«هكذا فكر عزيز بلال» في الاستثمار والسيادة الوطنية نور الدين العوفي يستعيد فكر الراحل

عن منشورات «الفنك» صدر مؤخرا للمفكر الاقتصادي نور الدين العوفي، باللغة الفرنسية، مؤلف جديد موسوم بـ»هكذا فكر عزيز بلال».
يروم الكتاب حسب مؤلفه « توضيح راهنية إسهام الاقتصادي عزيز بلال كواحد من رواد المدرسة الاقتصادية المغربية ، وتصويب نوع من «الفهم غير الدقيق» لبعض أفكاره والتعريف بأهم أعماله في صفوف الأجيال الجديدة من الباحثين والقراء ممن لا يعرفون أنه أنجز أطروحة من المستوى الرفيع حول الاستثمار في المغرب سنة 1965، تُوجت بجائزة أفضل أطروحة بجامعة غرونوبل، ونشرت أولا في دار نشر فرنسية، وبعد ذلك في المغرب.
إن هذه العودة إلى أطروحات بلال يدفعها الوعي بـ»راهنيتها القوية»، وقد سعى العوفي في عمله هذا إلى تطويرها «في ضوء التطورات التي عرفتها بلادنا لاحقا»، وأيضا بالإحالة إلى «التصور الافتراضي» للراحل عزيز بلال للنموذج التنموي الجديد، بقراءة «استحضارية واستشرافية».
من بين ما يستعرضه هذا الكتاب، نجد مسألة الاستثمار الوطني التي أولاها بْلال «أهمية قصوى، مقارنة بالاستثمارات الأجنبية التي لها دور مُكمل»، مع دعوته إلى «الاستثمار في البنيات التحتية وتطوير الصناعة الوطنية، والارتقاء بالإنسان»، فقد كان «دور الدولة أساسيا بالنسبة إليه، في حد ذاته، وفي التحفيزات التي تمنحها وتواكب بها القطاع الخاص»؛ وهو ما «أخطأَت بعض القراءات في استيعابه»، فهو «يعطي الأولوية للقطاع العام من أجل القطاع الخاص، لا على حسابه».
ومن بين النقط التي يقف عندها الكتاب الاهتمام الخاص الذي كان الراحل يوليه لـ»السيادة الاقتصادية الوطنية». كما توقف عند «القراءة الاقتصادوية» لكتاب «الاستثمار»”؛ قائلا: «هي قراءة خاطئة ومجانبة لفكر عزيز بلال الذي كان يشمل الفعل السياسي والثقافي والاجتماعي في التنمية»، ويعطي للاستثمار غير المادي مكانة لا تقل عن الاستثمار المادي، حيث خص «التنمية والعوامل غير الاقتصادية» بـ»كتاب بمثابة تكملة لكتاب الاستثمار»، ولا ينبغي أن يُقرأ الأول بعيدا عن الثاني.


بتاريخ : 04/11/2023