحالات؟.
فمباشرة بعد دخول مدرب الأهلي المصري، رفض الإجابة على أسئلة الصحافيين لاحتجاجه على حضور قناة « بي إن سبورت « القطرية، وطالب بانسحابها كشرط لانطلاقة الندوة.
كانت للمدرب البدري مبرراته التي قد يتفق معه البعض حولها وقد يختلف البعض الآخر،  لكن ما لم نفهمه هو موقف بعض « الصحافيين « الذي تجاوز حدود الاحتجاج، وإن كنا نختلف معهم في هذا، لاعتبار واحد، هو أن الحضور الصحفي يقتصر فقط على تغطية الندوة لتقديم الخبر للقاريء والمشاهد والمستمع ولاشيء غير ذلك، دون الدخول في مشاكل وصراعات مع مدرب وجد نفسه في موقف للدفاع عن قضية ليست موضوع الندوة.
لم يكن رفض البدري لقناة لبلدها خلاف مع بلد المدرب يتطلب كل التشنج  والغضب الذي تجاوز كل حدود اللباقة  وطبيعة العمل الصحفي في الندوات التي تعقب المباريات، لأن المشكل لا يخص الصحفي الرياضي في شيء، وأن عمله لم يكن يتجاوز حدود نقل الوقائع والأحداث دون الدخول في تفاصيل غير رياضية، لأن القرار في مثل هذه الأحداث يبقى من اختصاص الاتحاد الإفريقي المتعاقد مع القناة المالكة لحقوق النقل التلفزي. ولا ندري كيف اختلطت الأمور على البعض ونسي أن القرار أكبر من المدرب حسام البدري، لأنه لم يقم سوى بتنفيذ قرار مجلس إدارة النادي الأهلي، كما صرح اللاعب السابق للفريق المصري وائل جمعة، ولأن القرار في الأخير هو قرار دولة.
بعد الذي حدث، وقفنا على حقيقة مفادها، أن الجسم الصحفي، مع كثرة الميكروفونات وآلات التصوير والكاميرات الرقمية في حاجة إلى تنقية أجوائه ومراجعة الكثير من المفاهيم أو « لفهامات» الزائدة، لأن الكثيرين ممن ابتلى بهم المجال في حاجة إلى دروس «ابتدائية» للتفريق بين التغطية الصحفية وأشياء أخرى لا نظن أنها تشرّف المهنة في شيء، كما حدث لـ « الدّريرية « التي ظلت تصرخ في وجه حسام البدري بحجة أنها جاءت لتعمل وعليه أن يجيب على أسئلتها، دون احترام لموقفه، وكأنه منعها من ذلك.
الضروري اليوم بعد الذي حدث، وما سيليه، أن تتم مراجعة الكثير من التصورات الخاطئة حول طبيعة عمل الصحافة الرياضية، وإلا سنجد يوما بعض « الصحافيين  « يطلبون الكلمة في الجموع العامة أو يحتجون على فريق لتعاقده مع لاعب أو مدرب، و بعض من هذا يحدث اليوم للأسف.


الكاتب : عبدالكريم الوازي

  

بتاريخ : 23/06/2017