يحل المنتخب الوطني المغربي مساء يومه الاثنين ضيفا ثقيلا على خصمه الغيني، في لقاء يحتضنه ملعب لاسانا كونتي بالعاصمة كوناكري، ابتداء من الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المغربي، برسم الجولة الثانية من مباريات المجموعة التاسعة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال قطر 2022.
ويمني المنتخب الوطني النفس بتحقيق فوزه الثاني تواليا، بعدما تغلب مساء الخميس على السودان بهدفين دون مقابل بمجمع الأمير مولاي عبد الله، مع بوأه صدارة مجموعته، مستفيدا من تعادل غينيا وغينيا بيساو بنواكشوط بهدف لمثله.
وقدمت المجموعة الوطنية في مواجهة السودان أداء لم يرق إلى المستوى المنشود، حيث افتقد المنتخب الوطني لضابط الإيقاع، وبدا اللاعبون كما لو أنهم مشتتون فوق أرضية الميدان، ما رفع من درجة الشك وقلص هامش التفاؤل لدى الجماهير المغربية، التي كانت تنتظر صورة أحسن من تلك التي رسمها اللاعبون في أول مبارياتهم.
كما رفع هذا الأداء غير المقنع الضغط على الناخب الوطني وحيد خاليلوزيتش، خاصة وأنه أصر على إبعاد نجم المنتخب الوطني حكيم زياش، بداعي عدم الانضباط، بالإضافة إلى لاعب أياكس أمستردام نصير المزراوي، فضلا عن عدم المناداة على لاعبي الدوري الاحترافي، وتفضيل لاعبين من المهجر، كان أداؤهم عاديا للغاية.
وعموما، سيجد المنتخب الوطني نفسه هذا اليوم أمام امتحان حقيقي، حيث سيكون في مواجهة خصم عنيد، يراهن هو الآخر على تحقيق العبور إلى الدور الحاسم من التصفيات المؤهلة للمونديال، ويضم لاعبين قادرين على قهر أقوى المنتخبات القارية.
ويقف التاريخ إلى جانب المنتخب الوطني في مواجهة نظيره الغيني، إذ سبق لهما أن تواجها في ثلاثة عشر مباراة، حقق فيها أسود الأطلس الفوز في ست مباريات، مقابل فوزين لغينيا، وسجل خط الهجوم المغربي 17 هدفا وتلقت شباكه عشرة أهداف.
وكان وحيد خاليلوزيتش قد أكد عقب نهاية مواجهة السودان على أن أداء المنتخب الوطني لم يرق إلى مستوى التطلعات، لكنه مقابل ذلك أبدى رضاه عن النتيجة، معتبرا أن الفوز على صقور الجديان بهدفين دون مقابل «شيء مهم، رغم أننا لم نستغل جيدا الفرص التي أتيحت لنا، لكننا قمنا بعمليات فنية جيدة».
وبخصوص مواجهة اليوم قال وحيد إنه سيتسعد لها بالشكل المطلوب، لأنها «ستكون من دون شك، مواجهة مختلفة وسنواجه منتخبا يعتمد على الجانب البدني، لكن لدينا الإمكانيات للوقوف أمام كل الصعوبات».
وقال الحارس الدولي، ياسين بونو، في تصريح لموقع الجامعة إن المباريات، التي تلعب في البلدان الإفريقية، تكون صعبة، مؤكدا على أن أداء رفاقه سيتحسن رويدا رويدا، خاصة وأن التحضير لهذه المواجهة ركز بالدرجة الأولى على الجانب الذهني.
وعلى نفس المنوال سار العميد، رومان سايس، الذي اعتبر مواجهة غينيا مهمة للغاية، وسيكون الرهان الأول فيها هو الظفر بنقط الفوز، وبالتالي تعزيز الحظوظ في بلوغ الدور الحاسم من تصفيات مونديال قطر، الذي يبقى التأهل إليه هدف المجموعة الوطنية الأكبر.
وفي المقابل، قال مدرب المنتخب الغيني، الفرنسي ديدييه سيكس، في تصريحات صحفية، إنه «أصيب بخيبة أمل عقب نتيجة التعادل أما غينيا بيساو»، لأنه «كانت هناك احتمالات للقيام بأشياء أخرى، لكن الأهم العودة بنقطة من خارج القواعد، وهناك احتمال أيضا أن يخسر الآخرون نقاطا ضد هذا الفريق».
من جهته، أكد نابي كيتا عميد المنتخب الغيني ولاعب ليفربول أن مباراة بلاده ضد المغرب ستكون « هامة جدا»، مشيرا إلى أن « المنتخب المغربي يعد فريقا كبيرا، وأن عناصره ستبذل قصارى جهودها للفوز بهذه المباراة».
وسيدير هذه المواجهة طاقم تحكيم من الكاميرون بقيادة أليوم أليوم وبمساعدة نوبي نجيجو وأتيزامبو نغفومو.
وفي سياق متصل، استيقظت العاصمة الغينية كوناكري صباح أمس الأحد على وقع إطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة، فيما شوهد عدد كبير من الجنود في الشوارع، وفق ما أفاد شهود عيان وكالة فرانس برس.
وتحد ث سكان في منطقة كالوم (التي تشمل وسط العاصمة) تواصلت معهم فرانس برس عن إطلاق نار كثيف، حيث أفادوا بأنهم شاهدوا عددا من الجنود يأمرون السكان بالعودة إلى منازلهم وعدم مغادرتها.
وقال محمد مقروف، الناطق الرسمي باسم جامعة كرة القدم، إن العناصر الوطنية تتواجد بمكان آمن.
وأشار مصدر مقرب من المنتخب الوطني إلى أن العناصر الوطنية تلقت تعليمات بعدم مغادرة الفندق، الذي يشهد حراسة أمنية كبيرة.