هل تنحاز البوكر للمقاومة بالكتابة.. وتمنح خندقجي جائزتها

الرواية ممنوعة من دخول فلسطين والعائلة قلقة على مصيره داخل السجن

 

في فيديو مصور ، ظهرت آمنة خندقجي، شقيقة الكاتب والروائي باسم خندقجي، المرشح لجائزة البوكر العربية عن روايته “قناع بلون السماء”، منبهة إلى التحريض الذي تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد باسم الذي يقبع في السجون الإسرائيلية منذ 2013 محكوما بالمؤبد، وضد روايته وخاصة والابداع الفلسطيني بصفة عامة. قالت أمنة ان سلطات الاحتلال التي تصف شقيقها بالإرهابي، تهدد بأنه لن لن يستلم الجائزة في حال فوزه بها، وهو ما أثر عميقا على نفسية باسم، الذي يعاني التضييق والتنكيل بصفة خاصة منذ 7 أكتوبر الماضي تاريخ بداية عملية طوفان غزة.
وتؤكد أمنة خندقجي أن محاربة الرواية الفلسطينية، و خاصة رواية كتبت داخل السجن، أمر لم تستسغه سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مشددة على جميع محاولات هذه السلطات باءت بالفشل “ما دام هناك حراس للرواية الفلسطينية أمثال شقيقها وكتاب آخرين”.
في هذا السياق، صرح يوسف خندقجي شقيق الروائي باسم أنه “بقي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو أي من وزراء حكومته المتطرفين، الخروج في مؤتمر صحفي وإعلان أنه وبينما لدينا أسرى بغزة لا نعرف عنهم شيئا، هناك أسرى فلسطينيون يكتبون الروايات ويخرجونها للعالم”.
ويأتي هذا التحريض وسط تصعيد الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين “طوفان الأقصى”؛ مثل: تهديدهم بالقتل والاغتصاب، وحرمانهم من أبسط حقوقهم.
ومنذ أسبوع ومع ترشح الرواية منتصف الشهر الماضي للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) ضمن القائمة القصيرة، يتعرض خندقجي (40 عاما) للتحريض من إسرائيل بأدواتها الإعلامية ومستوطنيها، للنيل منه وعزيمته بالاستمرار في إنتاج الأدب داخل سجونه.، حيث كتبت صحيفة هآرتس”إرهابي فلسطيني متورط بقتل مدنيين إسرائيليين ومحكوم بالسجن المؤبد 3 مرات، يتم ترشيحه لجائزة أدبية، إذا تم اختياره سيفوز بمبلغ 50 ألف دولار”.
وعلَّق أحد المستوطنين متعجبا “أسرانا بغزة لا نعرف أين هم، والإرهابي باسم خندقجي يكتب من داخل سجنه”، وتساءل آخر “هل لديه قناة يوتيوب داخل سجنه؟ ماذا يحدث داخل السجن؟”.
ويقول يوسف خندقجي في هذا الصدد إن الاحتلال يربط تحريضه بأسراه لدى المقاومة بغزة وبما يعيشه من أزمة سياسية، ويعكس ذلك على الأسرى بالدعوة إلى الانتقام منهم وبأي شكل.
وتتخوف عائلة خندقجي من أن ينعكس تحريض الاحتلال على الأسير نفسه ويتم قمعه وعزله داخل سجنه، أو أن يقتحموا منزل العائلة ويعتقلوا أحدا منها، كما يُمنع إدخال الرواية إلى الأراضي الفلسطينية لأنها طُبعت في بيروت، مما قد يؤدي إلى منع إدخال قيمة الجائزة إن فازت الرواية.
ويضيف يوسف أن الرواية واجهت صعوبات جمَّة، أهمها إدخال الكتب المطلوبة للأسير خندقجي، واستغراقه 6 أشهر في كتابتها في ظل ظروف السجن القاهرة، وحاجته لترتيبات خاصة تمكنه من التدوين، وإعادة نسخها ثانية وتهريبها لسجن آخر خشية مصادرتها.
وخارج السجن احتاجت الرواية وقتا كبيرا للتجميع والتدقيق، حيث وصلت مجزأة عبر البريد الإسرائيلي وأسرى محررين، وساعد في ذلك امتلاك عائلة خندقجي واحدة من أقدم المكتبات في نابلس، وإنتاجهم الكثير من أدب السجون.
يشار إلى أن رواية “قناع بلون السماء” و”سادن المحرقة” و”شياطين مريم الجليلية” جزء من مشروع روائي يحمل اسم “ثلاثية المرايا” للأسير خندقجي بدأ بإنتاجه عام 2020، فكتب “قناع بلون السماء” عام 2022، وطُبعت بدار الآداب في بيروت.


بتاريخ : 06/03/2024