حكاية رحلة رياضية امتدت لأزيد من خمسين سنة 9 – شهداء المسايفة

تعتبر نعيمة رودان أول إمرأة مغربية تحرز ميدالية ذهبية لصالح المسايفة المغربية، حدث ذلك في نهاية الستينيات خلال بطولة الألعاب الرياضية للمغرب العربي التي جرت بتونس.ويسجل التاريخ أنها ظلت منذ سنوات صباها وعلى امتداد خمسين سنة مرتبطة برياضة المسايفة كمبارزة،مدربة ومسيرة. ويحسب لها أيضا أنها حملت قضية المرأة الرياضية المغربية على عاتقها مدافعة عن حقها في ممارسة رياضية سليمة وعادلة حيث انضمت للجنة المرأة والرياضة التي كانت تابعة للجنة الوطنية الأولمبية وساهمت إلى جانب زميلاتها من الأسماء الرياضية الكبيرة في منح الرياضة النسوية الاهتمام الذي يليق بها.
لخمسين سنة،لم تنفصل عن عوالم الرياضة، بل وسهرت على أن ترضع أبناءها الثلاثة عشق الرياضة إلى أن أضحوا بدورهم نجوما وأبطالا في رياضة المسايفة محرزين عدة ألقاب في إسبانيا وفي كل التظاهرات بأوربا والعالم.

 

بعد رجوعنا من ألعاب المغرب العربي التي أجريت بتونس  سنة 1973 ، والتي لم أتمكن خلالها من نيل لقب البطولة بحكم الوعكة التي أصبت بها في رجلي، نصحني الطبيب بالابتعاد لفترة والتوقف عن التداريب والمباريات. كانت نفسيتي متدبدبة وكنتجد متعبة ومع ذلك كنت أحضر لقاعة المنافسات لمتابعة المباريات لكي أعاين مستوى المبارزات والمبارزين، كنت مقتنعة بأن رياضة المسايفة تعتمد الذهن أكثر من اعتماد ممارسها على اللياقة البدنية. بعد رجوعنا من ألعاب المغرب العربي التي أجريت بتونس  سنة 1973 ، والتي لم أتمكن خلالها من نيل لقب البطولة بحكم الوعكة التي أصبت بها في رجلي، نصحني الطبيب بالابتعاد لفترة والتوقف عن التداريب والمباريات. كانت نفسيتي متدبدبة وكنتجد متعبة ومع ذلك كنت أحضر لقاعة المنافسات لمتابعة المباريات لكي أعاين مستوى المبارزات والمبارزين، كنت مقتنعة بأن رياضة المسايفة تعتمد الذهن أكثر من اعتماد ممارسها على اللياقة البدنية. دام توقفي قرابة ستة  أشهر ، ورجوعي إلى التداريب تمت بشكل تدريجي وبدون تسرع وذلك لكي لا أتعرض لإصابة أخرى.في البيت ووسط الأسرة،اختلفت الآراء حول رجوعي للرياضة، والدتي كانت ضد استئنافي لأي نشاط رياضي مخافة أن أتعرض مرة أخرى للكسر، فيما كان والدي رحمه اللهأكبر داعم لعودتي للميادين، وطبعا كان موقفه هو الغالب الذي لا يعلو فوقه رأي آخر. عدت للميادين إذن وواصلت التألق في البطولة المغربية التي كنت أحرز لقبها كل سنة وطيلة  17 سنة كبطلة المغرب في سلاح الشيش.سنة 1974 ،شاركت في البطولة الدولية بالجزائر، أكرمنا الله في الفريق الوطني بالفوز بمداليتين أحرزت الأولى  ونال زميلي المبارز الشقيري عبد اللطيف الثانية وكانت في سلاح الحسام.   في تلك المشاركة واجهنا حادثين لازالا عالقين بذاكرتي، الحادث الأول وقع ونحن في الطريق السيار بالجزائر ونحن متوجهون إلى القاعة المغطاة التي كانت تحتضن المنافسات،وكان اليوم الأول من البطولة،حدث اصطدام للحافلة التي كانت تقلنا، جرح البعض وكنت محظوظة أني لم أتعرض لأي إصابة جسدية لكن نفسيا كنت مرتبكة ومرعبة ومع ذلك خضت المباراة وحققت الانتصار.الحادث الثاني وقع عند رجوعنا إلى مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء،حيث تعطلت  فرامل الطائرة وبالتالي لم تتمكن من الهبوط وظللنا داخل الطائرة لمدة طويلة إلى أن نجح الطيار في إنزالها بكلفة لنتفاجأ بوجود رجال المطافيء والإسعاف والأمن. والغريب والمضحك هو أن شبابنا أعضاء الفريق الوطني ظلوا ونحن عالقون بين السماء والأرض يرقصون داخل الطائرة ويهتفون” الحمد لله سنكون شهداء المسايفة .كان المشهد عند لقاء العائلات والأسر بعد مغادرتنا للطائرة جد مؤثر، وجدنا أقرابنا في استقبالنا وهم قلقون وخائفون فقد كانوا على علم بما تعرضت له طائرتنا ونحن في السماء.سنة 1975، ستطرأ متغيرات ومستجدات في حياتي..الدراسية والرياضية على حد سواء.في تلك السنة تحديدا، قمت بتغيير مساري الدراسي. كنت محبة لكل ماهو تعامل التيجاري،وكانت رغبتي خوض تكوين خاص في هذا المجال. فاتحت والدي  في الموضوع ونجحت في إقناعه مما جعله يأخذني الى المعهد الألماني “gothe institut” جانب مقهى “la chope »لدراسة “Marketing & commercial » لم أكن لأهتم بأن الأمر سيشكل لي مزيدا من الجهد والتعب والضغط خاصة على مستوى التوفيق بين الدراسة والرياضة.، لكن بفضل المثابرة وتشجيعات والدي نجحت في التوفيق بينهما و بامتياز.اخترت بعدها أن ألج سوق العمل والشغل مع مواصلة التحصيل الدراسي ،فقد كانت رغبتي ومسعايأن أتمكن من مساعدة والدي على تحمل مصاريف إخوتي الذين ارتفعت تكاليف رعايتهم خصوصا أنهم صاروا كلهم يدرسون في كبريات  الجامعات والمعاهد الخصوصية.  كانت أول وظيفة أشغلها  في شركة “Cofitex » التي اشتغلت فيها لمدة ستة أشهر،كنت أتقاضى فيها  1500 درهم للشهر كنت أساعد بها والدي وإخوتي .  في بداية 1976 ، انتقلت إلى واحدة من أكبر الشركات بالمغرب الخاصة بالأدوات الطبية. اختارتني الشركة في مجموعة تضمنا نحن ثلاثة مغاربة والباقي أجانب، للاستفادة من التكوين. لم أعد بالتالي أتوفر على الوقت الكافي للتدريب، فبدأت أتغيب كثيرا لأنني كنت أرغب في الحصول على تكوين ممتاز يضمن لي مستقبل جيد ومكانة تليق بتضحيات والدي لي. عملت كل جهدي للوصول إلى أهدافي التي رسمتها.

 

 


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 05/05/2020

أخبار مرتبطة

يقدم كتاب “ حرب المئة عام على فلسطين “ لرشيد الخالدي، فَهما ممكنا لتاريخ فلسطين الحديث، بشَـن حـرب استعمارية ضد

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *