طالبت النقابة الوطنية للتعليم العالي الوزارة بالالتزام بشمولية الإصلاح الذي تتطلبه حالة الاستعجال التي هي عليها المنظومة والالتزام بالعمل التشاركي الحقيقي والفعلي مع الأساتذة الباحثين.
وحذر المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي، في بلاغ توصلت الجريدة بنسخة منه، من النتائج العكسية التي تنتجها سياسة التجزيء والتسرع والارتجالية واعتماد آليات لا قانونية وتغييب الهيئات والمؤسسات المنتخبة الممثلة للأساتذة الباحثين في التعاطي مع مسألة إصلاح التعليم العالي، والذي لن يُكتب له النجاح إلا في إطار شمولي يهم القانون الإطار 01.00 والنظام الأساسي لهيئة الأساتذة الباحثين، والجانب البيداغوجي، كما سبق أن التزمت الوزارة بذلك في البلاغ المشترك مع النقابة الوطنية للتعليم العالي ليوم الجمعة 13 أكتوبر 2017، وترفض النظرة الضيقة التي تختزل حلول أزمة التعليم العالي ببلادنا في مَهننته، والتي بالنتيجة تعتبر البحثَ العلمي ترفا لا يوافق واقع التخلف العام الذي تعرفه البلاد.
واعتبر المكتب الوطني أن المشروع الوزاري يحمل في طياته بذور فشل معلن، كما فشل سابقوه، مادامت لم تتحقق الإرادة السياسية للقطع مع المقاربة الموازناتية في التعاطي مع مشاكله الكامنة في ضعف وتهالك البنيات التحتية، وضعف نسبة التأطير التعليمي والإداري وغياب آليات الحكامة الديمقراطية واستصغار شأن العاملين به وتدني الظروف الاجتماعية للطلبة من جهة، ولتبويئه صف الصدارة في إطار مشروع لمجتمع الديمقراطية والحرية، مجتمع عصري، منفتح، متكافئ ومتضامن من جهة أخرى. واعتبر المكتب الوطني أنه بالرغم من بعض التقدم الحاصل في ما يخص الدرجة الاستثنائية في إطار أستاذ التعليم العالي، ورفع الاستثناء عن الأساتذة الباحثين حملة الدكتوراه الفرنسية، لايزال هناك مجهود يتعين القيام به من أجل تجويد عرض الوزارة انسجاما مع المطالب المشروعة للأساتذة الباحثين المعبر عنها من طرف النقابة الوطنية للتعليم العالي.
وطالبت النقابة الوطنية للتعليم العالي بفتح تحقيق جدي ومسؤول في اختلالات بعض المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين بشكل استباقي لفبركة مجالس مؤسسات كما يجري الآن بمركز وجدة.
وفي الأخير يحيي المكتب الوطني يقظة الأساتذة الباحثين في مختلف المواقع الجامعية ويثمن عاليا التصدي الحازم للمكاتب المحلية والجهوية للنقابة الوطنية للتعليم العالي لتسَرع الوزارة في إطلاق الإصلاح البيداغوجي، معبرين بذلك عن رفضهم اختزال دور الأساتذة الباحثين في مشاركة صورية.