لعلنا في لحظة قاسية من التحول العنيف للزمن، لا نرى منه إلا ما نحياه من أيام وليال ثقيلة ومتغيرة. فلا نجد إلا من يبصر هذا التحول في القيم والوجدان والأفكار لدى مفكرين وأدباء، وبعض كبار الفاعلين ممن امتلكوا حدوسا استثنائية.
وهذه الحلقات اختيارات من أقوال لمفكرين وفلاسفة وسياسيين وأدباء من مختلف التعبيرات، من عصرنا ومن عصور سابقة ، ينتمون الى تيارات مختلفة، كان لهم تأثير من خلال كتاباتهم او أفعالهم. أقوال هي وصايا مفتوحة على العقل والوجدان، هدفها الانسان والمجتمع والحياة، تتخذ صيغة الخبر والخطاب وتنتصر للأمل..
يعتبر المهدي بن بركة أحد المراجع الكبرى في الفكر السياسي والاجتماعي والثقافي بالمغرب، وذلك على الرغم من الفترة القصيرة التي عاشها (خمسة وأربعون سنة) قبل اختطافه واغتياله في باريس يوم 29 أكتوبر 1965، والتي أسس فيها لمشروع مجتمع مغربي أساسه الحرية والكرامة والديمقراطية:
-إن مهمتنا الأساسية في عهد الإستقلال هي بناء مجتمع جديد يحقق الرفاهية والسعادة والازدهار الفكري لجميع المواطنين..
-الشعور بالمسؤولية هو الذي دفع المخلصين من شعبنا إلى التضحية بالمراتب والمال والجاه، وسلوك طريق الكفاح والسجن والنفي دفاعا عن الوطن..
– يعتبر التوزيع العادل للدخل القومي سببا في رفع مستوى عيش المواطنين، حتى لا يتخم البعض بنصيب وافر، ويكاد يموت البعض الآخر من جراء ما يعانيه من حاجة ماسة لسد حاجياته الضرورية..
– هناك ثلاثة شروط يجب أن يحققها كل شعب يريد النجاح:
أولا: التوفر على قيادة حكومية وشعبية مخلصة، قوية وحكيمة.
ثانيا: وضع التصميمات لتحقيق التطور وتنفيذها.
ثالثا: مشاركة الشعب في تنفيذ ومراقبة هذه التصميمات وذلك بواسطة المؤسسات الديمقراطية.
– إن النظام الذي لا يعتمد على ثقة الجماهير والتفافها الإرادي حوله، محكوم عليه بأن يبقى تحت رحمة عناصر فاقدة لكل فاعلية.
-المؤسسات تستمد قيمتها من الساهرين عليها.
-إن ضعف المجتمع المغربي يكمن في ضعف التربية والتعليم.
-الأبحاث والدراسات ليست مجرد إنتاج ثقافي، بل وسيلة ضرورية لأي خطة نضالية.