تواصل جماعة عين تيزغة تميزها على مستوى إقليم بنسليمان كنموذج محلي يسعى إلى تعزيز الحكامة الجيدة وترسيخ أسس التنمية المستدامة. فمنذ توليه رئاسة الجماعة، عمل الدكتور الميلودي البوزيري، المنتمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية خلال الولاية الجماعية الحالية على تطوير هذه الجماعة من خلال انفتاحها على مختلف الفاعلين الاقتصاديين والعلميين، مؤكدًا بذلك أن التنمية المحلية لا تقتصر على المبادرات التقليدية، بل تتطلب تفعيل دور المجتمع المدني والعلمي في صياغة استراتيجيات التطوير.
وفي خطوة جديدة تبرز ريادة جماعة عين تيزغة في هذا الجانب، احتضنت هذه الأخيرة ندوة علمية رفيعة المستوى بعنوان «قانون المالية 2025: أي تمويل للأوراش المهيكلة؟»، وذلك في إطار النسخة العاشرة للقافلة التواصلية لقانون المالية التي ينظمها منتدى الباحثين بوزارة الاقتصاد والمالية، بشراكة مع جماعة عين تيزغة والمركز المغربي للأبحاث والدراسات القانونية والسياسية. الحدث الذي أقيم بالمركز الثقافي ببنسليمان يوم السبت 22 فبراير 2025، شكل سابقة على مستوى الإقليم، حيث لم يسبق لجماعة ترابية أن انخرطت في تنظيم ندوة علمية بهذا الحجم.
اللقاء العلمي شهد حضورا وازنا من الأساتذة الجامعيين، خبراء في المالية العمومية، وباحثين في سلك الدكتوراه، حيث تناول موضوع «قانون المالية 2025 وتمويل الأوراش الكبرى»، مما أتاح للمشاركين فرصة غنية للنقاش وتحليل التوجهات المالية الجديدة وكيفية تمويل المشاريع الكبرى التي تهم الاقتصاد الوطني والمحلي، حيث اعتبر فاعلون ومهتمون،»أن هذه الندوة خطوة هامة نحو تحقيق تواصل فعّال بين الفاعلين السياسيين والأكاديميين لبلورة حلول عملية لمشكلات التمويل في القطاعات الحيوية.
وقد عرفت الندوة حضور عدد من مستشاري جماعة عين تيزغة، إلى جانب مجموعة من الفاعلين السياسيين، والمهتمين بالشأن المحلي ورجال الإعلام والصحافة، مما عزز من أهمية الحدث وأتاح فرصة للتفاعل بين مختلف الأطراف المعنية. و تمحورت مداخلات الأساتذة والباحثين حول أهمية الاستراتيجيات المالية المستدامة في تمويل الأوراش المهيكلة، مع التركيز على التحولات الكبرى التي تطرأ على المشهد المالي المغربي، خصوصا في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة. كما أكد المشاركون على ضرورة تطوير الآليات التمويلية، سواء عبر تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص أو اللجوء إلى التمويل الدولي، لضمان نجاح هذه المشاريع الكبرى.
ومن خلال تنظيم هذه الندوة العلمية، أظهرت جماعة عين تيزغة التزامها العميق بتفعيل دور المجتمع العلمي والبحثي في رسم ملامح المستقبل التنموي للمنطقة، ورغم أن هذه المبادرة تميزت بطابع أكاديمي بحت، إلا أنها تبقى بمثابة منصة هامة تساهم في نشر الوعي حول قضايا التمويل المحلي وكيفية الاستفادة من قانون المالية بشكل يعكس مصلحة المواطن. وعلى هامش هذه الندوة أدلى رئيس جماعة عين تيزغة بتصريح للجريدة، أشار من خلاله إلى « أن ما ميز هذه الدورة العلمية هو الحضور المتميز من مختلف المدن المغربية، موضحا «أن هذه الندوة تُعد الأولى من نوعها التي تُنظم في إقليم بنسليمان». وأضاف قائلا «شخصيًا أرى أن التنمية الاقتصادية لن تكون مستدامة ما لم ترافقها تنمية بشرية، مع التركيز على تأهيل الشباب وإشراكهم في القضايا التنموية». واسترسل « نريد من شباب بنسليمان بشكل عام وشباب جماعة عين تيزغة بشكل خاص أن يتعرفوا عن كثب على كيفية إعداد قانون المالية وكيفية تأثيره على مشاريعنا المحلية». وأكد رئيس الجماعة على «أن الهدف من هذه الندوة هو الخروج عن النمط التقليدي الذي يقتصر على الحديث عن المياه والطرق… فقط وإن كانت هذه القضايا ذات أهمية كبرى، فإنه ينبغي أيضا إعطاء الأهمية لاندماج الشباب في القضايا الاقتصادية والتخطيط التنموي بشكل أوسع»، معربا عن أمله في «أن تكون هذه الندوة بداية لسلسلة من الفعاليات العلمية في المستقبل»، ومشددًا «على ضرورة أن تستمر المرحلة المقبلة في هذا الاتجاه وأن تُنظم المزيد من الندوات التي تساهم في رفع الوعي وتنمية الفكر العلمي والاقتصادي بالمنطقة.
وبانفتاحها على المجال العلمي وعلى إشراك المجتمع المدني والمنتديات العلمية في التفاعل وتبادل الخبرات في المجال التنموي تكون جماعة عين تيزغة، قد كسبت الرهان، وأصبحت مثالا حيًا يحتذى به في كيفية دمج التنمية المحلية مع التوجهات المالية الوطنية والدولية، لتعتبر هذه الندوة خطوة إضافية نحو ترسيخ ثقافة الحكامة الرشيدة والمالية المستدامة في الجماعات الترابية.