مُنحت جائزة نوبل في الطب لعام 2024 للعالمين فيكتور أمبروس وغاري روفكون لاكتشافهما الحمض النووي الريبي الدقيق (microRNA) أو الميكروي، ودوره الحاسم في تنظيم الجينات بعد عملية النسخ.
وبدأت قصة هذا الاكتشاف المهم مع نتائج بحوثهم حول دودة صغيرة جداً اسمها «الربداء الرشيقة» (C. elegans). هذه الدودة التي لا يتجاوز طولها ملليمتر واحداً كانت بطلة جائزة نوبل مرتين! ففي عام 2002، ساعدت في فهم كيفية تطور الأعضاء وموت الخلايا المبرمج. واليوم، في 2024، تعود لتساعد في فهم دور الحمض النووي الريبي الدقيق في تنظيم عمل الجينات.
وبدأ العالمان أمبروس وروفكون دراستهما على هذه الدودة في الثمانينيات. في ذلك الوقت، كان العلماء يعرفون الخطوط العريضة لكيفية إنتاج البروتينات في الخلايا، لكنهم لم يفهموا لماذا تنتج الخلايا المختلفة (مثل الخلايا العصبية وخلايا الدم الحمراء) بروتينات مختلفة رغم أنها تحتوي على الحمض النووي (DNA) نفسه.
وخلال دراستهما، لاحظ العالمان أن بعض الطفرات في جينات الدودة تسبب اضطرابات في نموها. وعند التحقيق أكثر، اكتشفا أن هذه الطفرات تنتج جزيئات RNA صغيرة جداً لا تنتج بروتينات، بل تتحكم في عمل جينات أخرى. وجاء هذا الاكتشاف مفاجئاً للغاية، إذ كان يُعتقد سابقاً أن جميع جزيئات RNA تنتج بروتينات.
في البداية، كان العلماء مترددين في تصديق هذا الاكتشاف. لكن بعد فترة قصيرة، وجد روفكون نوعاً آخر من هذه الجزيئات الصغيرة في الدودة، وتبين أنه موجود أيضاً في معظم الكائنات الحية، بما فيها البشر. ويعني هذا الاكتشاف أنه جرى الحفاظ على هذه الجزيئات عبر ملايين السنين من التطور، ما يدل على أهميتها الكبيرة.
ومنذ ذلك الحين، اكتشف العلماء أكثر من 1000 نوع من هذه الجزيئات الصغيرة في جسم الإنسان. وكل واحد منها يتحكم في عمل العديد من الجينات، وهي ضرورية للتحكم الدقيق في نشاط الجينات في الجسم. وقد غير هذا الاكتشاف فهم كيفية عمل الجينات بشكل جذري.
نوبل للطب تكرّم مكتشفي «الحمض النووي الريبي الدقيق»
بتاريخ : 11/10/2024