آلاف الأطفال يصابون بالسرطان في سنّ مبكّرة فئة منهم تفارق الحياة بسبب تأخر التشخيص

يخلّد العالم ومعه المغرب يوم غد الثلاثاء 15 فبراير الجاري، فعاليات اليوم العالمي لمحاربة السرطان عند الأطفال، هاته الفئة التي تصاب به هي الأخرى وفي أعمار متفاوتة وبشكل مبكر، إذ تشير الأرقام التقريبية إلى أنه في كل سنة يتم تسجيل آلاف من الحالات، إذا ما تم احتساب الحالات التي لا تصل إلى المستشفيات، والتي تتوزع ما بين سرطانات الدماغ والدم والعقد اللمفاوية، التي تعتبر الأكثر انتشارا في صفوف الصغار.
ويطرق الآباء والأمهات من مختلف عمالات وأقاليم المملكة المستشفيات بحثا عن العلاج لفلذات أكبادهم، الذين منهم من يلجون المؤسسات الصحية في وضعية صحية متأخرة، مما يعّمق الجراح ويرفع من منسوب الآلام بشكل أكبر، رغم الجهود المبذولة، فيتأتى علاج البعض وبكل أسف يفارق البعض الآخر الحياة. هذه الوضعية المؤلمة تدفع الأطباء والمختصين وعموم المهتمين بهذا الأمر يوجّهون النداءات بشكل مستمر ويحثون الآباء والأمهات على الانتباه لأية أعراض صحية مغايرة قد تطال أطفالهم، خاصة في ظل تسجيل حالات للحمى واستمرار ارتفاع درجات الحرارة وكل عارض مثير للشك، والعمل على عرضهم على الأطباء من أجل تشخيص مبكر لكل حالة محتملة، من أجل تلقي العلاجات الضرورية بشكل سريع، بالنظر إلى أن سرعة التشخيص والعلاج تعبّد الطريق بشكل أكبر للتغلب على السرطانات.
وتشير أرقام منظمة الصحة العالمية إلى أنه يتم كل سنة تسجيل حوالي 400 ألف حالة إصابة جديدة بأحد أنواع السرطانات عند الأطفال عبر العالم، وهو رقم يثير قلق الفاعلين الصحيين، خاصة في ظل تباين نسب الشفاء التي قد تصل إلى 80 في المئة في دول وتتراجع إلى 20 في المئة في دول أخرى، بحسب مستويات نموها وتوفر شرط التنمية في مختلف أبعادها، والقدرة على توفير الإمكانيات التي تمكّن من التشخيص المبكر والعلاج في المراحل الأولى للمرض، مع ضمان ولوج سلس بعيد عن كل القيود للعلاجات المختلفة.
ويشكّل طول مدة العلاج في مرحلة عمرية حساسة، هي مرحلة الطفولة أو المراهقة، مع إكراهاتها المختلفة، الصحية عضويا ونفسيا، والمادية والمعنوية، ومنها ما يرتبط بالحق في اللعب والدراسة والتعلم، أحد التحديات الأساسية، التي تعكف الأنظمة الصحية بشكل عام على محاولة التغلب عليها، من خلال توفير كل السبل الضرورية من أجل علاج فعّال بوقع أخفّ ودون تكريس للحرمان أو التمييز، وهو ما يشدد المهتمون بالشأن الصحي في بلادنا، على الرفع من منسوبه من خلال مضاعفة الجهود المبذولة وتطوير السياسات الصحية الموجهة لمحاربة مرض السرطان بشكل عام، والأمراض التي تطال الأطفال بشكل خاص، لأنها تظل مشكلة صحية عمومية لها تبعات متعددة على الأفراد والأسر والمجتمع على حدّ سواء.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 13/02/2023