ورقة أخرى تسقط من شجرة الفن المغربي الأصيل .. شيوخ العيطة يقدمون شهادات في حق الفقيدة خديجة البيضاوية

جمال الدين الزرهوني: خزانة احترقت وأدعو المسؤولين للاعتناء بمن تبقى من الرواد

حجيب : خديجة البيضاوية صوت لايعوض

ولد الصوبة: البيضاوية شيخة متمكنة ورائدة من رائدات العيطة المرساوية

 

خالد البوعزاوي : خديجة البيضاوية فنانة خلوقة “النخوة ديال فن العيطة المرساوية “

 

عابدين : برحيل خديجة البيضاوية يكون المغرب قد فقد أحد الأسماء الوازنة في فن العيطة

 

ورقة أخرى  تسقط  من شجرة  الفن المغربي  الأصيل، بعد أن زينت  وأثثت  الساحة  الفنية  طيلة  عقود بأغان  من التراث الشعبي، وأضفت عليها لمسة خاصة  بصوتها  الذي ولج  كل البيوت  المغربية.
إنها الفنانة  القديرة  خديجة  البيضاوية، التي فارقت  دنيا الناس،  يوم  أول  أمس  السبت  بالمستشفى العسكري بالرباط، بعد  معاناة  مع المرض، ليوارى جثمانها  الطاهر بمقبرة الشهداء حيث  ازدادت  وترعرت وتفتقت موهبتها هناك بالدار البيضاء.
الفنانة  القديرة  خديجة  البيضاوية، اسم دخل المجال الفني  من باب  العيطة  المرساوية  في أواسط  السبعينيات  من القرن الماضي، حيث أتقنت هذا  الفن، وشكلت فعلا خزانة تمشي على قدمين، ويضعها  الأشياخ في مقام الفقيدة فاطنة بنت الحسين، رحمها  لله، وغيرها  من الأسماء  التي  ناضلت  في هذا  المجال  وصانت  فن العيوط  من التلف  والاندثار ، ومن الهجانة  أيضا.
عانت  الفنانة  خديجة  البيضاوية  في آخر  حياتها  بعدما  أصيبت  بالمرض، ولأن عزة  النفس رأسمالها  الإنساني  الذي  لايبور والكرامة كانت رصيدها الذي  تزودت  به  عن حب وإيمان  طيلة  مسيرتها  الفنية،  فقد منعاها  من أن تمد  يدها  أو  تستعطف  أي  أحد  من أجل  التكفل  بها.
أصدقاؤها  وجمهورها، وحدهم من انتفض  ضد هذا  النكران  والتهميش ، حيث تعالت  الأصوات  المنتقدة  لهذا  التجاهل  في حق قامة  فنية  كبيرة، تمثل  إحدى  أيقونات  التراث الشعبي المغربي الأصيل.
أصدقاء  الفقيدة  خديجة البيضاوية، تحدثوا  لجريدة الاتحاد الاشتراكي  في شهادات  مؤثرة  في حق  هذه  المعلمة الفنية.
الشيخ  الفنان  القدير  جمال الدين الزرهوني، قال إن الفنانة خديجة البيضاوية، فنانة  عرفت  بعزة  النفس، وامتازت بخصال  حميدة  على  المستوى الإنساني، لقد كانت كريمة بكل  ماتحمل الكلمة من معنى، تعطي  باليد اليمنى  واليسرى، كانت  بارة  بأفراد عائلتها  وغيرهم، لقد كانت تحمل  على كتفيها  حملا  ثقيلا  دون أي  تأفف.
ويضيف  الفنان القدير  جمال الدين الزرهوني  في تصريحه لجريدة الاتحاد الاشتراكي، لقد  عانت   رحمها لله  كثيرا في آخر  أيام حياتها، لكن  لم يخيب  ظنها، بعدما  تم نقلها  إلى المستشفى العسكري بالرباط لتعالج هناك، كانت مدرسة قائمة بذاتها،  اعتبرها  مكتبة واحترقت الآن، هاهو  يتساقط، اليوم، هذا الجيل  من الرواد  واحدا تلو  الآخر  كأوراق  الشجر، وبقيت  البقية  القليلة، يقول  جمال الدين الزرهوني، من الشيخات  العياطات في المغرب، وكانت  خديجة البيضاوية،  يضيف الزرهوني،  من يتحمل مسؤولية العيطة «ملي  كتهزها  حتى تسوسها «.
وطالب  الشيخ والأستاذ  جمال الدين الزرهوني  في ذات الشهادة  الجهات  الرسمية المعنية، وخاصة وزير الثقافة، الاعتناء بمن تبقى  من جيل  الرواد، وأن يأخذ  بتوصية ووصية عاهل  البلاد الذي  مافتئ يحث  على الاعتناء بالتراث اللامادي، لكي  تتوارث  هذا  التراث  جيلا بعد جيل، رحم  لله  الفقيدة  والعزاء  لكل  المغاربة  في هذا  الرزء  الفادح.
