وجهة نظر.. حين  تسيء إحدى السلسلات الفكاهية لواقع السياحة بالمغرب  !  

 

تداول المغاربة، على غير العادة بكثير من الغبطة والسرور، مقطع فيديو من جلسة برلمانية أثنى فيها أحد نواب الأمة على وزير الخارجية ناصر بوريطة نظرا للمكاسب الدبلوماسية التي حققتها وزارته بتعليمات سامية من ملك البلاد والتي جعلت المغرب يتعامل ندا لند مع دول كانت بالأمس القريب تتعامل بعنجهية مع المغرب.
مناسبة الحديث هو ما حققته بلادنا من مكاسب على المستوى الدبلوماسي أو على المستوى الداخلي، فمنذ العشرية الأخيرة، عرفت بلادنا قفزة نوعية في جلب استثمارات ضخمة للمملكة وإعداد بنى تحتية لتيسير التجارة والسياحة..
السياحة هذا المصدر الذي يراهن المغرب عليه من أجل جلب وفود سياحية تنعش هذا القطاع والعاملين به بتعليمات سامية، فلنا أن نفتخر بالمكاسب التاريخية و أسس ربط الماضي بالحاضر، حيث تم  إنشاء أحد المنتجعات على ضفة أبي رقراق بمؤهلات لوجستيكية ضخمة، فتجد عن يمينه قصبة الوداية تقابلها  صومعة حسان وعن يسارها برج محمد السادس مع رمزية ثقافية تتمثل في تشييد أكبر مسرح في إفريقيا بمقومات هائلة، دون أن ننسى قنطرة الحسن الثاني والترامواي وغيرها..
مع كل هذا، ومع وجود هذا المسرح ورمزيته الثقافية، تأبى إحدى القنوات الرسمية، وخلافا لكل الأهداف، أن تمرر سلسلة رمضانية قيل عنها جورا أنها فكاهية،  تتمثل في وجود مجموعة من الوجوه الفنية التي كان يجب عليها أن تتحمل المسؤولية عند قراءة السيناريو ووضعه في الإطار المحدد له، وهو الرفع من المستوى الترويجي للسياحة المغربية،  بدل أن ننزل بكل هذا المجهود وما رصد له من ميزانية محترمة بتأثيث فضاء المنتجع المذكور بشكل بدائي وبصورة بدائية، وكأننا نعيش مغربا لا يمثل حقيقتة، والدليل الديكور الذي تدور حلقات السلسلة حوله من خلال مائدة «طبلة مغلفة بميكة  حقيرة» يباع فيها « الملوي والبيض المسلوق وأتاي والحريرة « مقدمة في صحون و كؤوس من الصنف الرديء،  وصناديق معدة لجلوس الزبائن مع بائعة بلباس جد متواضع في ضرب صارخ لكل الاستثمارات التجارية في المنتجع، والحط من قيمته بشكل مقصود وبإساءة بالغة للسياحة المغربية ومقوماتها
فهل بهذه المنتوجات التلفزيونية التي يعول عليها من أجل إبراز مقوماتنا السياحية أو بمثلها سنخدم السياحة المغربية أم أنها أياد خفية تريد طمس كل مجهود في هذا البلد وجعل هذه الصور تستغل من طرف أعداء وحدتنا الترابية؟
ألا يستحيي القائم على شأن هذه السلسلة من الرمزية الثقافية للمسرح الكبير؟
إن هذه السلسله أقل ما يمكن القول عنها إنها قد أساءت بشكل شديد إلى صورة المغرب الحديث وإلى كل المجهودات المبذولة من أجل تنمية قطاع السياحة .
ففي الوقت الذي مازلنا ننتقد فيه الأعمال التلفزيونية لافتقادها الذوق السليم، أصابتنا « داهية» أخرى  وهي الإساءة البشعة للمغرب الحديث وسلب كل مظاهر رقيه وتميزه، ووجب علينا التذكير في هذا الإطار ما قامت به إحدى الدول المتوسطية من خلال أعمالها التلفزيونية من الترويج لسياحتها وألبستها وأثوابها وإكسسواراتها وأطباقها فقط من خلال التلفزيون المغربي، وما يبثه من مسلسلات حتى سار جميع المغاربة يفضلونها كوجهة سياحية بفضل هذه الأعمال التلفزيونية.
فكفى استهتارا بتاريخنا الذي نعتز به وبمجهودات الشعب المغربي ومسؤوليه الوطنيين الحقيقيين.


الكاتب : ياسين  التطواني

  

بتاريخ : 22/04/2022