افتتح، مساء الخميس الماضي، المعرض الفوتوغرافي “وقفة طويلة” للمبدعة المغربية – الفرنسية صونيا حمزة، برواق المعهد الفرنسي، والذي سيتواصل إلى غاية 15 نونبر المقبل.
وأشارت الورقة التقديمية للمعرض إلى أن صونيا حمزة، من خلال معرضها “وقفة طويلة”، تتجول في مآثر ودروب مدينة تطوان، بعد إقامتها الفنية بالمعهد الفرنسي بين أكتوبر ونونبر 2023، حيث تستكشف الآثار التي خلفها الزمن والغياب. وتستخدم الفنانة صونيا تعبيرات عبر التصوير الفوتوغرافي لفحص الديناميات الحضرية واللحظات سريعة الزوال للحياة اليومية.
واعتبرت الورقة أن الصور المعروضة تأسر عيون المتلقي حين يدفعه طغيان اللون الاسود إلى الغوص في العمق الحكائي والزمني لعناصر الصورة، مبرزة أن محتوى معرض “وقفة طويلة” هو لحظة من التأمل ما بعد وباء كورونا، تتساءل عن تأثير الحجر الصحي على حياتنا، حيث نجحت الفنانة في أن تجعل كل صورة، من ال25 صورة بالمعرض، نافذة مفتوحة على شوارع مدينة تطوان المتغيرة، وهي تلتقط ذكريات عابرة برقة وجرأة فنية.
ومما يميز الصور المعروضة استخدامها للتعريضات الضوئية الطويلة، وإدماجها للضوء والحركة، تاركة الصدفة تقود إبداع الفنانة صونيا حمزة، التي نجحت في أن تحيي مدينة تطوان وساكنتها وصورها في زمن الوباء، مع التركيز على أهمية اغتنام الزوال لجعلها أبدية.
وورد ضمن الورقة، أنه بالتعاون مع الكاتب مختار الشاوي، دعت صونيا الدارسين من المعهد الفرنسي وطلاب المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان لمشاركة أفكارهم حول تداعيات الحجر الصحي المرتبط بجائحة كورونا، حيث أثرى هذا الحوار الإبداعي رؤيته الفنية وسمح له باستكشاف أسئلة جوهرية حول الهوية والانتماء، كما كتب مختار الشاوي نصوصا تقدم تفسيرا شعريا لصور الحياة التطوانية اليومية.
وبالمناسبة، أبرزت الفنانة صونيا حمزة، في تصريح لها ، أن المعرض “وقفة طويلة” لحظة فنية تستعيد رصد الحياة اليومية بمدينة تطوان، كما تتخيلها كفنانة لها زاوية رؤيى ومعالجة خاصة.
وأضافت صونيا، أنه خلال إقامتها الفنية بالمعهد الفرنسي سنة 2023 حاولت إستعادة لحظات الوباء، من خلال ما نقلها إليها أهلها وعائلتها بالمدينة ومعارفها بتطوان.
من جانبه، اعتبر مدير المعهد الفرنسي بتطوان إيريك بواستار، أن هذا المعرض مميز لكونه يقدم فنانة مغربية-فرنسية تشتغل على تقنيات مميزة ومبتكرة، تنتج صورا تكاد تتحرك، مضيفا أن المعرض شاعري جدا، ذلك أنه يمزج بين الألوان والساكنة والظلال وأضواء مدينة تطوان، ويستعيد رونقه الكاتب التطواني المختار الشاوي عبر نصوص قمة في الجمال.