في سياق تحقيق «العدالة المجالية » .. من أجل نموذج تنموي ينصف سكان إقليمي جرادة و فجيج

 

من يتحدث عن مناطق الظهراء و النجود العليا بإقليمي فجيج و جرادة،بجماعاتهما الترابية القروية، عليه أن يتسم بالحد الأدنى من الواقعية مهما كانت مرارتها.
فواقع الحال بهذه المناطق يتحدث عن نفسه و لن تنفع الكلمات و لا التبريرات للقفز عليه أو محاولة تجميله .
تحتاج المنطقة اليوم إلى مسؤولين و منتخبين يقولون الحقيقة كما هي دون مزايدات، و دون إخضاع هذه الحقيقة إلى اعتبارات سياسية أو إدارية … و دون أن يلبسوا هذا الواقع لباسا لا يليق به يخفون من خلاله واقع الحال الذي لن يختلف اثنان على توصيفه، مهما اختلفت الميولات السياسية أو حتى الفكرية …
الملاحظ أنه، و في عدد من الجماعات  الترابية بإقليمي  فجيج و جرادة، لاتزال الأمور تدبر بعقلية ومنهجية ما قبل دستور 2011 ، و هو ما تبرزه عدد من الوقائع التي كان المواطن البسيط ضحية لها . جماعات غائبة عن نبض الشارع تحاكي الفراغ ، بعيدة كل البعد عن اهتمامات و مطالب الساكنة التي تحتاج اليوم، و أكثر من أي وقت مضى، إلى مواكبة حقيقية على المستوى الصحي و التعليمي و توفير فرص عمل حقيقية .
لقد حان الوقت لإعادة الاعتبار إلى ساكنة إقليمي  جرادة و فجيج و تمكينها من حقها في التنمية و في الولوج إلى الخدمات الأساسية باعتبارها حقا دستوريا ، و آن الأوان، أيضا، لرؤساء جماعات ترابية بهذه المناطق ، الخروج من «برجهم» و ركن سياراتهم جانبا و الالتفات إلى هموم و انتظارات المواطنين  و الانكباب على معالجتها و التعاطي الإيجابي معها وفق ما توفر من إمكانيات . فعدد من المشاكل لا تحتاج إلى كثير من الجهد و لا تحتاج إلى ميزانية ضخمة و بأرقام كبيرة، بل تحتاج أولا و أخيرا إلى إرادة في التغيير و في إصلاح ما يمكن إصلاحه و في تدارك النقائص و الإعتلالات التي تعرفها العديد من القطاعات التي لها ارتباط مباشر بالمواطن .
إن المواطن يريد جماعات ترابية قوية تنتصر في المقام الأول لمصلحته ، هو الذي أوصل مسؤوليها إلى مناصبهم، و لا يريد جماعات خاضعة لهذا التيار أو ذاك أو لهذه الجهة أو تلك .كما يريد في السياق نفسه كتلة ناخبة مؤهلة واعية بالتحديات تعرف ما لها و ما عليها، تقطع الطريق على كل مستغلي المناسبات الانتخابية الذين ينشطون مرة كل خمس سنوات ، لوأد حلم الطفل و الشاب و حلم مدينة أو جماعة قروية، و رهنها للفراغ لشهور بل لسنوات… ، كما يريد في هذا الإطار أحزابا سياسية قوية تقدم مرشحين لهم من الكفاءة و الأمانة و نقاوة الضمير ما يمكنهم من العمل لصالح الساكنة دون إملاءات و لا حتى ضغوطات .
لا يمكن اليوم ، في ظل الاستعداد لتنزيل الجهوية الموسعة و بالصلاحيات الكبيرة التي ستتبعها ، والحديث عن نموذج تنموي بكل الآفاق التي سيفتحها ، الإبقاء على مجالس ترابية مشلولة و  بمسيرين بلا كفاءات، منهم من أدين في قضايا فساد و لا يزال يمارس صلاحياته، و بتركيبة بشرية تحتاج إلى تأهيل و إلى ضمير حي يضع مصلحة المدينة و الإقليم و الجهة و الوطن ككل، فوق كل الاعتبارات.
لم يعد من المستساغ هدر المزيد من الزمن التنموي بهذه المناطق ، علما بأن السنوات الماضية شهدت إضاعة فرص حقيقية لتنمية المدينة و الإنسان ، ومن ثم ينبغي القطع مع ما كان سائدا من «مخططات و برامج» لم تنتج ، للأسف الشديد، سوى الفقر و الهشاشة و زيادة عدد العاطلين و رفع نسب الهدر المدرسي و تفشي مظاهر الانحراف في مجتمع تزداد الفوارق الإجتماعية بين طبقاته اتساعا …
رغم مرارة الحاضر الذي يعيشونه ، فأبناء إقليمي فجيج و جرادة متشبثون بالأمل في أن المستقبل سينصفهم لا محالة .


الكاتب : الطيب الشكري 

  

بتاريخ : 22/01/2020

أخبار مرتبطة

ناشدت أسرة من مدينه أزيلال كل الجهات المسؤولة والمختصة من أجل التدخل للبحث عن ابنها المتغيب الذي انقطعت أخباره في

يشتكي عدد من سكان دوار اسكار مما يعتبرونه عزلة يعيشونها بسبب الحالة التي آلت إليها الطريق الرابطة بين الدوار ومركز

  قضت المحكمة الابتدائية بأزيلال قبل أيام، بالحبس النافذ في حق السائق المتهم في حادثة أزيلال التي عرفت وفاة 10

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *