نفض الغبار عن النظام الداخلي للمستشفيات ويذكّر بكيفية التعامل مع الحالات الاستعجالية

وزير الصحة  يدعو إلى عدم إلزام المرضى بأداء مصاريف العلاج إلا بعد الاستفادة منها

 

وجّه وزير الصحة خالد آيت الطالب مذكّرة إلى مدراء المراكز الاستشفائية الجامعية والمسؤولين الجهويين والإقليميين للوزارة، إلى جانب مدراء المراكز الاستشفائية الجهوية والإقليمية، لتذكيرهم بمسطرة التعامل مع الحالات الاستعجالية، التي يجب اتباعها مع المريض بشكل مستعجل وتمكينه من الخدمات الطبية الضرورية لتجاوز الأزمة الصحية التي يعاني منها.
وزير الصحة شدّد، من خلال مراسلته الجديدة المؤرخة في 20 نونبر، على ضرورة تجاوز عدد من الممارسات والنقائص التي تطبع العلاقة بين المؤسسة الصحية العمومية والمريض في عدد من الحالات، مؤكدا أنه يجب عدم اتباع المسطرة العادية مع الحالات المستعجلة وإلزام أصحابها بأداء مصاريف العلاج قبل الشروع في التكفل بها، مضيفا بأنه يتعيّن قبول هذه الحالات للاستشفاء، عند الاقتضاء وإذا كانت وضعيتهم الصحية تستدعي ذلك، حتى في ظل عدم توفر أسرّة فارغة، مع عدم الشروع في فوترة الخدمات المقدمة للمعنيين بالأمر إلا بعد الالتزام بالتكفل الطبي بهم.
مراسلة خالد آيت الطالب الجديدة، جاءت للتذكير بمقتضيات النظام الداخلي للمستشفيات، بالنظر إلى أن هذه التوجيهات هي ليست بالأمر الجديد، لكن يلاحظ على أنه في بعض المستشفيات العمومية لايحترم بعض المسؤولين هذه المسطرة ويفرضون على المرضى التسجيل وأداء الواجبات المادية قبل الاستفادة من الفحوصات والتدخلات الطبية المطلوبة، إلى جانب عدم تفعيل مهام الاستقبال والتوجيه، مما يؤدي إلى تيهان الحالات المستعجلة بين أروقة المستشفيات، فضلا عن عدم الفصل والتمييز بين الحالة الاستعجالية الفعلية وغيرها من الحالات المرضية العادية، الأمر الذي يرفع من حدة الاكتظاظ ويؤخر التدخل الطبي مع ما يعني ذلك من تبعات، فضلا عن الرفع من منسوب الضغط على المهنيين.
وأكد وزير الصحة أن المرضى يمكنهم، بعد الاستفادة من العلاجات الضرورية، أداء مصاريف العلاج لاحقا، في إشارة ضمنية إلى أن الخدمة الصحية في المستشفى العمومي ليست مجانية، باستثناء الأشخاص الذين يتوفرون على بطاقة «راميد».
هذا ومن المنتظر أن تخلق مراسلة الوزير جدلا كبيرا في أوساط المهنيين والمواطنين، خاصة في الشق المتعلق باستقبال وفحص كل مريض أوجريح أو امرأة مقبلة على الوضع، الذين يحضرون في وضعية استعجال، والذين قد تتطلب حالة بعضهم الاستشفاء، إذ فتح آيت الطالب هذا الباب حتى في ظل الاكتظاظ وعدم توفر سرير لاستقبال مريض، مما سيرفع من حدة الضغط ويؤدي إلى بروز مشاكل أخرى تتعلق بظروف الاستشفاء التي قد تكون محطّ انتقادات في حالة الاكتظاظ.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 29/11/2019