هكذا كنا، في عام كورونا  مهداة إلى  الإنسانية  جمعاء

اجعل يديك مغلولتين،ولا تبسطهما ،
ليس بخلا، ولكن حذرا من كورونا .
كان جدي يقول : فيما مضى ، أعط لكل شبح مترا ،
لترتاح،
الباب الذي تأتي  منه كورونا، أوصده وارتاح ،
كورونا شبيه بالتوت البري ،
لكنه علقم وجبان ،
يظهر بعد فوات الأوان،
ويختفي كثعلب زفزاف،
سأترك  مقعدي مؤقتا بالمقهى ،
وأشرب قهوتي بالبيت
وأكتب  شعري بالبيت ،
أنت  لا تفهم الشعر لأنك  جبان بلا قلب ؛
دعوا الشمس، ترتاح من جلودنا ،
دعوا القمر، يحلق وجهه بدون مرآة
دعوا الأرض، تعقم يديها،
وتعيد تأويل الأساطير،
أوديب ؛
هل تعود لردع الوباء،
عن حناجر العالم،
ويعود الغناء،
صافيا مثل عاصفة،
تهدئ روعها الأنهار؟
في مدينة «طيبة»
أنجبت الأسطورة أوديب ،
ليعود إلى  أبيه ،
ويتزوج أمه
ها أخته  إلكترا تقوده أعمى،
أما أوديبنا فمجاز ،
أبدعناه من معاشرة الأشعار،
والأسفار ،
ونحن نعيد ترتيبها،
جراء الحجر الصحي،
أوديبنا معقم اليدين،
حين يقلب للتاريخ الصفحات،
ليل – نهار،
ما بين سرد،
وتقطيع،
وموسيقى،
وترخيص عيش،
تأتي الشمس،
لتمحو خرافات فقهاء الظلام،
والعلم يمحو الغشاوة،
سيخر كورونا،
وتعود الحياة ، وفي جناحيها خيوط الأمل
هيا ارقصوا ،
ودعوا الحبر يتولى الكلام،
ورددوا :
«حين يعقم العالم يديه ،
تبتدئ محبة الحكمة «


الكاتب : محمد عرش

  

بتاريخ : 05/04/2020