وصايا مفتوحة على العقل والوجدان 38 : إميل زولا

 

لعلنا في لحظة قاسية من التحول العنيف للزمن، لا نرى منه إلا ما نحياه من أيام وليال ثقيلة ومتغيرة. فلا نجد إلا من يبصر هذا التحول في القيم والوجدان والأفكار لدى مفكرين وأدباء، وبعض كبار الفاعلين ممن امتلكوا حدوسا استثنائية.
وهذه الحلقات اختيارات من أقوال لمفكرين وفلاسفة وسياسيين وأدباء من مختلف التعبيرات، من عصرنا ومن عصور سابقة ، ينتمون الى تيارات مختلفة، كان لهم تأثير من خلال كتاباتهم او أفعالهم. أقوال هي وصايا مفتوحة على العقل والوجدان، هدفها الانسان والمجتمع والحياة، تتخذ صيغة الخبر والخطاب وتنتصر للأمل..

كاتب فرنسي مؤثر، يمثل أهم نموذج للمدرسة الأدبية التي تتبع الطبعانية، وكان مساهما هاما في تطوير المسرحية الطبيعية، وشخصية هامة في المجالات السياسية.
توفي مختنقا بأول أكسيد الكربون الذي انبعث عندما توقفت إحدى مداخن المنزل وكان عمره حينها 62 عاما. وقد شك البعض في اغتياله علي يد أعدائه لمحاولاتهم السابقة لاغتياله، ولكن لم يتمكن أحد من إثبات ذلك.
وبعد عشرات السنين من هذا الحدث المؤلم، اعترف ساكن من سكان باريس، وهو على فراش الموت، أنه هو الذي أغلق فوهة المدخنة لأسباب سياسية :
– لدي شغف واحد: تنوير الذين تم حجبهم في الظلام، وباسم الإنسانية مساعدة هؤلاء الذين عانوا الكثير، ولهم حق التمتع بالسعادة. رسالتي رسالة احتجاج نارية، وما هي إلا مجرد صرخة روحي. دعوهم يتجرؤن ويجلبونني أمام محكمة قانونية، وليتم التحقيق معي في وضح النهار..
– الحضارة لن تبلغ الكمال حتى تقع آخر حجرة، من آخر كنيسة، على آخر قس..
– ليس الفنان شيئا بدون الموهبة، ولكن لا تعني الموهبة أي شيء بدون العمل..
– لو سألتني عما جئت لهذه الحياة لأفعله، سأخبرك: أتيت لأعيش بصخب..
– ينسى المرء أسلوبه الخاص في مأزق المواعيد النهائية اليومية الفظيع..
– حين يتملكك حزن هائل فإنه لا يترك أي مساحة لأي حزن آخر..
– إن أخرست الحقيقة ودفنتها تحت الأرض فسوف تنمو وتنبت..
– إن الحقيقة في طريقها، ولن يوقفها شيء..
– أنا فنان، أنا هنا لأعيش بصخب.


الكاتب : محمد عاطف

  

بتاريخ : 09/06/2020