أحلام لمسفر تلاحق حريتها بالامتزاج الحلمي مع «الأزرق»

تواصل الفنانة التشكيلية المغربية أحلام لمسفر إبهار جمهورها ومتابعيها باشتغالها على اللون الأزرق وتطويعه، ليصنع لوحات تضج بعوالم واقعية ومتخيلة، وذلك في معرض بعنوان “الأزرق” تستضيفه قاعة ديلاكروا الفنية في مدينة طنجة.
تنطق أعمال لمسفر منذ احترافها التشكيل بقوة اللون الأحادي الأزرق، لأنها متأثرة بزرقة البحر في مسقط رأسها الجديدة، وهي المدينة التي ولد فيها والدها ومعلمها الأول الفنان التشكيلي العالمي لحبيب لمسفر، أحد رواد التشكيل المغربي.
وفي هذا المعرض تخلق من الأزرق لوحات ومنحوتات وكائنات، وتجعل المتلقي مطبعا مع هذه الزرقة ومتقبلا لها، ومنبهرا بقدرتها على التعبير من خلال هذا اللون المميز.
وتُقدم أعمال هذه الفنانة الموهوبة، التي تندرج في إطار البرمجة الثقافية للمعهد الفرنسي بطنجة، إبداعات متعددة في الفن التشكيلي والنحت والتركيب، وهي بحث معمق يتمحور حول الأشكال والفضاءات والألوان، مع ضمان ترابط خاص بين التسطيح والمكانية.
وعبرت الفنانة التشكيلية عن سعادتها بلقائها بمدينة طنجة، “المدينة الأسطورية” التي استقبلت العديد من الفنانين والمفكرين والمثقفين، والتي “جعلتنا دائما نحلم عبر ماضيها الحافل بالتاريخ”.
وأبرزت أن من بين الإبداعات الفنية المعروضة أعمالا حديثة وأقل حداثة، وهي دائما تسير على المنوال الفني نفسه، بمعنى أن هناك خيطا مشتركا بينها، مشيرة إلى أن هذه الأعمال تدل على أسلوب بسيط مما يسمح للزوار باكتشاف المعنى والعواطف والإحساسات.
إبداعات متعددة في الفن التشكيلي والنحت والتركيب، وهي بحث معمق يتمحور حول الأشكال والفضاءات والألوان
من جانبها سلطت الشاعرة والإعلامية وداد بنموسى الضوء على الطابع المتفرد الذي يميز أعمال أحلام لمسفر، وهو اللون الأزرق الذي يستحضر في الأذهان الأحلام والزمن، مؤكدة أن هذا اللون الذي يمكن أن يشير إلى البحر والسماء يعكس في الوقت ذاته وبشكل رئيسي الحرية.
كما أشارت إلى أن لمسفر الرائدة في الفن التشكيلي، صاحبة الخبرة الكبيرة، شاركت في العديد من المعارض واللقاءات الفنية الدولية، علما أن هذه المولعة بالفن منذ صغرها هي أيضا باحثة وتعمل على تقنيات عديدة، تمزج بين الرسم والنحت والفن التجريدي.
وبعد مشاركتها الفردية المتميزة في قاعة العرض أرتوتيك بالدار البيضاء تحتفي أحلام بعودتها إلى طنجة بمعرضها “الأزرق”، باعتبارها من بين أكثر الفنانين التشكيليين تأثيرًا في جيلها.
وأحلام لمسفر درست الفنون التشكيلية في العاصمة الفرنسية باريس، وهي اليوم عضو في هيئة الشرف لمؤسسة الفنون الفرنكفونية. وحاصلة على عدد كبير من التتويجات والجوائز التقديرية، بما في ذلك الوسام المرموق من الأكاديمية الفرنسية للفنون والعلوم والآداب، كما حازت ميدالية فضية في الصالون الدولي “ملوك الفن” سنة 1995، وجائزة الاستحقاق التي منحت لها في مولان دوركون عام 1996. وتعرض أعمالها في العديد من المجموعات الخاصة والعامة في المغرب وخارجه.


بتاريخ : 05/02/2024