ويتوالى رحيل صناع الجمال في هذه الحياة التي تضيق فيها فسحة الأمل يوما بعد يوم ويحاصرها الوباء والحروب.
هكذا يرحل عن عالم الثقافة والأدب والترجمة رمز من رموز قصيدة النثر العربية والمصرية خصوصا، الشاعر الكبير والمترجم رفعت سلام٬ أحد أبرز شعراء قصيدة النثر٬ حيث قدم أكثر من عشر مجموعات شعرية في قصيدة النثر وديوانا مجمعا من جزْأَين٬ إضافة للأعمال التي ترجمها لكبار الأدباء والشعراء العالميين من بينهم: بوشكين، ريتسوس، بودلير، كفافيس، رامبو، ويتمان، وآخرون كما حصل على جائزة كفافيس الدولية للشعر سنة 1993.
وقد نعى الشاعر الراحل العديد من المثقفين والكتاب العرب٬ حيث كتب المفكر والشاعر العراقي خزعل الماجدي ناعيًا الراحل:» رفعت سلاّم.. أعطيتَ من الشعر والمحبة والجمال بقدر حضورك كإنسان نبيلٍ: رحيلك خسارة كبيرة، شاعر كبير ومترجم فذّ، صديق عريق منذ السبعينيات لروحه السلام والأمان ولأهله وذويه وأصدقائه الصبر والسلوان، مضيفًا بإضاءة عن الشاعر الكبير لمتابعيه من العراقيين، فيما كتب القاص المغربي أنيس الرافعي: «وداعًا رفعت سلام.. إنها تومئ لنا جميعًا٬ ألم تقل كل هذا للهاوية٬ فكأنها نهاية الأرض وكأننا حجر يطفو على الماء٬ إلى النهار الماضي سيلتحق بك الجميع قريبًا٬ هكذا تكلمت منذ زمن بعيد وهكذا تكلم الكركدن٬ لن ننساك يا صديقي.. ستظل خالدًا في الذاكرة والوجدان».
القاصة والإعلامية المغربية غادة الصنهاجي ودعت الراحل بكلمات مؤثرة، حيث كتبت: «على خاصرة الأرض يمضي جميلاً وقلبهُ شاسعٌ للطّعنة المفاجئة..
إنه وردة الفوضى الجميلة والحجر الطافيّ على الماء..
أنت أدرى يا رفعت سلام أنه حين يرحل الشاعر وكأنها نهاية الأرض.»
أما الناقد المغربي عمر العسري فكتب :» لن أقول لك وداعا يا رفعت..لأنك حاضر بيننا في القلب والذاكرة..لن أقول لك وداعًا لأنك المعلم الذي علمني كيف يمشي الشعر بساق واحدة.. لروحك كل قصائد الكون».
صدر للشاعر الراحل رفعت سلام :»وردة الفوضى الجميلة»، «إشراقات رفعت سلام»، «هكذا قلت للهاوية»، «على خاصرة الأرض»، «أرعى الشياه على المياه»، «هكذا تكلم الكركدن»، «إنها تومئ لي»، «حجر يطفو على الماء»، «إلى النهار الماضي»، «كأنها نهاية الأرض»….
اترك تعليقاً