هكذا غادر «لوصيكا» الدوري الاحترافي الأول:عشرة أسباب تعصف بأولمبيك خريبكة إلى القسم الثاني

لم يتمكن أولمبيك خريبكة من الحفاظ على مكانته ببطولة الدوري الاحترافي الأول، إذ نزل إلى الدوري الثاني بفعل غياب الاستقرار التقني، والتعاقد الخاطئ مع المدرب التونسي لسعد الدريدي، الذي أثر على انطلاقة الفريق، وجلب آخر برتغالي أضاع وقتا طويلا في اكتشاف الممارسة بالمغرب فضلا عن كثرة تغيير اللاعبين، والتأخر في تعيين مكتب مسير جديد، والإصابات المتتالية، وعدم تأهيل عناصر مجربة، وسوء التعامل مع المباريات، وتأثير بعض القرارات التحكيمية.

1 – انطلاقة خاطئة مع المدرب الدريدي

أثر التعاقد مع المدرب التونسي لسعد الدريدي كثيرا على انطلاقة أولمبيك خريبكة، رغم تسلم مهامه في شهر غشت، وإشرافه على التعاقدات، وقيادة اللاعبين خلال التداريب، التي تخللتها مجموعة من المباريات الإعدادية، لكنه فشل في توظيف العناصر المتوفرة بين يديه، فأكثر في التغييرات على مستوى التشكيلة من مباراة لأخرى، الأمر الذي خلق جدلا كبيرا في أوساط المحبين.
وغاب عن الفريق الخريبكي، رفقة المدرب الدريدي التناغم مع المجموعة التي عانت الأمرين داخل وخارج الميدان، ما أجبره على المغادرة بعد مرور ثماني دورات، لم يحقق فيها سوى ثلاث نقاط.

2 – التأخر في انتخاب رئيس ومكتب جديدين

تأثرت عناصر أولمبيك خريبكة كثيرا من الفراغ التسييري، الناجم عن التأخر في انتخاب رئيس ومكتب مسير جديدين، والذي تزامن مع خوض العديد من المباريات الرسمية، في غياب أي مخاطب، وعدم التوصل بالمستحقات المالية، إذ تم انتظار الجلسة التكميلية للجمع العام، التي أفضت إلى انتخاب الرئيس يوسف ججيلي، ما أضاع كثيرا من الوقت في خلق توافق بين المنخرطين، الامر الذي انعكس سلبا على أداء اللاعبين فوق رقعة الميدان.

3- مدرب برتغالي استغرق وقته في اكتشاف البطولة

تأخر المدرب البرتغالي ريكاردو فورموزينيو في اكتشاف طقوس وأجواء التباري في بطولة القسم الأول، بدليل أنه لم يستقر على التشكيلة الأساسية، وأيضا طريقة لعبه التي اختلفت في مواجهات مولودية وجدة والرجاء الرياضي والدفاع الحسني الجديدي والجيش الملكي، ليكتفي بنقطتين من تعادلين، فيما رفع راسية الاستسلام في مواجهتين، علما بأن الطموح كان يتجلى في التعاقد مع مدرب مغربي يعرف كل تفاصيل البطولة، ما يسهل عملية التجاوب مع اللاعبين، ومجاورة المدرب المساعد عبد الصمد وراد، وهو ما كان سيشكل متنفسا للمجموعة، ويساعد على خروجها سريعا من النفق المظلم.

4 – عدم تأهيل عدة لاعبين بمواصفات جيدة

أخفق أولمبيك خريبكة منذ بداية الموسم في تأهيل العديد من العناصر المجربة، التي كان بإمكانها أن تمنح الإضافة، وأن تخلق التوازن الكفيل بخروج الفريق من الرتب المؤدية للنزول إلى القسم الثاني، خاصة أيوب الكعداوي وأيوب طالب ربه، وبالمقابل كان التأهيل متأخرا جد بالنسبة لعناصر أخرى، آخرهم بلال الصوفي الذي لم يجد طريقه إلى الرسمية إلا في مواجهة الجيش الملكي، ما أثر سلبا على الانسجام في جميع الخطوط، وحرم الفريق من تحقيق نتائج إيجابية داخل وخارج الميدان، وذلك قبل دورات قليلة على نهاية مرحلة الذهاب.

5 – قرارات تحكيمية زادت الطين بلة

لم يسلم أولمبيك خريبكة من تأثير بعض القرارات التحكيمية في بطولة الموسم الجاري، ما جعل المكتب المديري يصدر بلاغا عبر فيه عن استنكاره الشديد للظلم التحكيمي، الذي تعرض له في مباريات الرجاء الرياضي والدفاع الحسني الجديدي والجيش الملكي، سواء من قبل حكام الساحة أو «الفار»، مضيفا أن الأمر أضر بمصالح الفريق، وخلق احتقانا وسط جميع مكوناته من لاعبين ومكتب وجماهير.

6 – إصابة المعتني وتوقيف توميسانغ وغياب كابيلو

أدى أولمبيك خريبكة ضريبة غياب صانع ألعابه نجيب المعتني غاليا، فمنذ إشراكه بديلا في أول مواجهة أمام شباب المحمدية، بملعب الفوسفاط، بسبب معاناته من كسر في أصبع القدم، لم يوفق الفريق في العثور على لاعب جاهز يعوضه في المباريات، لأنه يعد من أبرز العناصر التي حملت ألوان الفريق لسنوات طويلة، ومن المعول عليهم لمنح الإضافة، والخروج من أزمة النتائج الحالية.
كما تأثر الفريق كذلك بتوقيف البوتسواني توميسانغ أوريبونيي لمدة ستة أشهر، من طرف اللجنة المركزية للتأديب، إثر اعتدائه على أحد لاعبي الدفاع الجديدي، وبصقه على الحكم عمر شداد، خلال المواجهة التي جمعتهما برسم الدورة 11، رغم صيامه عن التهديف، وظهوره بمستوى أقل مما كان عليه في الموسمين الماضيين. كما أدى لوصيكا أيضا ثمن غياب كابيلو سيكانينغ، العائد بعد فسخ عقده مع الفجيرة الإماراتي، إذ لم يتأقلم مع أجواء التباري في الدوري والكأس.

7 – تواضع مركز التكوين

إذا كانت قوة أولمبيك خريبكة تتجلى في اعتماده طيلة مواسم التألق على لاعبين خريجي مدرسة ومركز التكوين، وأيضا جلب عناصر منتمية للمنطقة، فإنه افتقد هذا النجاح، إذ أصبح التركيز منصبا على الفريق الأول، وكيفية إخراجه من أزمة النتائج، وتمكينه من البقاء في القسم الأول، رغم الاعتماد على أيمن أواني رسميا هذا الموسم، وأنور كوباس، الذي لعب أساسيا في بداية الموسم قبل إشراكه بديلا، على غرار زكرياء الصافي ومحمد قسو، علما بأن المكتب الحالي يركز على التكوين من خلال الانفتاح على تجربة بنفيكا البرتغالي.

8 – مشاكل مالية تحاصر الطموحات

عانى أولمبيك خريبكة من المشاكل المالية كثيرا، الأمر الذي دفع اللاعبين إلى القيام بعدة إضرابات بسبب عدم توصلهم برواتب أربعة أشهر وواجبات كراء الشقق ومنح التوقيع والمباريات ووعود الرئيس يوسف ججيلي، التي لم تقم بإنهاء الأزمة وإعادة الأمور إلى نصابها، بفعل عدم توفر المكتب المسير على التجربة اللازمة للحفاظ على المكانة في بطولة القسم الأول.

9 – فاخر يخفق في تأمين البقاء

أكد امحمد فاخر، مدرب أولمبيك خريبكة، أن العمل للموسم المقبل يجب أن ينطلق من الآن، أي مباشرة بعد الفوز على اتحاد تواركة، الجمعة الماضي، بملعب الفوسفاط، بستة أهداف لأربعة، لحساب الدورة الأخيرة من القسم الأول.
وأضاف فاخر في تصريحه الأخير «أن القادم أصعب بالنسبة لأولمبيك خريبكة، لأن عدة لاعبين سيغادرون الفريق بعد نهاية عقودهم، وهناك فرق كبيرة ستلعب الموسم المقبل في بطولة القسم الثاني، ومن الصعب تجاوزها في غياب العمل.

10 – غضب الجماهير الخريبكية

صبت جماهير أولمبيك خريبكة جام غضبها على المكتب المسير واللاعبين وكل مكونات الفريق، وحملتهم مسؤولية النزول إلى القسم الثاني، على هامش المباراة التي أقيمت بملعب الفوسفاط، أمام اتحاد تواركة.
وطالبت الجماهير من المسؤولين بمغادرة دفة المسؤولية بالفريق، لأنهم تسببوا – بنظرها – في النزول بعد موسمين خاضهما أولمبيك خريبكة في القسم الأول، وأيضا التخلص من عناصر لم تقدم الإضافة طيلة الموسم، ومنحها لمن يستحقها.
ويبقى الأمل في تحقيق نتائج جيدة خلال الموسم المقبل بالقسم الثاني، وتامين عودة سريعة إلى قسم الصفوة، فهل بإمكان «أولاد» عبدون النجاح في هذا الرهان؟.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 28/06/2023