«يوميات تشكيلي مغربي بالمهجر» شفيق الزكاري في مكابدات الاغتراب

عن الاتحاد المغربي للثقافات المحلية، وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، صدر مؤخرا للناقد والفنان التشكيلي شفيق الزكاري كتاب جديد تحت عنوان: «يوميات تشكيلي مغربي بالمهجر».
وقد كتب الفنان شفيق الزكاري في تقديم المؤلف ما يلي:
«يوميات بطعم الاغتراب، وهي عبارة عن أعمدة سبق و وأن نشرت بيومية المساء، ارتبطت بزمان وقائعها وفترة كتابتها، حاولت من خلالها تأريخ أهم اللحظات التي قضيتها بالمهجر بمعاناتها وطرائفها، بعقلية نقدية نتجت عن مقارنات وضعية بين شبه الجزيرة الإيبيرية والمغرب، من خلال عناصر دقيقة أثارت انتباهي وتملكت تفكيري، وشغلت ذهني كمغربي له غيرة على وطنه، على جميع المستويات، سواء كانت ثقافية أو اجتماعية أو سياسية..
لم تكن تجربتي بالمهجر هينة، بل اعترضتني عوائق، جعلتني أعيد النظر في عدد من القضايا الوجودية في مجتمع مختلف لطبيعة مرجعياتي مع طرح لأسئلة سباتية ساكنة في عمق كياني، فجعلتني أستفيق من غفوتي اضطراريا لما واجهته كغريب عن فضاء مختلف.
إنها تجربة حياتية بامتياز، استفدت من معطياتها الفكرية والفنية على حد سواء، فكانت بمثابة تحول في مساري الفني على مستوى التعبير من زوايا متعددة، منها ما هو موضوعي وشعوري على حد سواء، في إطار تبادل ثقافي بالدرجة الأولى، وإنساني في الدرجة الثانية، بعدما كونت علاقات حميمة مع الآخر، في محاولة فهم ميكانيزمات التواصل المعرفي، الذي أودى بتجربتي في أحضان التفاعل والتقاطع مع تاريخ وحضارة مشتركة ومتبادلة.
إن نصوص هذا الكتاب، تعتبر تجربة حقيقية وسيرة ذاتية عابرة لا تمت بصلة للتخييل على شاكلة القصة أو الرواية، بل هي أحداث عشتها وحاولت كتابتها بأمانة، من منطلق سردي أقرب للأدب منها إلى الأسلوب التقريري، لأجل الانفراد بعنصري التشويق والمؤانسة، لأجعل من القراء طرفا متفاعلا مع أحداثها، التي تطلبت مني تضحيات وجزءا مهما من محطات أساسية في تجربتي الحياتية عامة.
بينما في الجزء الثاني من هذا الكتاب، انصبت اهتماماتي على ما يجري في الساحة الثقافية والاجتماعية والسياسية بالمغرب، باعتبار أن كل ما يجري في الساحة المغربية من أحداث مختلفة، لها علاقة مترابطة فيما بينها كأسئلة مرتبطة بزمانها ومكانها تركت أثرا عميقا في نفسيتي، وأثرت على وضعيتي الحياتية، وتجربتي المهنية في مجال الفن، والكتابة، والصحافة».


بتاريخ : 04/03/2024