حذّر عدد من الأطباء المختصين في طب الرضع والأطفال، من تراجع نسب تلقيح الصغار ما دون السنتين، وعدم تمكينهم من لقاحات ضد أمراض خطيرة قد تؤدي إلى مضاعفات صحية وخيمة، بسبب الخوف من الإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد، الأمر الذي قد يحول دون نقل الأمهات والآباء لأبنائهم، سواء صوب المراكز الصحية، للاستفادة من تلقيحات البرنامج الوطني للتمنيع المتوفرة، أو صوب عيادات طب الأطفال الخاصة، بالنسبة للمؤمّنين الذين يفضلون تلقيح فلذات أكبادهم، مع تمكينهم من اللقاحات التذكيرية، التي تخص الأطفال الذين تفوق أعمارهم السنتين.
ونبّه المختصون في تصريحات لـ “الاتحاد الاشتراكي”، إلى أن البرنامج الوطني للتمنيع هو أولوية وطنية بالرغم من ظروف الجائحة الوبائية التي تعيشها بلادنا، وبأنه لا يمكن تحت أي ظرف قطع مسارها، مشددين في تصريحاتهم، على أن وقف استمرارية تمكين الرضع من التلقيحات، قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض تعفنية كالمينانجيت، الحصبة، والسعال الديكي، وغيرها من الأمراض والتعفنات الأخرى. ودعا المختصون وزارة الصحة إلى القيام بخطوة مستعجلة من أجل حث الأمهات والآباء على احترام مواعيد التلقيح، وتأكيدها على تمكين أبنائهم من هذه الخطوة الصحية الضرورية والبالغة الأهمية، في القطاعين العام والخاص على حدّ سواء، والتشديد على أن كل سبل الوقاية متخذة على مستوى المراكز الصحية والعيادات لحماية المتوافدين عليها، مع تحديد أجندة زمنية للزيارات قصد الاستفادة من التلقيح بعيدا عن التواصل المباشر مع مواطنين آخرين.
وكانت مصادر صحية، قد أكدت لـ “الاتحاد الاشتراكي”، أن عملية التلقيح كانت ستعرف في وقت سابق توقفا بعدد من المراكز الصحية العمومية، ثم جرى تدارك الأمر، إلا أنه بالرغم من ذلك فإن هذه العملية لا تعرف نفس الوتيرة الطبيعية والاعتيادية المألوفة، مشيرة إلى أنه حتى المصالح الصحية، باتت تكتفي بالعدد القليل المتوافد عليها، دون تفعيل برنامج المتابعة والتذكير والتنبيه، الذي كان معتمدا قبل جائحة كورونا، حيث كان يتم ربط الاتصال بالأسر من أجل تذكير عدد منهم بخطوة التلقيح، إذا تبين عدم ترددها على المرفق الصحي الذي اعتادت تلقيح فلذات أكبادها فيه؟
وجدير بالذكر، أن اللقاحات التي تمنح للرضع خلال فترة 18 شهرا الأولى بعد ولادتهم تتوزع ما بين، اللقاح ضد التهاب الكبد الفيروسي من نوع ” ب ” مع الولادة، والتلقيح ضد السل خلال الشهر الأولى، ثم التلقيح ضد شلل الأطفال على امتداد الأشهر الأربعة الأولى، فالتلقيح ضد البنوموكوك ما بين شهرين و 12 شهرا، إلى جانب التلقيح ضد الروتافيروس خلال الشهر الثاني ثم الثالث فالرابع، إضافة على التلقيح الخماسي ضد الدفتيريا، والكزاز، والسعال الديكي، والهيموفيلوس، الأنفولنزا من نوع باء وكذا التهاب الكبد الفيروسي من نوع باء أيضا، على امتداد 3 أشهر، وكذا التلقيح ضد شلل الأطفال في الشهر الرابع، وضد الحصبة والحميراء في الشهر التاسع والشهر 18، فضلا عن التذكير الذي يخص التلقيح ضد الدفتيريا والكزاز والسعال الديكي، وهي اللقاحات والمواعيد التي يشير إليها الجدول الوطني للتلقيح.