بعينين من عَقيقٍ :
أَرى ظِلِّي
وقدْ صارَ أكْواماً من حَجرٍ .
أنْظرُ إلى الفراشَاتِ
وقد صَارَتْ لها أجْنِحةٌ ،
وزَعانِفُ مِن وَرقٍ .
أُبْصِرُ العَواصِفَ :
الرَّمْليةَ ،
والثَّلْجيةَ .
أُبْصِرُها تحتَ أَهْدابي ،
وفَوقَ رُموشي
وأنا أدُسُّ الطُّوفانَ
في جَيْبيَ المَثْقوبِ
بِدونِ أَصَابعِي
الطَّويلَةِ .
سوْفَ أرَى
– لا مَحالةَ –
هذه اليابِسَةَ
حين تَصيرُ بقعةَ زيْتٍ مَحروقٍ
في حاويةِ بَوْلٍ
على الرَّصيفِ .
مَنْ أَنَا يا أَنَا ؟
هذا السُّؤالُ الكريهُ :
لا يخْرجُ مِنْ شَفتيَّ المَزْمومَتيْنِ .
لكنَّ قَدَرِي
هذه الفِخَاخُ المَنْصوبَةُ
في الطَّريقِ
أَدوسُ عليها ،
وعَلى كُلِّ شَيءٍ :
على العُشْبِ ،
والإِسْمَنْتِ ،
وعلى العَنَاكِبِ المُتَرَبِّصَةِ بالنَّمْلِ .
أيُّها العَجوزُ الذي صِرْتُهُ
مُنذُ عامٍ
بِعيْنَيْنِ خَاوِيتَيْنِ كَمَغَارةٍ :
أنا
من
أنا ؟