«وجهي تشوّه .. لن يقبل بي زوج .. صرت منبوذا محروما من الوظيفة والعمل .. سئمت مشاهد الاشمئزاز على قسمات وجوه من يرونني .. البعض يعتقد أنني منحرف .. كثير من الناس يتحاشون النظر إلى وجهي .. أرى في نظرات البعض شفقة تزيد من جرحي .. حياتي ضاعت .. سأنتحر …»
إنها بعض من التعابير التي تتداولها ألسن أشخاص تعرضوا لإصابات بالسلاح الأبيض على مستوى الوجه، سواء تعلّق الأمر بسكين، سيف أو شفرة حلاقة … طعنات وُجّهت لهم في غفلة منهم في حالات مختلفة، فشوّهت خدودهم ووجوههم، بعضها كانت بأيدي أزواج رفضوا تقبّل فكرة مطالبة الزوجة بالطلاق، لعامل من العوامل، فاختاروا أن يفقدوا لوجوه الراغبات في الطلاق كل إطلالة جميلة، انتقاما وإذلالا، وإصابات تسبب فيها لصوص وقطاع للطرق، حتى يصاب الضحية برعب عارم وتسهل عملية سرقته، وأخرى نتجت عن نزاعات وصراعات، منها ماقد يكون تافها لكن بتبعات وتداعيات وخيمة، يعيشها المصاب في الحاضر وتطال مستقبله…
«التحناك»، «التخسار»، «التشراط» … تعدّد الوصف والحالة واحدة، عنف دموي يستهدف الوجه، استفحلت مظاهره في السنوات الأخيرة مما يطرح أسئلة متشعّبة منها النفسي والاجتماعي والأخلاقي والقانوني/الردعي .. كما أن اللافت في هذا «الاعتداء» أنه يستهدف جزءا «مميزا» من الجسم! فكيف يتمثله المعتدون ويصرون على تشويهه، وما تبعات فعلهم الإجرامي على ضحاياهم؟
وجه الإنسان هو مرآته التي تعكس مايختزن دواخله وما يختلجه من مشاعر على مستوى الأحاسيس والمرض وغيرهما، وهو عنوان على كل شكل من أشكال التواصل المباشر، المستقبل للإشارات الصادرة عن الغير وعن المحيط بشكل عام، فيتلقاها من خلال العين، الأذن والأنف، ويتفاعل معها بتقاسيم معيّنة تعكس حالته النفسية حينها، تعبيرا عن الرضا والفهم أو العكس.
قيمة الوجه، المادية والمعنوية، رافقت الإنسان على مرّ العصور، والاهتمام به وبالقراءات التي يمكن أن تستشفّ من تعابيره، ليست وليدة اليوم، ويكفي أن نعود لسورة الملك في الآية 22 لنجد قوله تعالى «أفمن يمشي مكبّا على وجهه أهدى أمّن يمشي على صراط مستقيم»، وقوله سبحانه في سورة لقمان الآية 17 «ولا تصغّر خدّك للناس»، وفي سورة الروم الآية 43 «فأقم وجهك للدين حنيفا».
وفي السيرة النبوية العطرة نجد أنه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي (ص) قال «إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه»، وروى ابن أبي عاصم عن ابن عمر، أن الرسول (ص) قال « لاتقبحوا الوجوه فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمان».
الوجه ورسائل الجمال
قيمة الوجه ومكانته تغنى بهما عدد من الشعراء وخصص له الأدباء حيّزا هاما من كتاباتهم، ومن بينهم، على سبيل المثال لا الحصر، نجد الشاعر ابن زمرك في العصر الأندلسي قد نظم قصيدة استهلّها بقوله «يامن له الوجه الجميل إذا بدا .. فاقت محاسنه البدور كمالا»، وقال ابن شيخان السالمي «بنت أسماء تسحب ذيل عطر .. وتغزو الليل بالوجه الأغرّ»، وذهب أبو العباس الأعمى إلى القول « بحلوم إذا الحلوم استخفت .. وجه مثل الدنانير ملس»، وقال الشاعر بشار ابن برد «يكون الخال في خد نقي .. فيكسبه الملاحة والجمالا / ويونقه لأعين مبصريه .. فكيف إذا رأيت اللون خالا». ويقول ابراهيم الفقي «احرص على أن يكون الوجه الذي تراه في المرآة كل صباح مشرقا، فقد لا تراه بقية اليوم، ولكن الآخرين سوف يرونه».
