خبراء يحذرون من المجازفة ويؤكدون ضرورة تمديد الحجر الصحي
ورفعه بعد ذلك تدريجيا بحسب الجهات
أعلنت وزارة الصحة، مساء الخميس ،عن تسجيل 95 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد خلال 24 ساعة، إلى جانب حالتي وفاة و179 حالة شفاء، ثم عادت لتؤكد تسجيل 16 إصابة أخرى صباح الجمعة، وهو رقم باعث على الأمل، وإن كان مقتصرا على بضع ساعات، لكنه أضفى نوعا من التفاؤل على المشهد الوبائي الذي تعرفه بلادنا، شأنه في ذلك شأن عدد المتعافين الذي وصل إلى 3383 حالة بعد تسجيل 73 حالة شفاء جديدة صباحا، مقارنة بمجموع الحالات المؤكدة منذ بداية الجائحة الوبائية الذي يصل إلى 6623، حيث يشكّل عدد المتعافين نسبة 51.08 في المئة من مجموع المصابين، هذا في الوقت الذي يتابع فيه 3050 مريضا ومريضة العلاج، وهو ما يمثل نسبة 46.05 في المئة.
الأرقام الجديدة التي يتابعها الجميع بكثير من التفاؤل، يؤكد عدد من المختصين لـ “الاتحاد الاشتراكي”، أنه يجب التعامل معها بحذر، وإن كان الجميع يمنّي النفس بطيّ صفحة هذا الفيروس وأن يصبح من الماضي، وهو الذي تسبب في جملة من التداعيات وترتبت عنه 190 حالة وفاة، منبّهين إلى ضرورة الانتباه إلى السلوكات التي قد تصدر عن عامة المواطنين خلال المرحلة المقبلة التي توصف بكونها دقيقة، حيث يجب التريث والإعلان عن مرحلة ثالثة من الحجر الصحي على أساس رفعه بعد ذلك تدريجيا، بحسب الجهات والمناطق التي قضت على الفيروس بشكل نهائي، ثم التي تعرف حضورا قليلا له، واستمرار الاحتفاظ بالمسنين والمصابين بأمراض مزمنة وفئات أخرى بالمنازل، بالنظر إلى أن تتبع الوضعية الوبائية عبر العالم يؤكد أن الفيروس يعاود “نشاطه الوبائي”، خاصة إذا كان هناك نوع من التراخي في التقيد بالإجراءات الوقائية، الأمر الذي، وبكل أسف، بات يلاحظ يوميا في الشارع العام من خلال عدد من الممارسات والمسلكيات، وهو ما يستدعي التأني والتريث وعدم المجازفة.
وفي سياق ذي صلة، وعلى الرغم من التدابير والاجراءات الوقائية التي تحرص السلطات العمومية على تطبيقها، إلا أنه تسجل بين الفينة والأخرى بعض النتائج السلبية غير المتوقّعة، كما هو الحال بالنسبة لإصابة طبيبة بالمركز الاستشفائي الإقليمي المختار السوسي بالعدوى التي طالتها بعد استقبالها لشخص كان قادما من الدارالبيضاء، الذي تم إيقافه بمدخل تارودانت وإحالته على المستشفى للفحص من أجل التأكد من وضعيته الصحية، فتبينت إصابته بالفيروس الذي انتقل إلى الطبيبة هي الأخرى. وعرفت الأيام القليلة الأخيرة تسجيل عدة حالات للإصابة في أوساط أشخاص حصلوا على رخص استثنائية للتنقل من منطقة إلى أخرى، الأمر الذي يفتح باب التساؤل عريضا حول منهجية تدبير هذا الاجتهاد “الإنساني”، الذي يمكن أن تترتب عنه تبعات صحية وخيمة، خاصة بالنسبة لحاملي الفيروس دون أعراض، حيث يمكن نقل العدوى من منطقة يحضر فيها المرض بقوة إلى أخرى كانت خالية منه، وظلت ممنعة بفضل التدابير الجادة التي سطّرتها، ليجد سكانها أنفسهم في نهاية المطاف وجها لوجه في مواجهة الفيروس.