أتحولُ .. في قلبِ آذار

 

هكذا أنا …
سأبدُو لكمْ من جَديد
هذه السَّاعة،
أكثرُ حذرا
بِبذلة أفكارٍ فُستقية ..
أحرصُ،
بِدقة جَراحٍ مُتمرسٍ،
على تعقيم
أناملِ الأمنياتِ المُهملةِ
في أكياسِ اليأسِ
لكيلا تتعفنَ أحلام يَقظتي السَّاذجة
بِرذاذِ سُعالِ ارتيابٍ
مُتفشي بِحرارة،
يَستعصي عَن الإمساكِ
كقطارٍ سريع بلا مكابح.
وَنفاياتِ خيبةٍ
تلوثُ
مَجاري نشراتِ أخبارِنا المُمِلة.
شاردٌ،
رُبما أنا …
بيني وبين صَمتي المُنعزلِ
على شالِ شُرفةِ انتظارٍ طويل.
حَيٌّ ميتٌ، أنا…
أو ميتٌ حيٌ …
فِي ميناءِ بَوصلة
شِبهِ حقيقةٍ
تُفشي الضجرَ والغيابْ.
فيا لوَجهِ ..
شمسِ هذهِ السَّاعة المُلوثِ تَحتنا
كمْ بَدا لنا مُظلِما
أكثرْ وأكثرْ
فِي قلبِ آذار.

ألوَان مُنكسِرَة
مثلُ رَسام مُبتدِئ
كثيرا ما أمْزِجُ عَواطِفي بالمَاء.
أكرهُ؛
وأنا أطيرُ معَ ريشةٍ مَرعُوبة
خَارجَ إطارِ الفِكرَة،
الألوَانَ الزيْتية الفخمَة
التي تتَقطرُ بِرَفاهِيةِ الصُّورِ
المُثبَتة كياقاتٍ صَفراءَ
عَلى أكتاف
جُدرانِ قاعَاتِ الانتظار.
أرْسُمُ على وَرقِ الزَّيزَفونِ الخَشنِ
لتظلَّ اللوْحَة مُعلقَة طوِيلا
مِنْ قفاهَا،
مُتدَلية كدَلوِ ألوَانَ
شاحِبَة النَّبضِ.
أفتحُ الدَّوائرَ المُنغلِقة
عَلى أسْرارِ لعْبةِ البَياضِ والسَّوادِ،
أكسِّرُ خُطوطا
تبْدُو مُسْتقيمَة الظلِّ
عَلى صَدْرِ الفُرشاةِ الثمِلةِ
بِلونِ الرَّمادِ.
وَأتنفسُ …
أتنفسُ عميقاِ بِلمْسةٍ وَاحِدة
كلمَا أدْركتُ أخيرا
عُمق وُجوهٍ
مُسْتعارَةٍ
بِرَحيقٍ مُحَلى بِالبَياضِ.


الكاتب : حسن حصاري

  

بتاريخ : 25/12/2020