كتابات وأقوال، توارثتها الأجيال، وظلت راسخة في الأدب والفلسفة، في الغناء والرسم والنحت، وفي مجالات مختلفة، منحت للوجه حضورا قويا، الأمر الذي يجعل الكثيرين يحرصون على جماله وتجميله، ولايدخرون جهدا في إكسابه إشراقة ونضارة يتمنون ألا يخفت وهجهما، لكن في لحظة عابرة قد يصبح هذا الوجه، بفعل فاعل، عن سبق إصرار وترصد، أو لمجرد حادث عابر، عنوانا على الأسى والألم، ومصدرا للقبح لا للجمال، مع مايعني ذلك من انعكاسات على المصابين الذين منهم من قد يتجاوز الصدمة ومخلّفاتها، ومنهم من ترافقه محنتها لما تبقى من العمر.
د. الحسن التازي: نتعامل مع عشرات الحالات يوميا
أكّد الدكتور الحسن التازي، الخبير في جراحة التجميل، أن حالات الاعتداء على الغير بالأسلحة البيضاء التي تطال الوجه، هي ظاهرة خطيرة، ووصفها بـ «المصيبة العظمى التي يتم خلالها تشويه وجه الضحية»، وبـ «الدوامة التي تتطلب حلاّ من خلال تعبئة جماعية للتصدي لها»، مؤكدا أن المصحة التي يشرف على إدارتها «تستقبل عشرات الحالات بشكل يومي»، مبرزا أنه نفس الوضع الذي تعيشه مصحات ومستعجلات المستشفيات العمومية، ويمكن لأي كان أن يلاحظ ذلك بالعين المجردة؟
الدكتور التازي وفي جواب عن سؤال حول الأرقام التقريبية التي يمكن أن تكون قد سجلت في2017 نموذجا، أكد «أن العدد هو يقدّر بالآلاف»، مشدّدا على أن «كل المسؤولين يتعيّن عليهم التفكير في خطة وطنية للتحسيس والتوعية بتداعيات هذه الآفة وسبل القطع معها أو التقليص من حدّتها، تشمل الأسرة والمدرسة، وتعتمد على وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، لأنه من غير الطبيعي مشاهدة طفلة تبلغ من العمر 12 سنة وهي تحمل جرحا غائرا على مستوى الوجه نتيجة لإصابتها بشفرة حلاقة».
وأوضح الاختصاصي في جراحة التجميل والسمنة، أن الأطباء لايمكنهم حماية الناس في الشارع العام، وبأن دورهم يكمن في التدخل الطبي للتعامل مع الندبة التي تم التسبب فيها والتشوّه الذي خلّفته، مؤكدا أن الطبيب لايمكنه أن يعالج الإصابة علاجا كليا وأن يمحي أثرها بالمطلق، لأنه بالاعتماد على الوسائل والتقنيات العلمية التي يتوفر عليها والمعترف بها عالميا يعمل على تسحين مظهر الندبة وتقليص درجات تشوهها. وأضاف الدكتور الحسن التازي، أن أعداد الضحايا خارج دائرة الضوء هو كبير جدا، فهناك ممن المصابين في اعتداءات بالسلاح الأبيض من كانوا أزواجا وتطلقوا، ومن كانوا تلاميذ وطلبة غادروا أقسام الدراسة، ومن كانوا يشتغلون وأصبحوا عاطلين، ومنهم من الذي تم رفض ولوجه الوظيفة العمومية في سلك من الأسلاك بسبب تشوه وجهه، مما يعني حرمانا على مستويين اثنين، ظلم نتيجة للاعتداء وظلم في الإحساس بتبعاته .
