أعلنت رئيسة الوفد الأميركي المشارك في قمة الأعمال الأميركية-الأفريقية التي انطلقت أشغالها في مراكش الأربعاء لوكالة فرانس برس أن الولايات المت حدة ستستثمر في أفريقيا، بالتعاون مع القطاع الخاص، “مليارات الدولارات” لتنمية القارة اقتصاديا .
وقالت آليس أولبرايت، رئيسة “هيئة تحد ي الألفية” (وكالة تنمية حكومية أميركية)، إن “الولايات المتحدة تسعى لضخ مليارات الدولارات في التجارة والاستثمارات لخلق فرص عمل وتحقيق نمو اقتصادي شامل ومستدام وازدهار في سائر أنحاء القارة الأفريقية”.
وأضافت “يجب علينا الآن، أكثر من أي وقت مضى، أن نستفيد من المروحة الكاملة لأدوات الحكومة الأميركية وأن نسخ ر قوة القطاع الخاص الأميركي وأن نعز ز شراكاتنا مع قادة الأعمال والمستثمرين من خلال الشتات الأفريقي”.
ومنذ 2004 استثمرت هذه الوكالة الحكومية الأميركية حوالى تسعة مليارات دولار في 25 بلدا أفريقيا .
وتشارك أولبرايت في مراكش في أشغال قمة الأعمال الأميركية-الأفريقية التي تختتم الجمعة.
وهذه القمة التي تعقد للمرة الأولى في شمال أفريقيا ينظمها سنويا “مجلس الشركات في أفريقيا” وهو هيئة خاصة.
وإلى جانب الوفد الحكومي الأميركي، يشارك في الاجتماع قادة سياسيون وممثلون عن مجتمع الأعمال الأفريقي وصناع قرار ومستثمرون من القطاع الخاص الأميركي، وفقا للمنظمين.
وخلال افتتاحه أشغال القمة قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة “حان الوقت لأن تؤد ي أفريقيا (…) دورها المركزي والطبيعي على الساحة الدولية”.
ومن بين القضايا التي تتناولها هذه القمة: مكافحة التغير المناخي، والتحول في مجال الطاقة، والأمن الغذائي، والصحة، والزراعة، والبنية التحتية، والتقنيات الجديدة والفجوة الرقمية.
المغرب يوفر بيئة “مواتية
أكد رئيس البنك الإفريقي للتنمية، أكينوومي أديسينا، أن المغرب يوفر “بيئة مواتية” لتعزيز تعبئة رؤوس الأموال من أجل القارة الإفريقية.
وقال أديسينا في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش قمة الأعمال الأمريكية-الإفريقية في دورتها الـ14، المنعقدة بمراكش إلى غاية 22 يوليوز، إن “المملكة، بفضل نظام حكامتها، تشكل بيئة مواتية قادرة على تعزيز تعبئة الموارد و رؤوس الأموال من أجل إفريقيا”.
وأبرز رئيس البنك الإفريقي للتنمية أن المغرب كان من أوائل البلدان التي دعمت إنشاء Africa50، المنصة الإفريقية للاستثمار في البنيات التحتية.
وأضاف أن المملكة هي البلد المضيف لمقر Africa50 وأحد المساهمين الرئيسيين على نحو مزدوج من خلال مساهمة الدولة المغربية وبنك المغرب في رأسمال المنصة.
وبالموازاة مع ذلك، وصف السيد أديسينا مساهمة المغرب في الصندوق الإفريقي للتنمية ب”الالتفاتة النبيلة”.
وأضاف: “أشكر صاحب الجلالة الملك محمد السادس بهذا الصدد. فكل مساهمة في الصندوق ستمكننا من تقديم التمويلات والدعم بشروط مناسبة للبلدان الإفريقية التي تواجه تحديات بارزة والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه البلدان”.
وبخصوص الشراكة بين المغرب والبنك الإفريقي للتنمية، سلط أديسينا الضوء على أزيد من 170 عملية في مختلف القطاعات منذ سنة 1978 إلى غاية متم 2020، وذلك بمبلغ إجمالي قدره 11 مليار دولار أمريكي.
وأشار إلى أنه في سنة 2022، وقع البنك الإفريقي للتنمية ووزارة الاقتصاد والمالية على اتفاقيتي قرض بقيمة إجمالية قدرها 91 مليون أورو، موجهة لاستكمال تمويل مشاريع توسعة وتحديث مطار الرباط – سلا وبناء ميناء الناظور غرب المتوسط.
كما وافق مجلس إدارة البنك الإفريقي للتنمية، مؤخرا، على تمويل بقيمة 87 مليون أورو لفائدة برنامج دعم تعميم التغطية الاجتماعية في المغرب، بهدف أساسي هو تعزيز أسس برنامج حماية اجتماعية قابل للتطبيق وفق مقاربة جهوية لتطوير السياسات الاجتماعية، أكثر تكاملا وشمولا.
وسجل رئيس البنك الإفريقي للتنمية أنه “نظرا للأهمية المتزايدة لهذا الورش بالنسبة للمملكة، نعتبر أن هذا البرنامج سيساهم في توسيع نطاق الحماية الاجتماعية، لاسيما للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، والشباب وكذا العمال المستقلين، بالإضافة إلى المساهمة في تحسين جودة الرأسمال البشري”
قمة في واشنطن
وأعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يوم الأربعاء، أنه سيستضيف قمة أمريكية إفريقية في واشنطن في الفترة من 13 إلى 15 دجنبر المقبل.
وقال بايدن، في بيان، إن هذه القمة تروم “تسليط الضوء على الالتزام الدائم لأمريكا تجاه القارة الإفريقية والتأكيد على أهمية العلاقات الأمريكية الإفريقية وتعزيز التعاون بشأن الأولويات العالمية المشتركة”.
وأشار إلى أن هذا الحدث سيشكل فرصة أيضا لإرساء التزام اقتصادي جديد، وتعزيز التزام الولايات المتحدة وإفريقيا بالديمقراطية وحقوق الإنسان.
وأضاف الرئيس الأمريكي أن الأهداف المعلنة للقمة تشمل أيضا العمل على التخفيف من تأثير وباء كوفيد 19 والأوبئة المستقبلية، وتعزيز الصحة الإقليمية والعالمية، وتعزيز الأمن الغذائي والسلام والأمن، والاستجابة لأزمة المناخ.
وقال بايدن “أتطلع إلى العمل مع الحكومات الإفريقية، والمجتمع المدني، والجاليات المقيمة في الولايات المتحدة، والقطاع الخاص، بهدف مواصلة تعزيز رؤيتنا المشتركة لمستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وإفريقيا”.
يشار إلى أن قمة الأعمال الأمريكية الإفريقية عقدت
نسختها الرابعة عشرة في مراكش، بمبادرة من “مجلس الشركات حول إفريقيا”.
ومثلت هذه القمة التي نظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، فرصة لتعزيز المكانة الاستراتيجية للمغرب، البلد الإفريقي الوحيد الذي أبرم اتفاقية للتبادل الحر مع الولايات المتحدة، باعتباره مركزا إفريقيا وشريكا اقتصاديا مرجعيا للولايات المتحدة.
كما تعد هذه الدورة التي شهدت مشاركة وفد حكومي أمريكي رفيع المستوى ووزراء أفارقة وصناع قرار بأكبر الشركات الأمريكية متعددة الجنسيات ودوائر الأعمال الأفريقية، فرصة لإبرام شراكات أعمال ثلاثية أمريكية مغربية إفريقية متطلعة نحو المستقبل.