وسط مطالب بإيجاد حلول ناجعة لها .. انتشار ظاهرة التشرد بمدينة أكادير يخدش صورة وسمعة هذه الوجهة السياحية

تعاني مدينة أكادير من العديد من الإشكالات المؤلمة التي لا تتوقف عند حدود ظاهرة انتشار الكلاب الضالة والحمقى، وهو المشهد الذي بات مألوفا ومعتادا لدى ساكنة المدينة وزوارها، بل يمتد الامر ليشمل كذلك اتساع دائرة حضور المتشردين من الأطفال والمراهقين إناثا وذكورا في الشارع العام، وهو المشهد الذي يبعث على الكثير من الألم والأسى، حيث تتكرر صور حضورهم يوميا بأكادير، أمام المطاعم والمقاهي ومحلات الأكلات الخفيفة.
مشهد يحدث يوميا أمام مرأى ومسمع من عيون وآذان السلطات التي بقيت، حسب عدد من المتتبعين، عاجزة عن احتواء هذه الظاهرة الخطيرة التي انتشرت كالفطر بأحياء المدينة وشوارعها الكبرى، إلى درجة أن المنطقة السياحية لم تسلم هي الأخرى من هذه الصورة، التي باتت تخدش سمعة أكادير التي «احتل» المتشردون والمتسولون والمعربدون حتى الأماكن التي تمت تهيئتها، وخاصة تلك التي تم تجديدها في إطار مشروع التهيئة الحضرية الكبرى التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة منذ 2020، والدليل على ذلك ما تعرفه الكراسي بشارع الحسن الثاني، وبممر ساحة أيت سوس، وفوق المرآب الجديد تحت الأرضي الذي لم يتم تدشينه بعد، قرب المطاعم والفنادق والمقاهي بشارع الحسن الثاني، وقرب المرآب تحت الأرضي بشارع محمد الخامس.
وهكذا صارت شوارع وأزقة مدينة أكادير تعج يوميا بعدد من الأشخاص المتشردين من مختلف الأعمار من الذكور والإناث، أغلبهم من الأطفال والمراهقين يفترشون الأرصفة وينامون أمام المحلات التجارية ويطوفون مساءا وليلا حول المطاعم ، خاصة بشارع الحسن الثاني، وقرب السوق البلدي، وحي بوتشكات، وبحي إحشاش، وليراك، وبمحيط حديقة بحي الداخلة، والفضية، والسلام، وقرب محطة الطاكسيات بحي الباطوار. ولعل سكان المدينة وزوارها من السياح الأجانب يصادفون يوميا عددا من المتشردين والمختلين عقليا والمصابين بأمراض نفسية، في عدة نقاط تجمع تتم رؤيتهم في واضحة النهار وفي الليل وهم يتجولون؟
صحيح أن هناك عوامل كثيرة وراء انتشار وتزايد هذه الظاهرة التي لها أسباب عديدة، من قبيل تزايد أحزمة الفقر والهشاشة، وارتفاع معدلات ظاهرة التفكك الأسري، لكن عداد من الحقوقيين والمهتمين، يرون بأنه على الجميع أن يكثفوا جهودهم من احتواء هذه الظاهرة والحدّ من تزايدها بالتدخل لانتشال هذه الفئة من المتشردين من الأطفال والمراهقين من الضياع، والتشرد، واحتراف التسول، والانحراف، الذي يهدد حياة هذه الفئة الاجتماعية. ولهذه الأسباب والاعتبارات يطالب مجموعة من النشطاء بضرورة تدخل السلطات المختصة بمدينة أكادير لإنقاذ هؤلاء الأشخاص المتشردين الذين يعانون يوميا من الجوع وسوء التغذية والأمراض، مما يستدعي والحالة هذه من الجهات المعنية تدخلات عاجلة خاصة أن هذه الفئة الاجتماعية تواجه مآسي يومية حيث يتعرض الأطفال على وجه الخصوص لشتى المخاطر، ومن بينها الاستغلال والعنف والتحرش والاغتصاب.
وطالب عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من الجمعيات العاملة في مجال مساعدة وإيواء الأشخاص المشردين، بذل مجهودات مضاعفة لتقديم مساعدات من خلال توفير الإيواء المؤقت، ومساعدات غذائية وطبية، وإعادة الأطفال والمراهقين إلى أسرهم، بهدف التصدي لهذه الظاهرة المؤرقة في مدينة من المرتقب أن تحتضن استحقاقات كروية هامة قاريا وعالميا في المستقبل. والتمس عدد من الفاعلين من الجهات الوصية التدخل من أجل معالجة هذه الظاهرة من كل الجوانب واجتثاثها من جذورها، بدءا بانتشال هؤلاء المتشردين من حياة الشارع، وتوجيه القاصرين منهم إلى مراكز الإيواء وتقديم الدعم النفسي لهم بالشكل الذي سيمكن من إعادة إدماجهم مرة أخرى داخل المجتمع.


الكاتب : عبد اللطيف الكامل

  

بتاريخ : 04/12/2024