وأوضح الدكتور التازي، أن تشويه الوجه عند الأطفال أقل من 10 سنوات هو يكون في الغالب الأعمّ نتيجة لحوادث ليست بفعل فاعل وإنما نتيجة لغياب الحيطة والحذر وغيرهما، مع بعض الاستثناءات، لكن عدد الضحايا يرتفع لمن هم في سن الثانوي فما فوق، واصفا الوضع بـ «المهول والكارثي»، مستنكرا كيف «يتباهى البعض بالأسلحة البيضاء وبالاعتداء على غيرهم»؟
د.محسن بنيشو: اعتداء على مركز الجمال والعقل
أكّد الدكتور محسن بنيشو، الاختصاصي في الطب النفسي، أنه لم يسلم من الاعتداء على مستوى الوجه، الذي طاله مؤخرا من طرف مريض وجّه له لكمة على مستوى العين، كان من الممكن أن تترب عنها تبعات وخيمة. وأكد الخبير النفسي أن أقرب جزء في الجسم من الغير هو الرأس، والوجه الذي له دلالات كبيرة حتى في المفهوم العام وفي الشعور واللاشعور على حدّ سواء، محذرا من كون استهداف الرأس/الوجه قد يؤدي إلى وفاة الضحية، الشلل، العمى، فضلا عن الندوب بالأسلحة البيضاء المختلفة.
وأكد الدكتور بنيشو أن التطبيع مع الاعتداء الوجه قد وجد له مسافة داخل الأوساط الأسرية حتى، مبرزا كيف أن نوعا من الجمهور هو يتفاعل مع رياضة الملاكمة الملاكمين، ويصيح كلما استهدف احدهما خصمه بضربة على مستوى الوجه، التي يكون لها تنقيط أكبر من طرف الحكام، ليكون في نهاية المطاف الفائز المنتصر الذي تتم الإشادة به هو من عاث لكما وضربا وتعنيفا في وجه منافسه!
وأوضح الخبير النفسي أن للوجه حضور قوي، في الواقع والمجاز، حين يتم الحديث عن وجه الطبيعة ووجه الأرض، مؤكدا أن استهدافه يكون بدافع انتقامي في كثير من الحالات خاصة في أوساط الذين تكون لهم علاقات غرامية مشتركة وتصل إلى القطيعة بعدم الزواج لعامل من العوامل، وتحدث كذلك بين الأزواج في حالات الطلاق، مشيرا إلى انه تعامل مع إحدى الحالات التي وجد نفسها أمامها يتألم، وتخص فتاة قام خليلها، بالنظر إلى أنهما لم يكونا زوجين، على تشويهها بشفرة بعد أن قررت مغادرته. وأضاف الدكتور بنيشو أن الاعتداءات بالسلاح الأبيض التي طال أنحاء أخرى من الجسم يمكن مواراتها والتعايش معها دون مركب نقص، لكن الندبة في الوجه تشكّل صدمة كبرى للضحايا وتكون له آثار نفسية متعددة، قد تتسبب في الانطواء والاكتئاب وفي مخلّفات أكثر وخامة.
واختتم الدكتور بنيشو تصريحه، بالتنبيه إلى أن التجهم والعبوس هما أيضا عنف يصدر عن شخص اتجاه آخر، وحيال محيطه، وبأن قسمات الوجه بالنسبة لبعض الأشخاص، في بعض الأمراض النفسية، قد تكون مؤشرا على عنف محتمل قابل للتصريف والتفعيل في أي لحظة من اللحظات، وهو مايجب الانتباه غليه لتفاديه وتفادي تبعاته.
ذ. سمية نعمان جسوس: استهداف الوجه تأكيد على حقد دفين
نبّهت عالمة الاجتماع الأستاذة سمية نعمان جسوس، إلى أن العنف بشكل عام هو يحضر بكثرة في المدن، خاصة منها الكبرى، وفقا لرؤيتها، مبرزة أن طبيعة التربية التي يتلقاها عدد كبير من الأطفال في الأسرة، هي تقوم على العنف، اللفظي منه والجسدي، مؤكدة على أن الطفل في حالات كثيرة يكون عرضة للإهانة، بالنظر إلى أن البيداغوجيا السلطوية هي مبنية على العنف، ونفس الأمر يعيشه الطفل مرة أخرى في المدرسة، في الوقت الذي يرى البعض في العنف شكلا «تربويا»، ويؤسس له بجملة من الأقوال كما هو الحال بالنسبة لـ «العصا خارجة من الجنة»، ولايعرف أيّ منا من أين تم الإتيان بكلام من هذا القبيل وما هو مصدره.
