شهد المغرب في الآونة الأخيرة ارتفاعا حادا في أسعار المواد الغذائية ما انعكس سلبا على الأسر ذات الدخل المتدني أو المتوسط على حد السواء، وخلف موجه غضب واستنكار عارمين حتم على المواطنين الخروج عن صمتهم ومطالبة الحكومة بإيجاد حلول في أسرع وقت ممكن. ولم تقتصر الزيادات في الأسعار المواد الغذائية فقط، بل تعدتها إلى أسعار المحروقات مما عمق من الأزمة أكثر وباتت فرص المغاربة في السفر والتجوال وقضاء أوقات صيفية ممتعة أمرا صعبا.
فما أن خرجنا من هذه الجائحة التي حرمت الأسر متعة السفر نظرا للانتشار السريع للوباء وحتمت عليهم المكوث في البيوت، حتى انبثقت حرب روسيا على أوكرانيا وما خلفته من تبعات سلبية على الاقتصاد العالمي، وهذا نحن الآن نلمس هذا الوضع في هذا الارتفاع المهول للأسعار.
والمغرب كغيره من سائر الدول يعاني من تبعات هذه الأزمة، ما جعل المواطن المغربي يستاء من موجة غلاء الأسعار هذه التي أفرغت جيبه وعرقلت سير حياته اليومية.
وقد بدأت هذه الموجة تمس جيوب المواطنين أكثر مع ارتفاع أسعار المحروقات، حيث تجاوزت حاجز 16 درهما للتر الواحد من الغازوال، وهو ما أثر على كلفة نقل البضائع والمسافرين على حد سواء. وفي إطار الحديث عن السفر، فمعظم العائلات اعتبرت أن هذا الغلاء كان سببا رئيسيا في عدم ذهابها إلى المدن السياحية المغربية وقضاء عطلة الصيف، التي تتطلب في العادة مصاريف كثيرة.
كما أن أغلبية الأهالي قدمت أسبابا عديدة جعلتها تفكر في إلغاء السفر في هذه السنة، خصوصا في ظل هذه الظروف الصعبة، ومن بينهم أسرة العزوزي، التي عبرت عن عدم إمكانيتها قضاء العطلة الصيفية في مدن مغربية عدة نظرا لارتفاع أسعار المحروقات حاليا، ما سيكلفهم أموالا كثيرة، بينما أسرة الفاضلي فضلت مواجهة هذا الغلاء بالمكوث في المنزل وتأجيل السفر إلى وقت لاحق عندما تزول أزمة الغلاء وتعود الأوضاع إلى طبيعتها المعتادة، أنذاك سيستطيعون السفر من جديد.إذن يتضح بشكل جلي وواضح أن العامل الأساسي والرئيسي عند معظم المواطنين في عدم إمكانية قضاء أجواء السفر الرائعة في أماكن متعددة هو مشكل الغلاء وارتفاعه المهول الذي شمل كل شيء بدءا من أسعار المحروقات التي أثرت بدورها على أسعار المواد الغذائية.
وبهذا يكون تأثير هذا الغلاء الفاحش للأسعار قد أضر بالساكنة المغربية بشكل كبير خصوصا الطبقات الهشة والمتوسطة، وحرمهم من السفر للاستمتاع بأوقاتهم والتجوال في وقت أقرت فيه الحكومة أن هذا المشكل خارج عن السيطرة وأنه كان نتيجة للتضخم الحاصل على مستوى العالم.
مواطنون كثر عبروا عن غضبهم واستيائهم عن طريق إقامة حملات على مواقع التواصل الاجتماعي تندد بهذا الوضع، وآخرون عبروا بطرف أخرى عبر وضع لافتات على زجاج سيارتهم في سبيل المطالبة بخفض تكلفة المحروقات وأن تعود إلى ثمنها الأصلي كما كان.
(*)صحفية متدربة