أخبار ثقافية

«مقاربات» تعقد مؤتمرها الدولي ماي المقبل
العلوم الإنسانية، الترجمة، الثورة الثقافية محاور للنقاش

 

حددت مؤسسة «مقاربات للصناعات الثقافية والنشر» يومي 28 و 29 ماي المقبل، موعدا لمؤتمرها السنوي الدولي الذي سينعقد بفاس في موضوع «العلوم الإنسانية والاجتماعية والبناء الحضاري والثقافي».
وتشير ورقة المؤتمر الى أن طبيعة العلاقة بين العلوم الاجتماعية والإنسانية والبناء الحضاري والثقافي تطرح مجموعة من الإشكالات والقضايا والأسئلة من قبيل «لماذا تتطور وتزدهر العلوم الاجتماعية والإنسانية في أزمنة الغمم والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية؟ إلى أي حد يمكن اعتبار هذه العلوم استجابة لنداء الروح الإنسانية المشتركة في أزمنة انكسارها، هل تمتلك العلاقة بين العلوم الإنسانية والاجتماعية والبناء الحضاري والثقافي أسرار تفسير الدعوة إلى إعادة النظر في المنظورات الفكرية التي ترى أن البنى الذهنية، تابعة للبنى التحتية المادية، على اعتبار ان شهادات التاريخ البشري تثبت حقيقة ازدهار العلوم عامة والعلوم الاجتماعية والإنسانية تحديدا في أزمنة التردي الاقتصادي والاجتماعي والسياسي؟».
كما يسائل المؤتمر الدور الذي تؤديه الترجمة في نقل هذه العلوم من ثقافة الى أخرى، وأهمية ذلك النقل في الحوار الثقافي والتداول الحضاري بين الشعوب والامم ويمحص دور العلوم الاجتماعية والإنسانية في حركة التحرر الوطني العالمية والعربية، من خلال إعادة طرح مسألة أهمية وضرورة الثورة الثقافية.
وفي الفضاء العربي الاسلامي، سيقارب المشاركون مدى إسهام العلوم الاجتماعية والإنسانية في تفسير العلل العميقة للتخلف الاجتماعي، وتشكيل مرجعية نظرية مكتملة للتغيير والإصلاح والتحديث ليطرحوا سؤالا مباشرا: «لماذا لم تحقق العلوم الاجتماعية والإنسانية بالعالم العربي التأثير الإيجابي في العقلية العربية وتخلصها من آفة الجهل البسيط والمركب والأمية الأبجدية والثقافية؟».

«آخر ما غنى الغمام»
للشاعر كمال الإدريسي

عبد الحق السلموتي

بتوقعات لا تشبه المطر.. يناجي كمال الإدريسي غمامه
شهر نونبر من سنة 2020 التي ودعناها ، صدرت للشاعر و المسرحي «كمال الإدريسي» ، في حلة أنيقة وجميلة ، أضمومة شعرية عن مطبعة بلال بفاس، اختار لها كعنوان : «آخر ما غنى الغمام « قام بتصميمها و إخراجها الفنان : حمزة زردوحي .
قسم كمال الإدريسي مولوده الشعري الجديد – الأول في إصداراته من حيث الانتماء للشعر الفصيح – إلى أربعة محاور ، بالعناوين التالية : ق – ص – ي – د . وضم كل واحد منها خمس قصائد . تقربنا من عوالمها ، الكلمة التي خطها الشاعر و الناقد ، الدكتور محمد عرش ، على ظهر الغلاف :
« بمروره عبر كل الأجناس الأدبية . يكون الشاعر كمال الإدريسي ، مقنعا و متمكنا من أدواته التعبيرية ، سواء في المسرح، أم في الزجل، أم في القصة، أم في الشعر الفصيح . و لا يكتفي بذلك، بل يحاول أن يسهم بإضافات جديدة في كل جنس أدبي يطرقه ، غايته الإبداع وفق طريقة لا تقف حد المطروق، بل تتجاوزه شكلا و مضمونا . يلاحظ القارئ ذلك في ( آخر ما غنى الغمام : توقيعات لا تشبه المطر ) .
حيث الحنين إلى الطفولة بكل إكراهاتها وحيلها، موظفا مرجعيات ثقافية وسير شعبية …»
الشاعر و المسرحي كمال الإدريسي دخل غمار النشر سنة 2013 بأضمومته الزجلية : « الزيتونية حي الرمان» ثم واصل النبش في متون إبداعية شتى ، ليصدر له في الزجل « تالفين» و «الشهبة ذياب « و «عيوط هائجة في سكات الليل» كأول تجربة على الصعيد الوطني، في فن الهايكو بالزجل، وله في المسرح إصداران : « العاشقة خادمة» و»المسخ»، وسنة 2018 ولج عالم القصة عبر إصداره « أمايانا فرقصتي أنا» .
يقول كمال الإدريسي ، في واحدة من قصائد ، آخر ما غنى الغمام» :
تصرخ أمي :
– هذه الأوساخ
تبني جبلا !
أرهف لكلامها
وانظر إلى الخراب حولي
لو أبني بيتا !
لا أسكنه
أهديه لفصل الشتاء
ليملأ ثقوب السقف
ويملأ الدلاء .

«الدراما التلفزيونية الحسّانية
من الإنتاج إلى التلقي»

صدر مؤخرًا عن دار سليكي أخوين طنجة بالمغرب، كتابٌ للباحث المغربي عبداتي بوشعاب بعنوان «الدراما التلفزيونية الحسّانية من الإنتاج إلى التلقي»، وهو عبارة عن دراسةٍ سعى من خلالها المؤلف إلى تتبع مسار وموضوعات ومصادر الدراما التلفزيونية الحسّانية، ورصد حدود التأثير والتأثر بين هذه الأخيرة والمتلقي، وذلك في سعيٍ جاد إلى إبراز الثراء الفني، والدينامية التي تعرفها الفنون التمثيلية بالجنوب المغربي.
تأتي أهمية الكتاب، الذي جاء في 156 صفحة من الحجم الكبير، في كونه يُميط اللثام عن جزءٍ مهمٍّ من الثقافة المغربيّة، ويسدّ الفراغ الذي تعاني منه الدراما الحسّانية بخصوص الدراسات النقدية. وفي هذا الصدد تقول الدكتورة نورة لغزاري، أستاذة الأدب المقارن بكلية الآداب واللغات بالقنيطرة، في مقدمة الكتاب :
« تركز إشكالية الدراسة على مدى قدرة الدراما الحسّانية على إقناع المتلقي والتأثير فيه عبر إثارة الكثير من الأسئلة الفكرية والمعرفية والمنهجية العميقة، والقادرة على رسم ملامح مقاربةٍ أهمّ سماتها الجِدة والمغامرة والملاحظة والتقصي. والأهم أن الدراسة لا تدعي الإحاطة المطلقة بالموضوع، بل هي لبنة ستساهم في تأسيس صرح نقدي ومعرفي يهتم بالثقافة والفن الحسّانيين».