«نساء يرتبن فوضى النهار» للشاعر نمر سعدي : قصائد.. أم صهيلُ الجسد؟!

 

ضمن منشورات وزارة الثقافة الفلسطينية 2021، صدر للشاعر الفلسطيني نمر سعدي ديوان شعري يحمل عنوان «نساء يرتبن فوضى النهار». يقع الديوان في 127 صفحة وهو من القطع المتوسط.. ويحتوي قصائد شعرية عبارة عن أرابيسك شعري.
يبدأ الديوان بمطولة «نساءٌ يرتِّبنَ فوضى النهار» وينتهي بقصيدة «ما من امرأة تمسُّ دمي وتنجو». نذكر من قصائد الديوان «الحبُّ خريفٌ شرسٌ» و«شبابيكُ عشيقاتٍ منسيَّات» و»تباريح أنثويَّة» و شغفٌ كالعشبِ النابتِ في سفر الرؤيا» و»مطر مكتهل في شتاء امرأة» و»زهرةُ النهد».
قصيدة «الحبُّ خريفٌ شرسٌ» ترنيمةٌ أقرب الى قصائد الحجر والعزلة، يعيد الشاعر تأمل علاقة الشعر بالذات والعالم، وحتى المعاني والمشاعر والكينونات على مختلف تجلياتها، تصوغ القصيدة سؤالا آخر لوظيفة الكتابة الشعرية اليوم، من داخل هذه اللحظة الفارقة وما خلفته من أسئلة جديدة للإبداع عموما، وكعادته لا يترك أثرا ومسافة بينه وبين ظلال المعنى، بل يفتح شرفات للقصيدة على صور هذه الحياة وقلقها:
الكتابةُ ليست ملاذاً أخيراً وليستْ شفاءً لكلِّ الجراحِ
ولا فسحةً لتردُّدِ نيسانَ عبرَ النوافذِ
أو شرفةً أستريحُ على صدرها من نساءِ القصائدِ
أو من سرابِ انتظاري الطويلِ…
كتبتُ بحبرِ التنهُّدِ فوقَ مرايا الجسدْ
وأحببتُ من لا تحبُّ أحدْ
وغنَّيتُ حتى لصُمِّ الرياحِ

ينسج الشاعر في قصيدة «نساء يرتبن فوضى النهار» ثنائية تجمع الكتابة بالمرأة حيث صيغة التأنيث هي المهيمنة والذات في حلول بينهما سفر مستعاد، بينهما بين صيغة النص الشعري وصورة المرأة في النص وفي حيوات مستعادة أو عابرة، لذلك ينسج الشاعر ما يراه ترتيبا لفوضى وهي هنا مرآته على حروف وكلمات يخيط بها النص.


بتاريخ : 10/05/2021