ياسين عدنان يسافر بـ «مدائنه المعلقة» إلى تطوان

استضاف المركز الثقافي «إكليل» بتطوان ، اليوم السبت، لقاء أدبيا لتقديم كتاب «مدائن معلقة» (تدوينات العابر) لمؤلفه ياسين عدنان، بحضور أدباء وناشرين وفنانين تشكيليين ومهتمين بالمجال الأدبي والثقافي عامة.
ويأخذ عدنان في منجزه ،الذي يقع في 376 صفحة من الحجم المتوسط ، القارئ في رحلة يتقاسم فيها معه جانبا من يوميات أسفاره خلال الفترة الممتدة من 22 نونبر 2001، انطلاقا من مدينة غرناطة الإسبانية وصولا إلى 31 يناير بمراكش، متنقلا بين مدن مغربية وأخرى عربية وعالمية.
واعتبر عدنان أن المؤلف «هو كتاب رحلة، وتدوين أمكنة، وسفر بين العواصم ،تنقلا وترجلا، قدر له أن يرى النور هنا في تطوان عبر دار النشر منشورات باب الحكمة، حيث وجدت هذه المدائن من يحضنها ويكون فيها أول تقديم للكتاب».
وأوضح، في تصريح صحافي بالمناسبة، أن المنجز يمثل استمرارا لكتابة كانت تنشغل بالمكان، مذكرا بديوانه «دفتر العابر» ،الذي يعد رحلة شعرية ،مؤكدا أنه لم يكن يتخيل أن يأتي جزؤه الثاني سردا ونثرا.وأضاف بالقول «جربت في المؤلف الجديد أن أشتغل على التدوينة التي تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويعتبرها الناس عابرة ومهملة ومنذورة للضياع والنسيان، وأفكر فيها كجنس أدبي على غرار القصة والمقالة والقصيدة وغيرها».
من جهته، أكد جمال الدين بنحيون، نائب رئيس جامعة عبد المالك السعدي، أن «الكتاب سريع الإيقاع، وأنيق وجذاب يأخذ القارئ في ثوان من مكان إلى آخر، ومن مدينة إلى أخرى، حيث يصعب خلال هذا التنقل المضطرب التنب ؤ بما قد تصادفه ويسرد عليك دونما تكلف أو تنميق أو مبالغة».
وأبرز بنحيون ،في تقديمه قراءة حول المؤلف ، أن «لغة الحكي في المقطوعات السردية تظل شفيفة، قريبة من القلب ومباشرة في معظم المناسبات، وقد تم ترتيبها حسب رحالات الكاتب وتجواله وفق بنية زمنية تبتدئ سنة 2002 وتنتهي سنة 2022».
بدورها، سجلت سعاد مسكين، أستاذة التعليم العالي بالمدرسة العليا للأساتذة بجامعة عبد المالك السعدي، أن «معظم أعمال المبدعين الذين كتبوا التدوينة الرحلية، نشروا محكيهم السفري في مواقع أدبية، أو مدونات خاصة، أو على صفحات المواقع التواصلية، إلا أن المبدع ياسين عدنان لم يترك محكياته معلقة على جدار العالم الأزرق، بل دو نها بين دفتي كتاب، محافظا على خصيصات المحكي السفري، ومنفتحا على ما خلفته الوسائط الرقمية من مهارات تأليفية، عزفت على أوتار المغايرة في الكتابة، وخلق الحس الجمالي».وخلصت إلى أنه يمكن الخروج من أبواب المدائن المعلقة باستنتاجات، منها كون السفر «دخول إلى الذات الثقافية التي تعكس التصور الأخلاقي للحياة والإنسان، وتجسد بحثا أركيولوجيا عن الهوية المفتقدة، وأن معرفة الإنسان لا تتم إلا من خلال علاقته بمحيطه وجغرافيته، وبأن المعرفة الحقة بالإنسان هي الأخلاق الوحيدة التي يمكنها أن تصمد أمام التاريخ، وأمام تناقضات المجتمع».


بتاريخ : 28/02/2024