تشكل نفايات معاصر الزيتون التي تخلفها أزيد من 40 وحدة لعصر الزيتون وتحويله على مستوى واحة مدغرة بمنطقة الرشيدية، خطرا حقيقيا على البيئة ، ما يتسبب في عمليات تلويث واسعة للأرض والمجال بشكل عام والموارد المائية بشكل خاص. وضعية دفعت شبكة الجمعيات التنموية بواحة زيز الى تنظيم يوم دراسي تحت عنوان «البيئة بواحة مدغرة واقع و أفاق : نفايات معاصر الزيتون نموذجا» ، بشراكة مع وزارة الطاقة والمعادن و البيئة قطاع البيئة و الكلية المتعددة التخصصات وكلية العلوم والتقنيات بالرشيدية .
المتدخلون في اليوم الدراسي الذي انعقد يوم السبت 6 فبراير 2021 ، وخاصة من جمعيات المجتمع المدني المهتمة بقطاع الزيتون، ركزوا على ارتفاع عدد وحدات معاصر الزيتون بجماعة مدغرة ، ما يعني تزايد المشاكل البيئية المرتبطة بالتخلص العشوائي من مادة المرجان في الوسط الطبيعي، وهو ما يساهم في تلويث الفرشة المائية ومجاري المياه ،
ممثل المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتافلالت أكد على ضرورة حماية المجال الواحي ، والتخلص من المعيقات التي تعاني منها الواحة، خاصة وأن قطاع الزيتون يمثل مكانة كبيرة بالإقليم ، بأكثر من ثلاثة ملايين شجرة وبحوالي 1000 معصرة منها ما هو تقليدي و عصري و شبه عصري . مشيرا ، إلى أن مصالح المديرية الجهوية لمجال البيئة تبرمج حملات تواصلية تحسيسية للحد من قذف هذه المادة الملوثة في الوسط الطبيعي، وتنظيم ورشات تكوينية .
«إن الحفاظ على المجال البيئي بواحة مدغرة ، يشكل إكراها مهما بالنسبة للجماعة الترابية ، والجماعة أحدثت مصلحة لجمع النفايات « يشير تدخل رئيس الجماعة، مضيفا أن الأخيرة « تقوم بدراسة لتفعيل التطهير السائل بمختلف واحة مدغرة للحفاظ على المياه ، وذلك بإنجاز قنوات الصرف الصحي « .
وطالب متدخلون من المجتمع المدني ، «بتوفير الدعم من جميع القطاعات المشاركة في اليوم الدراسي ، لتحسين ظروف الاشتغال في المعاصر التقليدية المتواجدة بالواحة و التي لا يمكن الاستغناء عنها ، لأنها تدخل ضمن الثقافة الواحية»، منتقدين «عدم الاستجابة لشكاياتهم المتعددة الموجهة الى الجهات المختصة التي لها علاقة بمحطة التصفية الموجودة على ضفاف وادي زيز ، والتي تسرب مياه ملوثة أتت على الأخضر و اليابس في مجرى وادي زيز و مزارع واحة مدغرة «، لافتين إلى أنهم «لم يعودوا يزرعون حنى الزراعات المعيشية التي تساعدهم في تغذية أسرهم «.
للإشارة فإن ارتفاع عدد وحدات معاصر الزيتون بواحة مدغرة ، والتي تعرف نموا هاما لزراعة أشجار الزيتون ، رافقته عدة مشاكل بيئية جراء التخلص العشوائي من مادة المرجان في الوسط الطبيعي ، إضافة إلى محطة التصفية التي مازال المزارعون يشتكون من تلوث مياهها ، وهو الأمر الذي يساهم في تلويث الفرشة المائية ومجاري المياه ، الشيء الذي يتسبب في القضاء على عدة نباتات وأشجار مثمرة .
نوقشت في يوم دراسي : أخطار نفايات معاصر الزيتون بواحة شرفاء مدغرة بمنطقة الرشيدية
الكاتب : فجر مبارك
بتاريخ : 09/02/2021