كوجيطو

 

بعينين من عَقيقٍ :
أَرى ظِلِّي
وقدْ صارَ أكْواماً من حَجرٍ .

أنْظرُ إلى الفراشَاتِ
وقد صَارَتْ لها أجْنِحةٌ ،
وزَعانِفُ مِن وَرقٍ .

أُبْصِرُ العَواصِفَ  :
الرَّمْليةَ ،
والثَّلْجيةَ .

أُبْصِرُها تحتَ أَهْدابي ،
وفَوقَ رُموشي
وأنا أدُسُّ الطُّوفانَ
في جَيْبيَ المَثْقوبِ
بِدونِ أَصَابعِي
الطَّويلَةِ .

سوْفَ أرَى
– لا مَحالةَ –
هذه اليابِسَةَ
حين تَصيرُ بقعةَ زيْتٍ مَحروقٍ
في حاويةِ بَوْلٍ
على الرَّصيفِ .

مَنْ أَنَا يا أَنَا ؟
هذا السُّؤالُ الكريهُ :
لا يخْرجُ مِنْ شَفتيَّ المَزْمومَتيْنِ .

لكنَّ قَدَرِي
هذه الفِخَاخُ المَنْصوبَةُ
في الطَّريقِ
أَدوسُ عليها ،
وعَلى كُلِّ شَيءٍ :
على العُشْبِ ،
والإِسْمَنْتِ ،
وعلى العَنَاكِبِ المُتَرَبِّصَةِ بالنَّمْلِ .

أيُّها العَجوزُ الذي صِرْتُهُ
مُنذُ عامٍ
بِعيْنَيْنِ خَاوِيتَيْنِ كَمَغَارةٍ :
أنا
من
أنا ؟


الكاتب : مصطفى لفطيمي

  

بتاريخ : 17/01/2020

أخبار مرتبطة

للحديث عن تجربة الأستاذ أحمد المديني الإبداعية لا مناص لكلّ دارس من العودة إلى بداياته الأولى، بالانطلاق من باكورته القصصية

  تسعى هذه المداخلة إلى بيان كيف استطاع المؤلف وبقدرات فنية عالية الدقة أن يشتغل على توظيف المتخيل أو المحكي

علاقتي بشعر عبد الكريم الطبال، علاقة قديمة ترتد إلى أيام الطلب الجامعي، وإلى عهد «العلم الثقافي» الأغر الذي طلع علينا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *