جنبا إلى جنب مع زملائهم الرجال في القوات المسلحة الملكية، تقوم نساء البحرية الملكية، بإتمام المهام الموكلة لهن بكل احترافية، وصرامة وتفاني.
فبمشاعر ملؤها الفخر والاعتزاز، بالانتماء إلى هذه المؤسسة التي تجاوز إشعاعها الحدود الوطنية، تبصم المرأة على حضور بارز على متن الفرقاطة متعددة المهام “محمد السادس”، على جميع مستويات القيادة.
على رصيف الميناء أو داخل البحر، تشارك النساء في جميع مهام الفرقاطة. فهي حاضرة في غرفة القيادة، وعلى مستوى أجهزة التحكم، كما يمكنها أيضا أن تكون مسؤولة عن سلامة السفينة، أو طبيبة أو جزءا من الفرق المسؤولة عن توقيف القوارب المشبوهة أو مساعدة الأشخاص في حالة خطر.
هن شابات مميزات تلقين تكوينا عاليا، لا يوقفهن أي شيء، في سبيل نصرة القيم النبيلة التي تدافع عنها القوات المسلحة الملكية.
إيلها خولة، الذهبي سارة، لغزو سناء، حمضي أسماء، من بين الكفاءات النسائية المتعددة المهارات داخل القوات البحرية الملكية، اللائي عبرن في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن شغفهن بالمهن التي يقمن بها، وقدمن لمحة عن الوظائف التي يضطلعن بها على متن الفرقاطة محمد السادس.
إيلها خولة “Enseigne de vaisseau de 1ère classe”، تضطلع بمهمة رئيسة جهاز الأمن على متن الفرقاطة محمد السادس.
في غرفة التحكم، تقود خولة إيلها، جلسة إحاطة حول تمرين “السلامة” لصالح الأفراد الموجودين على متن الفرقاطة، والتي عملت خلالها كمديرة المكافحة (Directeur De Lutte).
وأبرزت في تصريح، أن هذا التمرين يتمثل في تدريب الطاقم على مكافحة الكوارث المتعلقة بالممرات المائية والحرائق.
وخلال جلسة الإحاطة، قدمت لجميع المتدخلين الموضوع الذي تم اختياره لهذا التمرين، والوسائل المستخدمة لإخماد الحرائق، مع تسليط الضوء على سيناريو المكافحة الذي سيتم اتباعه، بالإضافة إلى تعليمات السلامة الواجب مراعاتها.
أما سارة الذهبي، طبيبة-ليوتنون، على متن الفرقاطة متعددة المهام “محمد السادس”، فهي تتولى تقديم الخدمات الطبية على متن السفينة لجميع الركاب، وتدبير حوادث العمل، خاصة تلك المتعلقة بالغوص، وتكوين الطاقم في ما يخص الإسعافات الأولية، مع الحرص على ضمان ظروف عيش جيدة على متن السفينة، والامتثال لتدابير النظافة، ولا سيما الإجراءات الوقائية المتعلقة بجائحة كوفيد-19.
وقد يتم استدعاء هذه الطبيبة الشابة، لتقديم المساعدة لمستخدمي البحر الآخرين، على غرار البحارة على متن سفن الصيد أو السفن التجارية أو اليخوت، وكذلك المهاجرين غير الشرعيين أثناء عمليات الاعتراض أوالبحث والإنقاذ في البحر.
وحسب الطبيبة-ليوتنون، فإن الغرفة الطبية الموجود على متن الفرقاطة تتوفر على معدات تشخيص وأخرى خاصة بالحالات المستعجلة، مما يوفر عدد كبير من الخدمات التي تتراوح ما بين الإسعافات الأولية والتكلف بالمرضى في الحالات الحرجة، بما في ذلك ضحايا الهجمات النووية، والإشعاعية والبيولوجية والكيميائية.
ومع ذلك، أشارت إلى أنه يمكن، إذا لزم الأمر، توفير عمليات الإجلاء الطبي العاجل إلى مستشفى محمد الخامس العسكري، عن طريق مروحية تابعة للبحرية الملكية.
من جهتها، تعكس لغزو سناء، ضابط الصف الثاني الدرجة الثانية، بشكل جلي تعدد مهارات نساء البحرية الملكية، حيث تضطلع بالعديد من المهام على متن السفينة بما في ذلك وظيفة مساعد رئيس غرفة القيادة.
وصرحت سناء التي تتمتع بلياقة بدنية عالية، أن اختيار الالتحاق بفريق الزيارة، أو ما يسمى أيضا بفريق “عمليات الحظر البحري” (MIO)، لطالما شكل بالنسبة لها، أمنية وتحديا في الوقت ذاته، موضحة أن هذه الوظيفة تتطلب الكثير من المميزات والمؤهلات، لتجاوز المخاطر التي يمكن أن يواجهها فريق التدخل أثناء زيارات القوارب المشبوهة، التي تتطلب لياقة بدنية وتقنيات عالية.
وعبرت في هذا السياق عن شغفها بجميع أنواع الرياضات، خاصة منها تلك المتعلقة بالدفاع عن النفس، لما تولده من ثقة ولياقة بدنية لدى الممارسين، الشيء الذي يسهل التكيف والاندماج داخل الفريق، خاصة بالنسبة للنساء.
وفي هذا الصدد، أشارت إلى أن الفرقاطة تنظم بشكل دوري، دورات تدريبية مكثفة ومفيدة خاصة بالنسبة لفريق عمليات الحظر البحري، والتي قد يتم تعزيزها بخبراء، حسب الحاجة.
من جهتها، تهتم أسماء حمضي، “Enseigne de Vaisseau de 1ère classe”، بوظيفة مساعد رئيس قسم المحرك.
وداخل غرفة القيادة، تم تكليفها بتقديم إحاطة للأفراد المشاركين في عملية الإبحار، موضحة في هذا السياق أن “عملية الإبحار تهم إخراج السفينة من المرسى بشكل آمن”.
وخلال جلسة الإحاطة، قدمت إلى جميع المشاركين، المعلومات المتعلقة بالعملية، منها على الخصوص، الحالة الجوية، والوضع التقني الذي يشمل محركات الدفع، لتقوم في الأخير باقتراح طريقة سير العملية، والتي يمكن للقائد أن يجري تعديلات عليها .
وحسب حمضي، فإن هذه العمليات تختلف، ويبقى من الضروري العمل على التكيف أو تغيير طريقة العمل، بالنظر إلى المستجدات والمتغيرات الآنية.
وتعد هؤلاء النسوة، مثالا من بين أخريات، عن قدرات ومهارات النساء المغربيات اللائي استطعن، بفضل تصميمهن وتلقيهن تكوينات ذات جودة، رفع جميع التحديات واكتساب التقدير والإعجاب من قبل زملائهم الرجال.