أرْمِي قُبْلة فِي الهَوَاء

1

وَأنَا أحْمِل ضَجَري
ضجري الفَسيح
أقصد، ذلك الإحْسَاس المُبهَم الثَقيل
الذِي أَحْمِلُه كَعَلامَة..
كَخَشَبَة على صَدْري..
تَصْطَفّ روحِي ذاهِلَة / مَشْدوهَة
وَرُكامٌ مِنْ شَفَرات
فوْقَ أَجْفَانِ الوقْتِ تَنِطّ
يَتَقَدَّمُني صوْتي
وكَلِماتٌ بكامِلِ عُرْيِها
تَتَسَلَّل خِلْسَة..

2

وأنَا أسْرُدُني..
لأتَخَفّف مِنْ أثقالي،
أقصد، لأَكْنسَ السّواد من الليل
عندما تَمُر أمامي أكْوام من أشباح
تومِضُ الخُطوات مُتَرَهّلة؛
خُطُواتٌ أَتَرَصَّدُ إيقاعَها الخافِت،
وبَيْن تفاصيلَ زائِدَة عن الحَاجَة
وأخرى خَفِيَّة بما يكفي..
أرْمي قُبْلةً في الهواء
وأَرْكبُ قِطارَ الحكائين
ليرمِّم ماء السَّرْد خُيوطا مُتَداخلة
أنْفُثُ الغَيْمَ قُبّعة،
ليَخْرُج الطائِر
ويَنْسكِب السِّحْر…

3

وأنَا أرِيد أن أَقْبِض
عَلى الكَلِمَة قبْل أن تَلْتَبِس
لأصْنَع منْها حَقيقَةً مخاتِلَة،
أسْتَنْجِد بحُنُوِّ النَّوافذِ المُوصدة
وهيَ تُديرُ ظهْرها.
تتقافَزُ الصُّور العالِقَة،
وَكُلَّمَا اجْتاحَني الارْتِياب
تُنْجِبُني اللغة.
أتَمَدَّدُ على عُشْبِها الغَض
أعَانِق كَذِبَها الحَقيقي
أسَلِّط عليْه مَدَّ الفُقاعَات
الصاعِد نَحْو السَطْح..
وأتْرُكهَا تُرتِبُني

4

ولأبدِّد شُحوبَ الذاكِرَة
تُمْسِك نَصاعَة النِّسْيان مِن يَدي
كعَصَا شارلي شابلن السَّخِية
وأنَا أبْحَث تَحْتَ جِلْدي
عَن أسْفارٍ سَحيقَةٍ كالوَميض،
وَحْدَه صَفيرُ الريح
وذاكِرة تَحْتـَلُّها الأكْواخ البعيدة
تَشُدُّنِي إلى الظلال..
إلى الدَّبِيب النَّاغِل..
وتِلكَ الأبدية الفَسيحَة
تشْرئِبّ مِن بَعِيد،
تُحَلّق حَوْلي بِخِفَّة بَهْلوان
أمُدُّ نَحْوَها..
خُطُوات اليَقِين الوَاسِعَة.


الكاتب : مليكة فهيم

  

بتاريخ : 15/04/2022