يشكل قبلة لساكنة المدينة والمناطق المجاورة في رمضان : السوق البلدي بالداخلة.. انتعاشة للحركة التجارية و«غلاء الأسعار» أكبر الإكراهات

خلال شهر رمضان المبارك، تشهد جميع الطرق والأزقة المؤدية إلى السوق البلدي المغطى «المسيرة» بالداخلة ، دينامية خاصة، حيث يتوافد سكان المدينة والمناطق المجاورة بكثافة من أجل التزود بالمنتجات والمواد الغذائية التي يتطلبها الشهر الفضيل.
وتميزت الأيام الأخيرة بانتعاشة حقيقية للحركة التجارية بمختلف المحلات والفضاءات التجارية المتواجدة بالسوق، الذي يفتح أبوابه طيلة أيام الأسبوع ويوفر لساكنة المدينة كل ما تحتاجه من خضر وفواكه وتوابل ولحوم وأسماك بجودة عالية وأثمنة مناسبة.
وفي جولة بهذه المحلات التجارية، تبرز الألوان المتنوعة والروائح والعطور الخاصة التي تجذب العديد من الزبناء من أجل التسوق والتزود بجميع أنواع المنتجات الاستهلاكية التي تتميز بها المائدة الرمضانية بالداخلة.
ويحرص التجار وأصحاب مختلف المحلات المتواجدة في سوق «المسيرة» على توفير كميات كافية من المنتجات ذات الجودة العالية، بهدف الاستجابة لاحتياجات ومتطلبات الزبناء من جهة، ولزيادة أرباحهم ومكاسبهم التجارية من جهة أخرى. وفي هذا الإطار، يتوافد السكان نحو باعة الأسماك والجزارين وبائعي التمور و»الشباكية» وحلويات العسل و»البغرير» و»البريوات» ومختلف أصناف التوابل.
وتعد محلات بيع الأسماك من الفضاءات التجارية التي تلقى إقبالا كبيرا داخل السوق من قبل الزبناء خلال شهر رمضان، سعيا وراء اقتناء أصناف متنوعة من الأسماك، التي تظل من بين المكونات الأساسية لمائدة الإفطار لدى الأسر بمدينة الداخلة خلال هذا الشهر المبارك.
وأكد صاحب محل لبيع الأسماك (عادل)، الذي يزاول هذه المهنة منذ حوالي 17 سنة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، «أن محله يوفر للزبناء جميع أنواع الأسماك ذات الجودة العالية،» مشيرا إلى «أن شهر رمضان يتميز دائما بتزايد طلب المستهلكين على الأسماك»، مضيفا « أن الأسعار مرتفعة نسبيا هذه السنة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2021»، موضحا «أن سمك القرب «الكوربينة’’ الذي تتراوح أسعاره عادة بين 50 و60 درهما، وصل إلى 80 و85 درهما. و أنه بالنسبة للأصناف الأخرى من الأسماك، فقد بلغ سعر سمك «أبلاغ» 130 درهما بزيادة قدرها 60 درهما، بينما بلغ سعر سمك «الصول» 80 درهما (زائد 20 درهما).»
وغير بعيد عن محلات بيع الأسماك، يضم السوق متاجر لبيع المواد الغذائية والتوابل والحبوب والقطاني، والتي تشهد بدورها إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، لاسيما النساء اللائي يفضلن التزود من هذا السوق لتحضير أطباق رمضانية أصيلة تزين مائدة الإفطار في» جوهرة الجنوب» خلال هذا الشهر الفضيل.
وبخصوص الفاكهة والخضر واللحوم، يعمل السوق على تأمين عرض كاف وذي جودة من أجل الاستجابة لاحتياجات جميع المستهلكين.
من جانبه، أشار رئيس جمعية حماية المستهلك بجهة الداخلة – وادي الذهب، محمد الجناتي، إلى «تسجيل إقبال قوي للزبناء خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان»، مؤكدا « أن العرض كاف إلى حد كبير من أجل الاستجابة لاحتياجات المستهلكين»، لافتا إلى « أن أسعار بعض المواد الغذائية سجلت ارتفاعا خلال الأسبوع الأول من الشهر الفضيل إثر زيادة مفاجئة في الطلب، ولكن عموما تنخفض الأسعار تدريجيا لترجع إلى مستواها الطبيعي»، مطمئنا « الأسر بشأن وفرة المنتجات والمواد الأساسية في الأسواق والمحلات التجارية، لاسيما في ما يخص الفواكه والخضر والأسماك»، موضحا « أنه تم إطلاق حملات تحسيسية في السوق والمرافق التجارية المجاورة لتوعية المستهلكين وحثهم على اقتناء المنتجات التي يحتاجون إليها فقط».
وفي السياق ذاته ، وارتباطا بعملية التتبع اليومي لوضعية الأسواق المحلية ونقاط البيع والتوزيع المختلفة في إقليم وادي الذهب، كثفت اللجنة الإقليمية المختلطة من عمليات المراقبة «للتأكد من مطابقة أسعار وجودة المنتجات الاستهلاكية المعروضة للبيع، وتحسيس التجار بأهمية احترام شروط السلامة الصحية والتخزين وفقا للمقتضيات المتعلقة بحماية المستهلك وحرية الأسعار والمنافسة، والتي ستتواصل طيلة شهر رمضان المبارك، في مختلف مسالك التوزيع للتأكد من السلامة الصحية للمواد الغذائية المعروضة للبيع ومحاربة الاحتكار والمضاربة، مع فرض احترام أسعار المواد المقننة وأسعار باقي المواد الأخرى وزجر كل الممارسات التي تروم المضاربة أو الادخار السري أو الإخلال بقواعد المنافسة وشفافية المعاملات التجارية».


الكاتب : عماد اضليعة

  

بتاريخ : 14/04/2022