نورة الزوبير،عاشقة الرجاء، تودع الحياة أمام أبواب مركب محمد الخامس بسبب سوء التنظيم والتدافع والازدحام

 

نزل الخبر كالصاعقة في أحياء «الوفاء والوحدة» وكل أحياء مدينة المحمدية، بنت فضالة، نورة الزوبير، ذهبت للدارالبيضاء،أول أمس السبت، مفعمة بالحياة وكلها حماس وثقة في فوز فريقها المحبوب الرجاء الرياضي، وذلك لحضور مباراته أمام الأهلي المصري، لتعود في صندوق خشبي جثة هامدة بدون روح وبدون حياة.
لم يكن يثنها قيد حياتها أي شيء عن فريقها المحبوب حتى أنها كانت قد رافقته إلى مصر في الأسبوع الماضي، وتابعته هناك في مباراة الذهاب بين الأهلي والرجاء.
من مصر،عادت لتنطلق في الاستعداد لحضور مباراة الإياب بمركب محمد الخامس، اقتنت تذكرتها، كما تؤكد صديقتها وجارتها صوفيا بوستاني في تصريح للجريدة،وصباح يوم السبت،استيقظت مبكرا كعادتها في كل يوم تقام فيه مباراة للرجاء،حملت أغراضها، قميصا أخضرا،شعارات ورايات بعبارات تشجيعية، ثم انطلقت صوب مصيرها.
في محيط مركب محمد الخامس، يحكي أحد من كان يرافقها، تفاجأت بمنعها من ولوج الملعب بالرغم من توفرها على التذكرة شأنها شأن المئات بل الآلاف من الجماهير الرجاوية بسبب سوء التنظيم!!!
سوء تنظيم توافد الآلاف من الجماهير وتزاحمهم للوصول إلى أحد الأبواب الضيقة، وأمام تدخل السلطات في محاولة فك الازدحام،تم رشق الجمهور بخراطيم المياه كما استعمل العنف في حقهم، ليجبر الآلاف من الحاضرين إلى الفرار والهرب مسرعين لإنقاذ أنفسهم، لتقع الكارثة ويسقط الكثير منهم بعضا فوق بعض.
في تلك الأثناء، ظلت نورة الزوبير، يحكي مرافقها، تحاول بكل جهدها إنقاذ مجموعة من الأطفال والشباب كانوا تحت الأرجل، لتجد نفسها ساقطة أرضا، تدهسها الأقدام أمام بوابات الملعب.
مر وقت غير قصير، ليعلو صراخ أحدهم مناديا بالالتفات لشابة فاقدة للوعي مرمية فوق إسمنت الشارع، حملتها سيارة الإسعاف ومعها أحد المصابين من الجمهور..وقبل الوصول إلى المستشفى، فارقا معا الحياة، في انتظار بلاغ رسمي يؤكد وفاة المصاب الثاني.
من يتحمل مسؤولية سوء التنظيم الذي تسبب في وفاة نورة الزوبير «29 سنة»؟
هناك مطالب ملحة بضرورة فتح تحقيق حقيقي ونزيه ومحاسبة المتسببين في هذه الجريمة!
من وضع تذاكر للبيع تفوق عدد ما تستوعبه مدرجات مركب محمد الخامس؟
من سمح بدخول من لم يكونوا يتوفرون على التذاكر؟
من أهمل وضع آليات مرور الجماهير بسلاسة كما يحدث في كل ملاعب العالم؟
من رخص باستعمال العنف وخراطيم المياه في حق مشجعين مسالمين كانوا يتوفرون على التذاكر ويرغبون في ولوج المركب من أجل تشجيع فريقهم الرجاء؟
كيف منحت الحرية للمئات بل وللآلاف للدخول مجانا ومنهم من احتل مقاعد منصة الصحافة،ومن سمح للآلاف بالقفز على الجدران والدخول مجانا؟
ومن سيرد الحياة لشابة ذنبها أنها عشقت فريق الرجاء، وآمنت كغيرها من الشباب، أن التوفر على التذكرة مفتاح يفتح أبواب المركب لولوجه بكرامة وبإنسانية وبحياة؟
رحم الله نورة الزوبير، انطلقت أول أمس السبت إلى مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء وكلها حياة،لتعود إلى المحمدية حيث كانت تقطن، جثة هامدة!


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 01/05/2023