وفاة الوكيل العام بمحكمة الاستئناف التجارية بمراكش بعد معاناته من كورونا

أكد مصدر مطلع أن الأستاذ أحمد الجواي، الوكيل العام بمحكمة الاستئناف التجارية بمراكش، قد فارق الحياة، بعد ظهر يوم الاثنين، جراء مضاعفات ناتجة عن إصابته بفيروس «كوفيد19».
الراحل كان قد أدخل مستشفى ابن طفيل بعد تأكيد إصابته بالفيروس التاجي، إثر إخضاع العاملين بمحاكم مراكش للتحاليل، وتدهورت حالته في الأيام الأخيرة لينقل إلى قسم الإنعاش حيث لفظ أنفاسه الأخيرة.
وخلف رحيل هذا المسؤول في النيابة العامة صدمة كبيرة في الوسط القضائي وفي صفوف العاملين في قطاع العدالة، ونعته عدة هيئات وجمعيات مهنية مذكرة بخصاله وتفانيه في خدمة الأهداف النبيلة للعدالة.
واستمر نزيف الأرواح بمراكش جراء التفشي المخيف لفيروس كورونا في ظل عجز واضح للبنيات الصحية المتوفرة عن تقديم الخدمات المطلوبة منها في مثل هذا الظرف. وتواصلت الاحتجاجات على كارثية الوضع الصحي داخل المستشفيات، وخاصة مستشفى المامونية، سواء من قبل المواطنين أو من قبل العاملين بالقطاع، وكان آخرها الوقفة التي نفذها الطاقم الطبي والتمريضي بالمستشفى المذكور زوال يوم الاثنين، والذين انتفضوا ضد الدرجة الحادة من التقهقر التي بات المستشفى بعيشها على جميع المستويات، في ظل ضغط كبير عليه من قبل المرضى المصابين بالفيروس أو الذين يرغبون في إجراء التحاليل. وتحدث المحتجون عن نقص فادح في الأوكسيجين في مستشفى المامونية وضعف طاقته في استيعاب الحالات الحرجة في الإنعاش وضعف الوسائل التي يمكن أن تساعد المرضى، وغياب وسائل الحماية، والنقص الحاد في الطاقم البشري. ووصف أحد العاملين الوضع الخطير لمستشفى المامونية قائلا: « هذا المستشفى يمكن أو يوفر شيئا واحدا فقط لمن يقصده هو الموت، وهو نفس التهديد الذي يحمله للأطر الطبية والتمريضية التي تعمل به.»
وتسربت على مواقع التواصل محادثة صوتية لإحدى العاملات بقسم الإنعاش بمستشفى المامونية، تشتكي فيها من حدة النقص في الأطر البشرية وغياب الوسائل، مشيرة إلى أن المرضى في قسم الإنعاش ينامون على الأرض و لا يوجد من يسعفهم، وفي نفس السياق ظهر فيديو صادم مصور من داخل المرافق المخصصة لمرضى «كوفيد 19» بمستشفى المامونية، ينقل وضعية أقل ما يمكن أن يُقال عنها إنها تمثل أقصى درجات اللاإنسانية، حيث تظهر التغذية المخصصة للمرضى وسط الأزبال، وحيث تتراكم القاذورات والنفايات في الممرات و في غرف الاستشفاء حيث يرقد المصابون، وجثث من فارقوا الحياة مهملة في مكان قذر، والأجهزة لا تعمل بسبب غياب وسائل الربط بالكهرباء.
ووسط هذا الوضع الخطير الذي يدل على أن كورونا خرجت عن السيطرة بالمدينة الحمراء، ووسط الاحتقان الكبير الذي يغلي فيه المجتمع بسبب سوء تدبير هذا الملف من قبل المسؤولين على القطاع الصحي، ارتفعت الأصوات مطالبة بتغيير استراتيجية التعامل مع الجائحة، ملحة على ضرورة إدماج المصحات الخاصة في معركة «كوفيد19»، ودعم المستشفيات بمزيد من الوسائل والأطر البشرية، والكف عن سياسة الآذان الصماء التي تنهجها المديرية الجهوية التي تظهر تعاملا باردا وغير مكترث تجاه هول ما يقع داخل المؤسسات الاستشفائية ونزيف الأرواح التي تموت بمجانية بسبب غياب الحد الأدنى من الوسائل لإسعافها.


الكاتب : مكتب مراكش: عبد الصمد الكباص

  

بتاريخ : 19/08/2020