وداعا «شارع الشجر»

منطقة اسباتة، كانت لها معالم تعد عنوان تعريفها ، منها «شارع الشجر»، المعروف بأشجاره المنتصبة على طول إسفلته ، وكان بمثابة مفخرة لساكنة المنطقة … صباح الخميس، تم استقدام الجرافات، وتم اقتلاع هذه الأشجار بطريقة تبعث على الحسرة والأسف ، لأن الجرافات اقتلعت معها أيضا روابط نسجت لعقود بين هذه الأشجار وساكنة المنطقة …السبب طبعا هو خط الطراموي الذي لابد وأن يمر عبر هذا الشارع /المعلمة ، لتكون سكة الحديد قد محت ذاكرة أخرى في هذه المنطقة بعد تحويل دارالشباب قرية الجماعة إلى قيسارية وسينما المدنية إلى قيسارية أيضا ، لتصبح اسباتة بدون عناوين تعريف كما ألفنا ..

كانت الحسرة بادية على كل من تربوا في دروب اسباتة ، وهم يرون تلك الأشجار تغادر لوجهة مجهولة ، وهم يتساءلون ألم يعدنا العمدة بغرس مليون شجرة ؟ هل تحدث عن اقتلاع أم عن غرس ؟ لأننا لم نر جرافاته إلاغازية للأشجار والنخيل ، فهاهو شارع ابن تاشفين اقتلع نخيله وأضحى أملسَ، وكذلك الشأن بالنسبة لشوارع أخرى ؟ الطريقة التي اقتلعت بها الأشجار بشارع الحارثي وبحسب العارفين ، لم تمت للمعايير الواجب استعمالها لإعادة غرسها في مكان آخر وهو ما يطرح تساؤلات عديدة حول مستقبل البيئة في الدارالبيضاء .
المشكل المطروح على المستوى البيئي في العاصمة الاقتصادية ، هو كلما اقتلعت الأشجار لا تغرس من جديد، وهذا الإشكال طرحه بعض سكان شارع الشجر ، متسائلين لماذا لا يتم إعادة هذه الأشجار في جنبات الشارع ذاته ، أو في المناطق المجاورة له ، خاصة وأن هذه المنطقة تعاني من غياب الفضاءات الخضراء ..


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 26/10/2019