الفنان  القدير  حجيب ، وبتأثر  كبير، قال  في شهادة في حق الراحلة  الفنانة خديجة البيضاوية، إن الكل  يشهد  ويعرف  أن  للا  خديجة البيضاوية، كان اهتمامها كبيرا  بهذا الفن الأصيل، يضيف  الفنان حجيب، لقد حافظت  عليه  وجمعته  من التلف بجميع  متونه وقواعده، إنها صوت  لا يعوض.
ومن الجانب  الإنساني، يقول  الفنان  حجيب، كانت  خلوقة وطيبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، يشهد لها بالأناقة والأخلاق العالية، «حنينة بزاف « ، كانت  تعيل  ثلاثة  عائلات إخوتها وأولادها وأحفادها، بدون  كلل أو ملل  أو  تأفف، رحمها لله وأسكنها فسيح الجنان، إنا لله وإنا إليه راجعون.
الفنان القدير الشيخ محمد  ولد  الصوبة  أحد رواد  العيطة  الحصباوية  بآسفي، قال في تصريح لجريدة الاتحاد، إن الرزء  فادح، رحم لله الفقيدة خديجة البيضاوية، كانت شيخة متمكنة ورائدة من رائدات العيطة المرساوية،بقيت رحمها لله محافظة وراعية لفن  العيطة إلى حين  توفاها لله إلى جواره، ويضيف الشيخ محمد ولد الصوبة، كانت إحدى المناضلات والرائدات في فن العيطة المرساوية، سافرت  خارج  أرض الوطن ،وعادت  إلى بلدها، ومن بين الفنانات اللائي كن يؤدين  هذا  الفن  بامتياز ، ذات أخلاق عالية، شيخة من الشيخات اللائي يؤدين العيطة على أحسن وجه.
ويرى الفنان ولد الصوبة، أنه كلما ضاع فنان من الرواد، يصعب تعويضه.
خديجة البيضاوية يقول ولد الصوبة، ذات صفات  نبيلة ،ناضلت كثيرا  من أجل  هذا  الصنف الإبداعي من الفن، لقد  فقدت  الساحة  الفنية  اسما  كبيرا ، كما افتقدنا في الأيام الأخيرة الفنانة حفيظة الحسناوية.
الفنان القدير خالد  البوعزاوي  رفيق درب  الفقيدة خديجة البيضاوية في المجال الفني، قال في تصريح لجريدة الاتحاد الاشتراكي، إنها فنانة  بكل المقاييس، فنانة طيبة وخلوقة، تعتبر  «النخوة  ديال  فن العيطة المرساوية»، اشتغلت  معنا  لمدة  طويلة  نحن فرقة  أولاد البوعزاوي، وقد ظلت علاقتنا  طيبة  حتى وافتها  المنية، رحمها لله.
وعبر  الشيخ  خالد البوعزاوي،عن أسفه الشديد  لعدم  حضور  جنازتها، بحكم  تواجده  في الديار  الأوروبية  لدواعي  مهنية، حيث  صدمت  بهذا الخبر الفاجعة يقول، وقد اتصلت بابنتها منذ يومين  للاطمئنان على صحتها، لقد  رحلت  فرحلت  معها  خزانة كبيرة «ديال  لعيوط « ومثل الفقيدة خديجة البيضاوية من يجب أن  يحظون بالرعاية، ورحيل خديجة البيضاوية، يقول  خالد ولد البوعزاوي، خساره لا تعوض حقا، وهي من الفنانين الذين انقرضوا مثل حفيظة الحسناوية ومصطفى البيضاوي وعبد لله البيضاوي وفاضل وغيرهم، متمنيا أن يكون الخلف من هذا الجيل.
الفنان القدير عابدين، عبر عن حزنه العميق لوفاة  الفقيدة خديجة البيضاوية وقبلها حفيظة الحسناوية، يقول في تصريح لجريدة الاتحاد الاشتراكي، إنها حقا
معلمة انطلقت في هذا الباب منذ منتصف السبعينيات، ومن حفظة  العيطة الكبار، مثل الفنانة المرحومة  فاطنة بنت الحسين، ومن حفظة العيطة، اشتغلنا معها جنبا إلى  جنب  في الكثير من المحطات، والتقينا  في لقاءات  فنية  بالقناة الأولى والقناة الثانية، تتميز يالطيبوبة والحنان .
وكشف الفنان القدير عابدين، أنه برحيل  الفقيدة خديجة البيضاوية، يكون المغرب قد فقد  أحد الأسماء الوازنة  في فن العيطة، إنها هرم  بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لن يجود الزمن بمثلها، رحمها لله وأسكنها فسيح الجنان، إنا لله وإنا إليه راجعون.


الكاتب : جلال كندالي 

  

بتاريخ : 17/10/2022