نقطة ضوء : الحالات الخطيرة تراجعت أعدادها والحلّ لتجاوز الجائحة بيد المواطنين

البروفسور الحسين بارو (*)

نمرّ خلال هذه الأيام بمرحلة تبعث على التفاؤل والاطمئنان في مواجهة الجائحة الوبائية لفيروس كورونا المستجد، لأننا لم نعد نتوصل بالحالات الخطيرة بنفس الكيفية التي كنا عليها في البداية، والتي كانت تتطلب وضع أصحابها تحت التنفس الاصطناعي في مصالح الإنعاش، إذ بالرغم من الأرقام التي يتم الإعلان عنها يوميا التي تخص الإصابات الجديدة المؤكدة، فإن الحالات التي تحتاج إلى العناية المركزة يكون رقمها ضئيلا جدا إن لم يكن منعدما، فاليوم تمر أيام عديدة دون دخول أية حالة إلى هذه المصالح.
مؤشر يعتبر إيجابيا، وإن كان بالمقابل يتم تسجيل بعض حالات الوفيات التي تتعلق بمرضى ولجوا مصالح الإنعاش منذ البداية في وضعية صحية متدهورة، وهو ما يبين على أن الطريقة المتّبعة في اكتشاف المرضى والتكفل بهم، وإجراء الاختبارات على المخالطين للتأكد من مرضهم أو العكس، وإجراءات الحجر الصحي والطوارئ الصحية، التي توصي بها وزارة الصحة والسلطات العامة، كان لها بالغ الأثر والأهمية في تراجع نطاق وتأثير المرض.
لقد قمنا بعمل جدّ منظم على مستوى مستشفى ابن رشد، فالكل جاهز ومستعد من أطباء وممرضين، والأدوية متوفرة، ونفس الأمر بالنسبة للمصالح والطاقة السريرية، التي لم نضطر إلى استعمالها كلها، ونتمنى ألا نصل إلى تلك المرحلة، كما أن المصالح يتم فتحها حسب الحاجة، منذ بداية الجائحة إلى اليوم، والوضع أؤكد لكم على أنه يبعث على التفاؤل.
إن مواجهة هذا الوضع وتقليص الإصابات والوفيات على حدّ سواء، هو بيد المواطن المغربي، الذي يجب أن يفكر في الغير قبل أن يفكر في نفسه، وأن يتقيد بإجراءات الطوارئ الصحية، ويتفادى التجمعات، وأن يحرص على الوقاية بتعقيم اليدين ووضع الكمامة، فهذه الإجراءات البسيطة التي قد يستهين بها البعض، هي المفتاح لتجاوز هذه المرحلة والتمكن من العودة إلى الحياة الطبيعية لاحقا.

(*) رئيس مصلحة الإنعاش والتخدير بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء


الكاتب : استقاها: وحيد مبارك