ياسين بونو .. المحارب الأول في كتيبة وليد الركراكي

يخوض «أسود الأطلس» مواجهة حاسمة، يومه الخميس، ضد كندا في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة السادس لمونديال قطر، وسط تساؤلات حول مشاركة حامي عرينهم ياسين بونو، بعدما انسحب في اللحظة الأخيرة قبل بدء المواجهة ضد بلجيكا (2 – 0) الأحد في الجولة الثانية، بسبب آلام في معدته.
وكان بونو ضمن التشكيلة الأساسية للمباراة، وخاض فترة الإحماء ووقف مع زملائه خلال عزف النشيد الوطني، لكنه شعر بالدوار عقبها، فقرر المدرب وليد الركراكي عدم المجازفة به، ودفع بحارس مرمى الوحدة السعودي منير المحمدي بدلا عنه.
وشرح بونو لفرانس برس سبب خروجه قبل المباراة «أنا بحال جيدة، كانت لدي إصابة من مباراة كرواتيا، لم أرغب بتحديد نوعيتها وتجددت. أتمنى أن أكون جاهزا لمباراة كندا».
وتدرب بونو بشكل طبيعي، يومي الاثنين والثلاثاء، لكن طبيعة الإصابة التي تعرض لها والتي رفض الكشف عنها تطرح أكثر من علامة استفهام حول جاهزيته لخوض مباراة كندا، بوابة التأهل إلى الدور ثمن النهائي للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 1986.
ويعتبر بونو ركيزة أساسية في تشكيلة المنتخب الوطني، وأحد المساهمين في بلوغه النهائيات للمرة السادسة في تاريخه.
وحصد الحارس السابق للوداد البيضاوي ثمار تألقه مع الفريق الأندلسي، الذي شكل بوابته نحو عرين الأسود، بعدما كان احتياطيا في مونديال روسيا 2018 لمنير لمحمدي. هذا الأخير كان عند حسن الظن في مواجهة بلجيكا، ونجح في الحفاظ على نظافة شباكه.
وقال المحمدي لفرانس برس عقب المباراة «نحن جنود على أهبة الاستعداد، لم أكن أتوقع اللعب أساسيا ولم أملك الوقت الكافي للدخول في أجواء المباراة، لكنني محترف ولدي خبرة كبيرة ودراية بعرين الأسود».
وكان ذلك لسان الحال لحارس المرمى الثالث أحمد رضا التكناوتي، لدى سؤاله عن جاهزيته للعب في حال تعرض المحمدي للإصابة، حيث قال: «نعم، نحن هنا للدفاع عن ألوان المنتخب، ويجب أن تكون جاهزا في أي لحظة. لدي خبرة في المواعيد الكبيرة في القارة السمراء، حيث توجت بلقب دوري الأبطال مرتين وأمام جماهير غفيرة».
وأضاف «لا خوف على عرين الأسود، نملك ثلاث حراس مرمى في المستوى العالي، وبونو أفضلنا بخبرته القارية ولعبه في الليغا».
ونال أفضل حارس مرمى في الدوري الاسباني الموسم الماضي جائزة «سامورا»، فاتخذ بعدا جديدا مع النادي الأندلسي، بعد عشر سنوات من الاحتراف في القارة العجوز، حيث استقبلت مرماه 24 هدفا في 31 مباراة، بينها 13 مباراة بشباك نظيفة، ليتقدم بالتالي على كبار حراس المرمى، الذين يؤثثون الدوري الاسباني.
ويعرف بونو (31 عاما) أكثر من أي شخص آخر أن هذا التألق هو نتيجة رحلة طويلة وشاقة. فقد ولد في مونتريال وانتقل في سن الثالثة إلى الدار البيضاء، حيث اكتشف كرة القدم في الوداد.
وفي سن 17، اكتشفه نيس الفرنسي، لكن صفقة انتقاله أجهضت في آخر لحظة.
كانت مباراته الأولى مع الوداد في سن 20 بالملعب الأولمبي بالمنزه، عندما عوض غياب نادر لمياغري المصاب في إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا ضد الترجي التونسي، الذي توج باللقب (0 – 0 ذهابا، 1 – 0 إيابا).
ومع نهاية عقده صيف 2012، قرر التوجه إلى أوروبا. انضم إلى أتلتيكو مدريد كحارس مرمى ثالث. بدأ أساسيا مع الفريق الرديف، لكنه جلس على دكة البدلاء مع الفريق الأول.
وبعد إعارة لمدة عامين إلى سرقسطة في الدرجة الثانية (2014 – 2016) والانتقال إلى جيرونا حيث ساهم في صعوده إلى الدرجة الأولى، وبقي معه ثلاث سنوات (2016 – 2019)، تعاقد معه إشبيلية، الذي لعب معه على سبيل الإعارة موسم 2019 – 2020، وفجر موهبته في صيف 2020، حيث انتزع تدريجيا مركز حارس المرمى الأساسي من التشيكي توماس فاتشليك المصاب.
واحتاج بونو، الذي يتميز باللعب بقدميه، إلى الوقت أيضا لترك بصمته مع منتخب بلاده. فقد استدعي إلى المنتخب الأول عام 2012 بعدما دافع عن ألوان جميع فئاته العمرية، وخاض مباراته الدولية الأولى في عام 2014. وانتظر حتى العام 2019، تحت قيادة البوسني وحيد خليلودجيتش، ليصبح الرقم واحد في عرين أسود الأطلس.


بتاريخ : 01/12/2022