وأكدت الاختصاصية في علم الاجتماع، أن امتهان كرامة الطفل وتعنيفه سيؤديان لامحالة إلى أن يسلك نفس السلوك لاحقا فتصبح تصرفاته عنيفة، لأن ذلك هو نتاج لنوع من الكبت في النظام التعليمي المدرسي والتربوي في البيت، وعندما يشبّ الشخص ويحسّ بقوة جسمانية، يفقد كل قدرة على التواصل وفقا لسلوك مدني سليم، فيعتمد العنف في تواصله مع غيره.
الأستاذة سمية جسوس، أوضحت أن استهداف الوجه الذي هو واجهة الإنسان، والاعتداء عليه بالضرب بواسطة آلة حادة، هو تجسيد لكراهية منسوبها جدّ مرتفع، بالنظر إلى أن الوجه هو عنوان على قيمة الإنسان وانعكاس للروح، والمسّ به استهداف لهذه القيمة وتصريف لحقد دفين عبر ترك آثار الاعتداء ومخلّفاته. وأوضحت الأستاذة جسوس، أنها كانت قد اشتغلت في وقت سابق مع القاصرين المغاربة المتواجدين في إيطاليا الذين كان يتم استقدامهم من إحدى المناطق المغربية لاستغلالهم في بيع الحشيش، الذين إذا أقدم أحدهم على التصرّف في المال بشكل فردي يتم تنبيهه، وإذا أعاد الكرّة كان يتم استهداف وجهه بضربة بواسطة السلاح الأبيض، وهو ماكان يُطلق عليه بـ «كينيكو ليه»، وأضافت عالمة الاجتماع قائلة «كنت أشاهد مراهقين وشباب والندوب على خدودهم، وكنت أسأل عن سبب ذلك فكان رفاقهم يجيبونني «راه منيّك هذاك»، وهي خطوة لترسيخ العقوبة وضمان ديمومتها من أجل استحضارها في كل وقت وحين»، واختتمت تصريحها بالتأكيد على أن استهداف وجه الإنسان هو استهداف لأعز مايملك، والقيام بذلك تأكيد لحقد عارم.
الجزاء القانوني للعنف واحد والاختلاف يكمن في التعويض المدني
«ليس هناك فرق لدى المشرّع مابين الاعتداء في الوجه أو في جزء آخر من الجسم، فالعبرة عند المشرع هو أن كل اعتداء تمّ على شخص يعتبر جريمة يعرض صاحبه للمساءلة والعقاب، كيفما كانت نوعية الاعتداء»، هكذا اختار أحد المحامين فضّل عدم ذكر إسمه، التعليق على الموضوع، مبرزا أنه بالمقابل يكون هناك نوع من الاجتهاد على مستوى التعويض المدني بالنظر لنوع الضرر الذي طال الوجه، في مجتمع يحاكم الناس بحسب النظرة إلى الوجوه.
وسرد المحامي الذي استفسرناه في الموضوع، مثالا حول نوعية الاعتداءات وطبيعة الجزاء القانوني، يتمثل في حالة أولى اعتدى خلالها شخص على سيدة على مستوى الوجه فسُلّمت لها شهادة طبية مدة العجز فيها محددة في 30 يوم، بينما في الحالة الثانية اعتدى شخص آخر على ضحيته بالضرب على مستوى البطن، حصل على إثرها الضحية على شهادة طبية تحدد مدة العجز في 90 يوما، مبرزا في هذا الصدد أن العبرة بفظاعة الاعتداء، لأن الذي تسبب في حصول المعتدى عليه على شهادة طبية مدتها 90 يوما تكون عقوبته أكثر، من المعتدي في الحالة الأولى.
وأكّد مصدر «الاتحاد الاشتراكي» أن كل متصارعين ذكرين، أو أنثيين، أو ذكر وأنثى، في الثقافة السائدة، يسعى كل منهما إلى إلحاق أكبر نسبة من الضرر والأذى والألم للطرف الآخر فيتم استهداف الوجه، حين يقول أحد لآخر «نشدّك نخسر لك وجهك»، لأنه يعرف أن الوجه هو رأسمال في مجتمع يجعل من كل من يحمل ندبة في الوجه «سيكاتريس» منحرفا، مجرما لا ضحية. وأضاف نفس المصدر أن المشرع لم يخصص تفريدا بتحديد فصل معين يخص الاعتداء على الوجه ويرتب له جزءا معينا مختلفا عن أعضاء أخرى، مؤكدا أن الاعتداء هو جريمة يعاقب عليها القانون، بناء على الفصل 400 والفصل 401 من القانون الجنائي، باختلاف أشكال العنف الممارس، لأنه لاحق لشخص في الاعتداء على غيره بشكل عام، بأية وسيلة وأداة كانت، إلا أن مسألة التعويض المدني يكون فيها اجتهاد لأن الضرر البارز على مستوى الوجه ليس هو الضرر الخفي في جزء آخر من أجزاء الجسم.
أستاذات، تلميذات، زوجات .. ضحايا الاعتداء على نضارة الوجه
استهداف وجه الغير، ليس بالأمر الاستثنائي، بل بات البعض يقدم على فعله الجرمي هذا دون الإحساس بأي مركب نقص، والحالات كثيرة في هذا الباب، كما هو الشأن بالنسبة للزوج الذي «شرمل» زوجته في منطقة عين السبع بالدارالبيضاء سنة 2015، معتمدا في ذلك على سكين سدّد لها به طعنات على مستوى الوجه والرأس قبل أن يلوذ بالفرار.
عنف لاتقف فصوله عند الأزواج، بل يحضر حتى بين التلاميذ في المؤسسات التعليمية وبمحيطها، كما هو الحال بالنسبة لواقعة القنيطرة الأخيرة، التي أصيبت على إثرها منتصف شهر فبراير الجاري، التلميذة آية التي تبلغ من العمر 12 سنة، والتي تتابع دراستها بالثانوية الإعدادية أم البنين، بجرح غائر على مستوى الوجه تطلب رتقه 19 «غرزة»، وتم منحها شهادة طبية تحدّد مدة العجز في 180 يوما، بعد أن سددت زميلة لها ضربة باستعمال شفرة للحلاقة، على إثر خلاف عابر.
حادث ليس الأول من نوعه ولا الأخير، ففي شهر دجنر من السنة الفارطة 2017، تعرضت تلميذة بمدينة الجديدة تبلغ من العمر 17 سنة لاعتداء من طرف زميلتها في المدرسة التي عملت على تشويه وجهها بشفرة حلاقة، نتيجة لخلاف بين الضحية والمعتدية، إذ سبق أن تشاجرتا مع بعضهما البعض، قبل أن تقرر هذه الأخيرة وضع حد لهذا الخلاف بتشويه وجه الضحية.
وخلال نفس الشهر، أقدمت تلميذة تتابع دراستها بثانوية ابن العربي بشيشاوة، على توجيه طعنات لزميلتها بواسطة سكين صغير الحجم على مستوى الوجه واليد، مما تسبب للضحية في جرح غائر على مستوى الوجه، جهة الأذن اليسرى، وحاولت المعتدية الفرار إلا أنه تم إيقافها من طرف عناصر الأمن الخاص والمسؤولين التربويين، قبل تسليمها للمصالح الأمنية مع إشعار أسرتها بالنازلة.
اعتداءات متكررة باتت منتظمة غير استثنائية، تشهد على عنف يتطور في أوساط المؤسسات التعليمية، المتسببون فيها والضحايا هم تلاميذ، وتطال شرارته كذلك الأطر التعليمية والتربوية كما هو الحال بالنسبة للواقعة التي جرت أطوارها بالثانوية التأهيلية الحسين بن علي بالدارالبيضاء، بعدما هاجم تلميذ يبلغ من العمر 17 سنة، أستاذة التاريخ والجغرافيا بالسلاح الأبيض مخلفا لها جرحا على مستوى الوجه.
عنف دموي
حالات كثيرة لعنف دموي، لإجرام يرخي بظلاله على يومياتنا، يكفي القيام ببحث بسيط على الشبكة العنكبوتية لكي يصاب المرء بخيبة عريضة وصدمة مهولة، أمام كمّ الجرائم وهول الحالات، التي لم تعد تميز بين صغير وكبير، وبين أنثى وذكر، من مناطق مختلفة من المغرب ومن فئات وشرائح متعددة، القاسم المشترك بينها هو عنف ودم، وضحايا تعرضوا لطعنات غادرة تركت في وجوههم وفي أنفسهم جراحا لاتندمل.