الدكتور منير الفيلالي (*)

عشنا ونعيش خلال هذه السنة حدثا صحيا غير مسبوق بالنسبة للأجيال الحالية، غيّر الكثير من التفاصيل في حياة الأفراد والمجتمع على حدّ سواء، ويتعلق الأمر بجائحة فيروس كورونا المستجد، التي وإن كان لها تأثيرات متعددة وتداعيات مختلفة، إلا أنها كشفت عن عدد من المبادرات التضامنية المواطنة، التي أقدم عليها أفراد وجماعات، ومن ضمنها المبادرة التطوعية التي قدمتها المختبرات الطبية الخاصة، التي مكّنت من إنجاز أزيد من 5200 اختبار، وذلك لمتابعة الحالة الصحية لأزيد من 850 مصابا بمرض كوفيد 19، وهي المبادرة تم تبنيها من طرف النقابة الجهوية للإحيائيين بجهة الدار البيضاء الكبرى سطات كمساهمة في الحدّ من انتشار الوباء.
مبادرة تم الشروع فيها في 20 مارس وامتدت إلى غاية 20 أبريل، التاريخ الذي جرى تحديده لنهاية مرحلة الحجر الأولى، وإلى أن تم إشعار النقابة يوم 24 أبريل من طرف الوزارة الوصية بذلك. ورغم نهاية هذه الفترة إلا أن رئيس النقابة الجهوية للإحيائيين أكد استعداد الجميع الدائم لتقديم الدعم وتسخير مختبراتهم بمعداتها وكوادرها، ووضعها رهن  إشارة المديرية ووزارة الصحة للاستجابة لأي طلب لمواجهة الوباء، تعبيرا عن تضامن تام ومطلق مع السلطات الصحة العمومية.
ونحن نواجه هذه الجائحة الوبائية، لا يسعنا إلا أن ننوه بإيجابيات الاستراتيجية التي تبناها المغرب في إدارة الأزمة الصحية، كما نأمل أن تدعم المختبرات الطبية الخاصة من طرف السلطات العمومية بالنظر إلى أنها تتوفر على الإمكانيات التقنية والبشرية، وذلك بهدف توسيع دائرة التنقيب  والكشف عن المصابين من أجل احتواء الوباء والخروج الجزئي ولما لا الكلي من حالة الحجر الصحي، والعودة للحياة العادية في أقرب أجل.

(*) طبيب بيولوجي، عضو مكتب نقابة الأطباء البيولوجيين بجهة الدارالبيضاء سطات.