أساليب الحكي تتعدد في مجموعة «الكل خلّف اسما وراءه»

تضم مجموعة كلير أتسوبادي القصصية بين طياتها ثمانيَ قصص يربط بينها عنصر نسوي أنثوي عانى من وطأة مداس رجل متعجرف
المشهد الإبداعي في مالطة عرف عصره الذهبي في شتى المجالات بعد اجتياح حزب العمال والمد الشبابي الممتلئ بفورة الحياة
الموت والذكرى هما محور قصص هذه المجموعة «الكل خلّف اسما وراءه» للكاتبة المالطية كلير أتسوبادي، الكل ـ هنا ـ يترك ذكرى، حالة، حكاية، اسما يظل عالقا في أذهان العديد لتروي قصته دائما ولا تغيب.
تتعدد أساليب الحكي في هذه المجموعة لكن يظل الراوي ـ الرواة المتعددون أحيانا ـ هو الصوت الرئيس في العمل. وتغوص المجموعة التي ترجمها المترجم مراد شوبرت في عوالم متنوعة وتقدم حكايات عن الرحيل والذكريات والألم والحب، وكل الحكايات يجمعها اسم العمل الذي يبرز أن لكل شخصية بصمة تركتها في مكان ما سواء رحلت أم كانت تتأهب للرحيل.
وفي لقاء مع المترجم مراد شوبرت للتعرف على الكاتبة كلير أتسوبادي ومشهد الأدب المالطي، أكد المشهد الإبداعي في مالطة عرف عصره الذهبي في شتى المجالات وخاصة بعد اجتياح حزب العمال والمد الشبابي الممتلئ بفورة الحياة، الذي رافقه في تمكُّنه من جميع مفاصل الحياة الإبداعية، وبفضل استراتيجيته المتفتحة على آفاق المستقبل والعوالم المحيطة به، تم تشجيع إحياء التراث الذي ظل ردحا من الزمن تحت وطأة المحافظين، وذلك بضخ دم جديد في شرايينه لمواكبة موجة التجديد. وقد طال هذا الحراك كذلك المشهد الأدبي في مالطة، مما ساعده على الخروج من قوقعة الانغلاق والانطوائية على الذات، التي عانت في السابق من قسوة احتكار طبقة النبلاء، ومقصّ الرقيب.
وقال شوبرت «كالطائر يزُفّ بنفسه ويبسط جناحيه، ينتعش الأدب المالطي في حلّته الجديدة، ويظهر هذا جليّا حتى في أبسط أدبيات الإنتاج الأدبي، كمثال على ذلك إخراج الكتب أضحى ينافس بَل يتفوق على نظرائه في الشطّ الآخر، ويسجل تنافسية بناءة على أعلى مستوى فني. ولأن مالطة بلد صغير، يبدو كحَصَب في المتوسط، يدرِي الكتاب والمؤلفون في قرارة أنفسهم أن سقف المنافسة سامق محليا ودوليا، لذا يجتهدون في عصرِ ملكاتهم وطاقاتهم الإبداعية لكي يُخرجوا شراب أدب سائغا لذة للقارئين.


بتاريخ : 07/08/2019