حكاية رحلة رياضية امتدت لأزيد من خمسين سنة 22- هكذا فكرنا في الهجرة إلى مدريد

سنة 2004 كانت سنة مليئة بأشياء إيجابية وأخرى سلبية. من أجمل وأحلى الأشياء والتي منحتني كل السعادة نجاح ابنتي البكر في امتحان الباكالوريا بامتياز حيث الفضل كان يرجع لأخي الأستاذ المقتدر في مادة “الرياضيات والفيزياء”بثانوية محمد الخامس، والذي أكن له كل التقدير والحب والاعتراف له بالشكر على الاهتمام الذي أعطاه لابنتي في تلك الفترة.
ومن أسوأ الأشياء الا وهو مرض والدي. تراجع شركتنا في السوق وغدر كبير من أقرب الناس لي على الصعيد الرياضي.
لا أريد أن أعود بالتفصيل لما تعرضت له من خيانة وغدر من طرف أقرب الأصدقاء خصوصا أني كنت دائما قريبة منهم ولَم أتخل يوما عن مساعدتهم ولأكثر من عشر سنوات، كانت طعنة كبيرة لي ، و تركت في نفسي حزنا عميقا لم يشف ولا يمكن أن أنساه.
حاولت أن أبحث عن نسيان كل ذلك عبر الانعزال مع نفسي وذاتي ومع أبنائي وزوجي وأسرتي .وفِي شهر شتنبر 2014 بدات ابنتي تدرس في الجامعة وكانت رغبتها دراسة الطب الترويضي.طبعا كنا معها نشجعها بل ووعدناها بأننا سنقوم بتجهيز عيادة خاصة لها، كانت أمنيتنا فعلا أن تنجح في تحقيق أحلامها.
في الفترة التي توفي فيها والدي، رشحت من طرف اللجنة الموقتة التي كانت تدير شؤون الجامعة الملكية المغربية للمسايفة لنيل العضوية على صعيد الجامعة الدولية للمسايفة (FIE)، لكني لم أكن محظوظة، لعدم حضوري شخصيا للجمع العام للجامعة الدولية بفرنسا، لان ملف ترشيحي قدم من طرف رئيس اللجنة الموقتة في غيابي ولم تتح لي الفرصة للدفاع عن ترشيحي.
مرت أشهر بعد تقديم ترشيحي للاتحاد الدولين لأفاجئ بكثير من المسايفين يطلبون مني ويشجعوني على الترشح لرئاسة الجامعة.
عقدت عدة اجتماعات مع الأندية لكي أضع الجميع على مقترحاتي وأفكاري واعتقدت أن الأمور كانت تسير بشكل سليم وشفاف،لكني لم أكن أتوقع ما كان يجرى في الكواليس.وفوجئت فِي يوم من الأيام وأنا أطالع الجريدة بخبر انعقاد الجمع العام للجامعة وبانتخاب الرئيس. لم توجه لي الدعوة للحضور على الأقل كرئيسة لأحسن نادي في الدار البيضاء.
تلقيت صدمة قاسية، وشعرت بغبن كبير، وأحسست بإحباط شديد، بل ومرضت مرضا شديدا ولَم تكن لي القوة للذهاب لا إلى العمل ولا إلى النادي، سهام أصابتني في الصميم، لم أكن لأقوى على التحمل.
حلت سنة 2005 في أجواء حزينة بالنسبة لي، عشت أياما صعبة جدا، كنت أذهب أنا وزوجي نقضي ساعات النهار في الشركة لكن دون فائدة. توالت الأيام بنفس النمط، فبدأنا نفكر في الهجرة وبالخصوص أن الشيء الأهم بالنسبة لنا كان هو أن نجتهد من أجل أبنائنا لكي يتمكنوا من متابعة دراستهم.
وللخروج من تلك الوضعية، قررنا فِي شهر ابريل 2005 السفر لزيارة أختي لزوجي اللتين كانتا يقطنان باسبانيا لحوالي 20 سنة ، لكي نصل الرحم معهما أولا وثانيا لكي نتعرف كيف هي حوال العيش باسبانيا وكذا الاطلاع على قوانينها.
وصلنا الى “zaragosa” الى بيت أخت زوجي وجلسنا تقريبا 20 يوما انا وزوجي وابنتي الصغيرة وكان عمرها آنداك أربع سنوات.
تعرفنا بالفعل على كيفية تسجيل الأبناء في المدارس والجامعات باسبانيا، ثم قررنا الرجوع إلى مدريد لأنها أولا العاصمة ولأنها ثانيا المدينة الكبيرة والمنفتحة.


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 20/05/2020

أخبار مرتبطة

يقدم كتاب “ حرب المئة عام على فلسطين “ لرشيد الخالدي، فَهما ممكنا لتاريخ فلسطين الحديث، بشَـن حـرب استعمارية ضد

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *