«يمكن للمواطنات والمواطنين والجمعيات تقديم عرائض، الهدف منها مطالبة المجلس بإدراج نقطة تدخل في اختصاصه ضمن جدول أعماله» . هكذا تحدثت الفقرة الثانية للفصل 139 لدستور المملكة ، المنتصرة أحكامه وروحه للديمقراطية التشاركية ، والتي تعتبر آلية العرائض واحدة من آليات أخرى يرمي الهدف من اعتمادها إلى توسيع مساحة الحوار والتشاور والمشاركة المواطنة لتيسير مساهمة المواطنات والمواطنين والجمعيات في إعداد برامج التنمية وتتبعها .
ولكي لا تظل هذه الآلية جوفاء الداخل، مؤثثة للواجهة ، ووعيا منها بأهمية دور المجتمع المدني المعززة قدراته في الارتقاء بأداء الآلية الدستورية المذكورة ، نظمت جمعية الحمامة البيضاء لحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب بدعم من شركائها ، ورشة «تفعيل المقتضيات المتعلقة بممارسة الحق في تقديم العرائض على مستوى الجماعات الترابية «وذلك يوم السبت 10 مارس بمدينة طنجة .
الورشة استقطبت العشرات من الجمعيات الفاعلة والمتنوعة حقول ومجالات اشتغالها على مستوى الأقاليم الثمانية لجهة طنجة تطوان الحسيمة . وقد أشرف على تأطيرها الأستاذ عبد الله الحارسي – خبير في القانون الإداري، الديمقراطية التشاركية والعرائض –
انطلقت فقرات الورشة بكلمة أحمد عيداني رئيس جمعية الحمامة البيضاء ، ذكر فيها بالدور البارز الذي لعبه المجتمع المدني في المطالبة بمأسسة مساهمته في صناعة القرار محليا وإقليميا وجهويا ، بهدف سن سياسة عمومية تستجيب لانتظارات الساكنة على المستويات الترابية الثلاثة . وأشار إلى أن الحق في تقديم العرائض يعتبر من أهم تجليات المشاركة المواطنة ، مادام ينتهي إن توفرت فيه الشروط التي تحددها القوانين التنظيمية ذات الصلة بالجماعات الترابية ، بتقديم طلب الى مجالس الجماعات الترابية من أجل إدراج نقطة تدخل في صلاحياتها في جدول أعمالها بالدورات العادية التي تعقدها .
زمن الورشة وزعه الأستاذ المؤطر على ثلاثة محاور ، سلط في المحور الأول الضوء على المقتضيات القانونية المنظمة للحق في تقديم العرائض لمجالس الجماعات الترابية ،في علاقة هذه القوانين التنظيمية بالمرجعية الدستورية( الفصول 136 – 139- 146 ) ، وبالديمقراطية التشاركية . أما المحور الثاني فقد انصب فيه النقاش على «دليل مقدمي العرائض «الذي وفر الشركاء نسخا منه لجميع المشاركين والمشاركات في الورشة الجهوية ، ودعوهم/هن إلى توسيع مساحة النقاش العمومي حول مضامينه مع مختلف الفعاليات الجمعوية، والمواطنين والمواطنات ، وهو التمكين الذي سينتهي بالارتقاء بأداء العريضة الذي يعطي معنى للحوار والتشاور . أما المحور الثالث فقد توزع فيه المشاركون والمشاركات على ثلاث ورشات تدريبية حول كيفية صياغة العريضة الموجهة لرئيس الجماعة الترابية « رئيس مجلس جماعة، أو عمالة و إقليم، أو جهة ‹
يذكر بأن هذه الورشة ما هي إلا واحدة من ورشات برنامج دعم المجتمع المدني في المغرب الذي تشرف على تفعيله بجهة طنجة تطوان الحسيمة ، جمعية الحمامة البيضاء لحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب ، بدعم من وكالة التنمية الأمريكية USAID و COUNTEPART international .
ورشة بطنجة لتفعيل مقتضيات ممارسة الحق في تقديم العرائض على مستوى الجماعات الترابية
الكاتب : محمد حمضي
بتاريخ : 13/03/2018